فاجعة عائلة محمد أبو القمصان.. أن يعطوك بدلًا من طفلك ورقة

“أن يعطوك بدلًا من طفلك ورقة” جملة قالها الكاتب يوسف الدموكي ليصف بها ما حل بالمواطن الفلسطيني محمد أبو القمصان في غزة، الذي توجه بصفته والد التوأمين “أيسل وآسر” إلى الشهر العقاري لتسجيل ولادتهم، وهو في طريقه بشهادات الميلاد ليفرح زوجته الدكتورة جمانة ويحتفل بأطفاله، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأبراج التي نزحت إليها العائلة في دير البلح وسط قطاع غزة.

 واستشهد الرضيعان اللذان لم يبلغا أربعة أيام، استشهدوا هم ووالدتهم جمانة، التي توًا زفت خبر ولادتهم، ووالدهم ينجز شهادة ميلادهما، ليعود بعد ذلك ويطلبوا منه استخراج شهادة وفاتهم في نفس اليوم، وكل هذا وهو حتى لم يراهم والصلة التي كانت بينهم مجرد ورقة، ورقة كتب فيها تاريخ ميلادهم وورقة آخرى كتب فيها تاريخ وفاتهم، انهار الأب على ركبتيه فور وصوله وسماع الخبر وقول يقول “لقد أصدرت شهادة ميلادهما للتو، أريد رؤيتهما”.

الاحتلال ارتكب خلال الفترة القصيرة الماضية مجزرتين ضد العائلات في غزة وصل منها للمستشفيات 32 شهيدًا و88 مصابًا، وفي المجمل ارتكب 3486 مجزرة، ولكن كل مجزرة يكون لها قصة وألم مختلف، فالدماء ليست وحدها تعبر عن المذبحة، فهناك حكايات لا نعرفها كلها مجازر دموية خارج الإحصاء.

ومثل حال محمد أبو القمصان يعطوك بدلًا من بيتك خيمة وبدلًا من طعامك الذي أعدته أمك طازجًا طائرات تهبط بطعام فاسد أو يقتلك وأنت تجري وراءه أو تنظر بالساعات أمام المخبز فيعود الخبز ملطخًا بدماءك، وتتحول فصولك التي تعلمت فيها أجمل المعاني لمراكز إيواء بالجثث، ويعطوك بدل ضحكات أطفالك ورقة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: ذبح البقرة الحمراء أمام الأقصى لبناء معبد يهودي: ما دلالة ذلك عند اليهود؟

تعليقات
Loading...