موجة من الغضب عمت الأوساط بعد تداول فيديو مروع، تم التقاطه في ريف محافظة الرقة السورية ذات الطابع العشائري، والتي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لمجموعة من الرجال ينهالون بالضرب والتعذيب بالعصا والركل على فتاة في مطلع العشرينات تدعى لينا، وكل شخص يمر في الشارع ينال حظه ونصيبه من ضرب الفتاة مع اختلاف أدوات التعذيب لتدخل في موجة من التأديب الجماعي.
بعض وسائل إعلام قالت أن التعذيب بدافع “الشرف”، حيث ظهر صوت الشابة في الفيديو وهي تقول وتترجى أن يرحموها “والله بنية”، بمعنى أنها مازالت عذراء ولم تكن لينا أول ضحايا عائلتها فكانت أختها عائشة ضحية هي الأخرى لنفس السبب “الشرف”.
مؤسسة مدنية لدى “الإدارة الذاتية” استقبلت لينا مع شقيقتها وتستمر في تقديم الرعاية للشقيقتين حتى يتغير وضعهما العائلي.
نحن الأن على مشارف دخول شهر مارس المعروف بشهر المرأة، حيث يوم المرأة العالمي وعيد الأم، وبدلًا من أن نحتفل بنموذج تم تكريمه نكتب عن جرائم عنف تمارس بحق السيدات، وبالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة توصف وضع المرأة في الوطن العربي نظرًا لأن كثيرًا منهم لا يقوم بالتبليغ، ولكن نستطيع أن نقول بعض المؤشرات.
فهيئة الأمم المتحدة للمرأة قالت أن 37% من النساء العربيات تعرضن لشكل من أشكال العنف في حياتهن، وهناك مؤشرات على أن النسبة قد تكون أعلى، وترتكب أكبر نسبة جرائم القتل بحق المرأة في العالم العربي من قبل الشريك وأفراد العائلة، وتشمل الجرائم المرتكبة باسم الشرف والتغطية على حوادث الاغتصاب ورفض الزواج وغيرها.
لا شك أن بعض البلدان العربية وضعت قوانين لحماية النساء، ولكن المعضلة الأساسية في تطبيقها، وفي الثقافة المجتمعية التي تكرس العنف.