لأن الأساسيات أصبحت رفاهيات: اختراعات غزاوية للتكيف مع مشاق الحياة

هناك من يرى أن أساسيات الحياة كالماء والهواء النظيف والأكل والملابس والأعياد والعلاج أشياء مكفولة ومضمونة حتى يختبر فقدانها وتتحول لمجرد رفاهية كقطعة الصابون التي قرر أحد المواطنين في غزة أن يقسمها على شكل حبات أدوية حتى يطيل من عمرها.

فالصابون كأشياء أساسية كثيرة اضطرت الحرب الفلسطينين أن يخلقوا لها وسائل بديلة لاستخدامها لم تكن تخطر في بالهم في أوضاعهم وحياتهم العادية، وذلك لأن الأساسيات أصبحت رفاهيات بالنسبة لهم، فأحضر هذا الشاب قطعة الصابون وقام بإذابتها باستخدام الحطب لأنه لا يوجد مصادر طاقة أخرى، وبعد إذابتها شكّلها على هيئة حبات وأقراص في حجم كبسولات الأدوية ووضعها بالفعل في شريط أدوية.

وعند استخدامها لم تكن المياه متوفرة بالشكل الطبيعي بل وضع زجاجة بلاستيكية نصفها مملوء بالمياه، وفتحها بشكل بسيط واستخدم القطرات التي تسقط من الزجاجة، فالماء أيضًا أصبح رفاهية يجب إطالة عمر الكمية المتبقية منها.

حتى هذه الصابونة نفسها ربما تم اختراعها من مخلفات كما فعل شاب آخر وقرر استخدام محلول رماد والسكر والملح لتكوين محلول هيدروكسيد الصوديوم (الصودا الكاويا) والزيت النباتي.

فتطول الحرب وتطول معها الهموم والأحزان والنداءات، ويطول معها أيضًا الاختراعات التي يحاولوا بها التحايل مع مشاق الحياة الصعبة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: نبوءة نهاية إسرائيل: كتبها المفكر عبد الوهاب المسيري في السبعينيات وتروى الآن

تعليقات
Loading...