هل سمعت حكاية لم تُروَ بعد عن مدينة ظلت تقاوم رغم الجراح والآلام المتراكمة؟، هذا ما جسده فيلم “كان ياما كان في غزة”.
في عرضه الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46، كشف تاريخًا مستمرًا منذ 70 عامًا.
مزج الفيلم الدراما القاسية بعبثية الواقع المأزوم داخل غزة، لذلك يلامس الفيلم أوتارًا حساسة في قلوب الملايين بصدق.
وعليه، ندعوكم للغوص في تفاصيل قصة “يحيى” و”أسامة”، فالأمر يتجاوز حدود السينما نحو البقاء الحقيقي.
لا تفوت قراءة: أبرز لقطات افتتاح مهرجان القاهرة.. ليلة مصرية تتألق فيها السينما وتُرفع فيها رسائل إنسانية
كان ياما كان في غزة.. سينما فلسطينية تحصد إخراج “كان”
الأخوان ناصر، طرزان وعرب، قدما رؤية فنية متفردة نالت التقدير العالمي، أيضاً، هذا التكريم يؤكد جودة الإنتاج المشترك العابر للحدود.
فاز الفيلم بجائزة أفضل إخراج ضمن قسم “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي الدولي الدورة الماضية، كاعتراف دولي بقيمة العمل الإنسانية.
بالإضافة إلى “كان”، احتفل صناع الفيلم بعرضه العربي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، محققاً تفاعلاً كبيراً وإعجابًا جماهيريًا.
استلهم المخرجان قصتهما من غزة التي غادراها عام 2012، لكن إنسانيتها ظلت مصدر الإلهام الأكبر والأعمق.
لا تفوت قراءة: سحر الأناقة في مهرجان القاهرة السينمائي.. أبرز 10 فساتين خطفت قلوب الجماهير
غزة 2007.. خيوط دراما معقدة
تدور أحداث كان ياما كان في غزة في عام 2007 تحديدًا، بعد تشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع، ما يحدد الخلفية الزمنية للأحداث.
أراد المخرجان رصد معاناة الغزاويين في العقدين الماضيين قبل أحداث أكتوبر 2023، في توثيق لقصص الصمود هناك.
“العالم يظن أن معاناة المواطن الغزاوي بدأت في أكتوبر عام 2023، ولا يعرفون حالة المعاناة التي شهدها الشعب الفلسطيني قبل ذلك، إذ إن الاحتلال ظل 70 عامًا، لذلك أردنا من خلال الفيلم رصد أوضاع الشعب الغزاوي في العقدين الماضيين”.
المخرج عرب ناصر
لذلك، سلط الفيلم الضوء على الحياة اليومية الشاقة وسط الظروف الاستثنائية القاسية التي عاشها القطاع بشكل يومي.
في رفض من صناع الفيلم تقديم أهل غزة كضحايا سلبيين، بينما يؤكدون على قدرتهم اللامحدودة على التكيف والتمسك بالحياة.
لا تفوت قراءة: دليلك إلى حفلات العلا.. 4 ليالٍ ساحرة من وائل كفوري إلى جون باتيست وماريلين نعمان
يحيى وأسامة.. قصة البحث عن النجاة
يحيى طالب جامعي يحلم بالهروب، وفي نفس الوقت يعمل في صنع الفلافل مع صديقه أسامة، وسط أحداث للصراع الشباب للبقاء.
بينما أسامة ذو الكاريزما يدير مطعمًا بسيطًا ويستخدمه غطاءً لتهريب الحبوب المخدرة، هذا هو سبيلهم المأزوم للبقاء المادي.
وبعد ذلك، يحيى وأسامة يجدان نفسهما متورطين بعمق في عالم محفوف بالمخاطر؛ وذلك بسبب ندرة فرص العمل الشريفة واليأس.
لكن حياتهما تنقلب رأسًا على عقب بمواجهة أحد الأشخاص يسعى لفرض سيطرته بالقوة والسلطة.
لا تفوت قراءة: 7 فنانات دخلن نادي “الزواج بعد الـ 40”.. آخرهن مي عز الدين ورانيا يوسف
القاهرة تحتفي بـ “غزة“
بطل العمل النجم الأردني مجد عيد، أشاد بالتفاعل غير المسبوق لجمهور المهرجان، حيث بيعت كل تذاكر الفيلم بالكامل قبل العرض الجماهيري.
في حوار له، قال مجد عيد إن تفاعل الجمهور فاق ما شهده في مهرجان كان السينمائي الدولي و”هذا يؤكد شغف الجمهور”.
في حين شارم المؤلف عامر ناصر في ندوات المهرجان، كاشفًا تفاصيل العمل ورحلته الطويلة.
وتحدث عامر عن تحديات تصوير كان ياما كان في غزة، مؤكدًا صعوبة الظروف بالقطاع خلال فترة وجوده هناك قبل أشهر قليلة.
لا تفوت قراءة: كيف أصبحت أغنية “عبد القادر يا بوعلام” أيقونة موسيقى الراي؟
تصحيح التاريخ وعبقرية اللقطة
المخرج عرب ناصر أراد تصحيح فكرة أن مأساة غزة جديدة، إذًا، الاحتلال ظل 70 عامًا، والفيلم يرصد عقدين مضيا.
جرى التصوير في الأردن، مع فهم دقيق لروح غزة لا شكلها الإعلامي، لذلك، مدير التصوير كريستوف جرايلوت خلق بيئة بصرية حقيقية بالضوء والكاميرا.
كما اهتم المخرجان بالتفاصيل المرتبطة بالإضاءة وزوايا الكاميرا والخلفيات بدقة مفرطة، ليصبح المكان حقيقيًا.
علاوة على ذلك، غياب العنصر النسائي في الفيلم كان قرارًا مدروسًا، ما يعكس الفراغ العاطفي والحنان الغائب ووحدة شخصيات العمل.

