غزة والعرب في بريطانيا: بين الحرب الأهلية واليمين المتطرف
منذ أيام علق “إيلون ماسك” على منصته إكس قائلًا:” الحرب الأهلية أمر لا مفر منه” وهذا كان تعليقه على الأحداث العنيفة والاضطرابات ذات الطبيعة العنصرية في بريطانيا، بدأت الاضطرابات الثلاثاء الماضي مع هجوم غاضب على مسجد في مدينة “ساوثبورت”، وكان هذا بسبب حادثة مهاجمة مراهقين من أصل رواندي لحفلة أطفال في نفس المدينة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، ولكن كانت هناك تهمة جاهزة في انتظاره وهي كونه طالب لجوء وديانته مسلم رغم إنه مسيحيًا، وكانت هذه شرارة البداية، واضطرت الشرطة الإنجليزية إعلان أن هذا كله خاطئًا وأنه من مواليد مدينة “كارديف الويلزية”، ولكن هذا لا ينفي مسؤلية السُلطة عن تسييد هذه السردية العنصرية التي بدعها اليمين المتطرف وانجرت خلفه السُلطات الإنجليزية، ولكن ثمة مفارقة فإن هذه الاضطرابات العنيفة سبب من أسبابها ما يحدث من إبادة في غزة.
المفارقة تأتي من كون إعلان وزير الخارجية الإنجليزي “ديفيد لامي” صباح اليوم أن “تجويع الفلسطينين عمدًا داخل قطاع غزة يعتبر جريمة حرب” ولكن العنصرية وقتل الناس بالخوف وخوفهم من الخروج من بيوتهم في دولته لا يعد جريمة، وبالنظر إلى حسابات العرب في المملكة على مواقع التواصل الاجتماعي ستجد رابط واحد مع اختلاف الجنسية واللغة وهو “الخوف” وحده وكأنه كتب على العرب أما الإبادة أو العنصرية، ولا مفر من قتلهم واغتيالهم.
والمفارقة الثانية أن ما كتبه “ماسك” على حسابه ومنصته أثار استياء “كيم ستارمر” رئيس الحكومة البريطانية الذي رد بغضب على ما قاله “ماسك”، ونوه أنه يخاف على مواطنيه المسلمين من هذه الهجمات، ولكن لم يكلف نفسه بالطبع بمحاولة الحث على وقف إطلاق النار الدائر منذ أكثر من 10 شهور ولكنه بالطبع سيكتفي بأن يندد وهكذا ربما ما يفعله العالم الغربي منذ 300 يوم.
آخر حاجة ماتفوتوش قراءة: كتائب القسام تنصب كمينًا محكمًا لقوات الكيان المحتل