لم تعد قصص الاعتداء على الأطفال أحداثًا عابرة تتصدر العناوين ثم تُطوى، بل صارت جروحًا مفتوحة في وعي المجتمع.
فحادثة سيدز وما أعقبها من صدمة، ثم عودة قضية الطفلة أيسل للواجهة ووفاتها في لحظات مأساوية داخل حمام السباحة بعد محاولة اعتداء عليها لم تكن مجرد وقائع فردية.
هي نواقيس خطر تُذكرنا بأن هناك حوادث أخرى لم تكشف عنها الستار بعد، وأن ألم الأطفال كثيرًا ما يختبئ خلف الصمت والخوف.
وأمام هذا الواقع القاسي، يصبح السؤال: كيف نساعد؟ لا نملك تغيير ما حدث، لكن يمكن أن نمنع ما قد يحدث.
لهذا جئنا اليوم لنقدّم دليلًا استرشاديًا واضحًا يساعد كل أم وأب على التعرّف إلى العلامات التي قد تشير ولو تلميحًا إلى أن طفلهم تعرض للتحرش، وكيف يمكن التعامل معها بوعي وطمأنينة وحزم في الوقت نفسه.
لا تفوت قراءة: 8 فنادق في أبوظبي حائزة على ميشلان: تجربة فخامة لا مثيل لها
ما هو التحرش الجنسي بالأطفال؟ وكيفية الوقاية والتعامل معه
التحرش الجنسي بالأطفال يشمل مجموعة واسعة من السلوكيات الجنسية التي تحدث بين الطفل وطفل أكبر منه أو شخص بالغ.
تهدف هذه السلوكيات عادةً لإثارة الطرف الأكبر جنسيًا، دون مراعاة ردود فعل الطفل أو اختياراته، ودون التفكير في تأثير هذه الأفعال على الطفل نفسه.
قد تتضمن هذه السلوكيات الاتصال الجسدي المباشر،ولكن حتى في حالة عدم وجود اتصال جسدي، يمكن أن تكون الأفعال مسيئة جنسيًا.
مثل التعري أمام الأطفال أو إجبارهم على مشاهدة المواد الإباحية، أو ممارسة الضغط اللفظي للقيام بسلوك جنسي، أو استغلالهم في البغاء أو صناعة الأفلام الإباحية.
لا تفوّت قراءة: من كاريمان حمزة إلى آية عبد الرحمن.. مذيعات تألقن في تقديم البرامج الدينية
من هم المعتدون على الأطفال؟

غالبًا ما يعرف المعتدي الطفل، ولكنه ليس من أقاربه، حيث يشكل الأشخاص المعروفون للطفل حوالي 60% من المعتدين، مثل الأصدقاء، أو جليسات الأطفال، أو الجيران.
بينما يشكل الأقارب حوالي 30%، ويكون الغرباء في حوالي 10% من الحالات. معظم المعتدين هم رجال، ولكن النساء يشكلن نحو 14% من حالات التحرش بالأولاد و6% من حالات التحرش بالفتيات.
كما أصبح المعتدون من الغرباء يتواصلون مع الأطفال عبر الإنترنت لاستغلالهم جنسيًا.
لا تفوت قراءة: مسرحيات موسم الرياض 2025/ 2026: عروض ضخمة تجمع نجوم العرب في موسم استثنائي
ما هي آثار التحرش الجنسي على الأطفال؟
من الصعب أحيانًا اكتشاف التحرش الجنسي بالأطفال لأنه غالبًا ما يحدث في الخصوصية ولا يترك دليلًا جسديًا واضحًا.
يمكن أن يظهر على بعض الأطفال أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) مثل: السلوك العصبي، الكوابيس المخيفة، أو اللعب المتكرر الذي يعكس جزءًا من الاعتداء.
الأطفال غالبًا يشعرون بالارتباك الشديد بعد الاعتداء، وقد يلومون أنفسهم أو يعتقدون أن ما حدث كان نتيجة رغبتهم أو خطأهم.
وقد يشعر الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء من شخص من نفس الجنس بالارتباك حول هويتهم الجنسية.
إذا لم يُعالج التحرش الجنسي بشكل مناسب، فقد تستمر الآثار طويلة المدى حتى سن الرشد، بما في ذلك:
- اضطراب ما بعد الصدمة والقلق
- الاكتئاب وأفكار الانتحار
- اضطرابات جنسية وقلق جنسي، بما في ذلك السلوك الجنسي المفرط
- صعوبة الحفاظ على حدود صحية في العلاقات
- صورة جسدية سلبية وانخفاض تقدير الذات
- استخدام سلوكيات ضارة مثل تعاطي المخدرات أو الكحول، أو إيذاء النفس

