فيديو لأب يضرب أولاده أثناء نومهم في العراق يفتح النقاش عن العنف ضد الأطفال
مشهد مرعب انقض فيه الأب على طفليه وضربهم ضرب مبرح فجأة وهما نايمين، وصوّر الواقعة وكان بيهددهم أثناء ضربهم وبيجبرهم على شتيمة والدتهم والدعاء عليها. دي تفاصيل الفيديو اللي أثار الجدل في العراق، وفتح باب النقاش عن العنف المنزلي المتكرر والوقائع المشابهة اللي حصلت ضد أطفال عراقيين كتير.
بمجرد ما انتشر المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي، انفجر غضب واسع في المجتمع العراقي استدعى السلطات للتدخل فورًا، وبالفعل نشرت الشرطة المجتمعية في دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية تعميم على حسابها في فيسبوك للمواطنين، علشان اللي عنده أي معلومات عن الطفلين المعذبين يبلغ، وأرفقت صورتهم للتواصل معها عبر الخط الساخن.
تحرك السلطات
قوات الأمن داهمت بيت المتهم، لكن للأسف كان بعد فوات الأوان، لإنه هرب ومعاه الطفلين، لكن قبل مرور 24 ساعة السلطات قدرت تقبض على الأب المتهم، ورئيس خلية الإعلام الأمني ومدير دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية العراقية سعد معن، على (تويتر) أعلن إلقاء القبض على الأب المعنف.
وذكر إن عملية القبض على الأب المعنف تمت بإشراف وزير الداخلية العراقي، وقوة مشتركة من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية والشرطة الاتحادية والشرطة المجتمعية وقيادة شرطة بغداد.
لكن لم يتم الكشف عن اسم الطفلين ووالديهما أو أي تفاصيل تتعلق بحالتهم الاجتماعية، وإذا كانوا منفصلين أو لأ.
مسلسل العنف ضد الأطفال
المشكلة إن دي مش المرة الأولى اللي يحصل فيها واقعة زي دي، بيظهر فيها تعذيب وتعنيف الأطفال أو حتى قتلهم، من حوالي سنتين انتشر فيديو لأب اتقبض عليه لإنه بيتحرش جنسيًا بأولاده، واتعرض على التليفزيون الرسمي من حوالي 3 سنين حادثة قتل أب لأولاده الأربعة حرقًا في مدينة كربلاء، انتقامًا من زوجته بعد تركها المنزل.
مديرة مكتب رعاية الطفولة في العراق غادة الرفيعي، قالت في تصريحات سابقة، إن أكتر المناطق اللي بتشهد تعنيفًا ضد الطفل هي العاصمة بغداد، وده بسبب النزوح واختلاط الثقافات، بعد ما كانت المناطق الفقيرة وفئة غير المثقفين هما الأكتر تعنيفًا للطفل.
وضحت كمان، إن على الرغم من محاولة المنظمات الدولية تقديم دعم للعراق لإيجاد حلول لارتفاع معدلات العنف الأسري وأسبابه، وتشريع قوانين تهدف إلى الحد منه، لكن الاعتراضات السياسية وعدم نضوج الكتل والجهات السياسية في توجهاتها الاجتماعية والاقتصادية، أفشل حتى الآن أي مشروع لتفكيك المشكلات اللي بتعاني منها الأسرة العراقية.
“أربعة من بين كل خمسة أطفال يتعرضون لعنف، ما يؤشر إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال يتعرضون للتعنيف بمستويات مختلفة، مشيرة إلى أن هناك أطفالًا يسقطون ضحايا نتيجة التعنيف، إلا أنه يعلن عن وفاته نتيجة حادث” ده اللي أشار له تقرير اليونسيف عن العنف ضد الأطفال في العراق.
الحروب والأزمات تعتبر سبب؟
الباحثة في الشأن الاجتماعي ندى العابدي، بترجع أسباب زيادة العنف الأسري في العراق إلى الحروب اللي عانت منها البلاد، والعقوبات اللي فرضت على العراق، وقالت إن كل دي أسباب ولدت بيئة نفسية ضاغطة، وأشارت إلى أن تعاطي المخدرات واحد من أسباب زيادة نسب التعنيف ضد الأطفال.
وقالت: “الظروف غير الطبيعية التي عانى منها العراقيون أدت إلى أن يصبح بعض الأشخاص مسلوبي الإرادة للأهلية، ولا يشعر بإنسانيته، وعادة يكون تحت معاناة الاضطراب النفسي أو الاضطراب العقلي”.