لا تفوت قراءة: من باريس إلى أوتريخت.. 5 ليالٍ ساحرة مع كايروكي في قلب أوروبا
ما هي علامات التحرش بالأطفال؟
تشمل علامات جسدية قد تشمل صداع، آلام معدة، تبول لا إرادي، كوابيس، تغييرات في الشهية، كدمات في مناطق لينة، تغييرات في الأعضاء التناسلية، ألم أو حرقة عند التبول.
قد تظهر مشاكل في النوم أو فقدان وزن، وأحيانًا لا تظهر أي علامات جسدية، مما يجعل المراقبة السلوكية ضرورية.

وعلامات سلوكية منها الطفل قد يصبح أكثر انطوائية أو عدوانية، شديد التعلق، منعزل، قلق، مكتئب، أو يظهر محاولات إيذاء النفس.
قد يتراجع إلى سلوكيات طفولية: مص الإبهام، التبول اللا إرادي، أو الرغبة في أن يُعامل كطفل أصغر سنًا، ويعبر عن خوفه أو استيائه بالبكاء.

وعلامات متعلقة بالعلاقات الاجتماعية، صعوبة التركيز، انخفاض الأداء المدرسي، مشاكل مع الأصدقاء، تغييرات في الحضور، سلوكيات جنسية غير مناسبة أو معرفة بالمواضيع الجنسية تتجاوز عمره.
قد يعطي الطفل تلميحات ضمنية عن الانتهاكات، أو يرفض التواجد بمفرده مع شخص معين، أو يخشى أماكن معينة كالحمامات.
لا تفوت قراءة: منتجعات وفنادق بيئية فاخرة في مصر.. استكشف أروع الإيكولودجز لقضاء عطلة فاخرة ومستدامة
ماذا يمكن للمتخصصين فعله عند الاشتباه بالتحرش؟

- يجب على المتخصصين الالتزام بالقوانين المحلية للإبلاغ عن حالات الاعتداء.
- تقديم الاستشارات النفسية العاجلة للطفل، ودعم الأهل للتعامل مع الطفل بطريقة تساعد على التعافي.
- الاستعانة بمراكز دعم الأطفال حيث يمكن للطفل وأسرته تلقي التدخلات بطريقة آمنة ومريحة، وتقديم تقرير للسلطات، والحصول على فريق متعدد التخصصات لمعالجة حالة التحرش.
- الاطلاع على الموارد المتخصصة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة للأطفال.
لا تفوت قراءة: من هنا الزاهد لمروان بابلو.. نجوم سفراء لأشهر الماركات عالمية والعلامات الفاخرة
ما الذي يمكن للأهل فعله لحماية الأطفال؟
- تحدثوا مع الأطفال عن الفرق بين اللمس الآمن واللمس غير الآمن.
- أخبروا الطفل أنه إذا حاول أحد لمس جسمه في أماكنه الخاصة بطريقة غير مريحة، عليه أن يقول “لا” ويخبركم أو يخبر شخصًا موثوقًا.
- علموا الأطفال أن أجسادهم ملك لهم، وأن لهم الحق في رفض أي لمس غير آمن.
- أوضحوا أن الاحترام لا يعني تنفيذ كل ما يطلبه البالغون أو الأشخاص ذوو السلطة.
- راقبوا استخدام الأطفال للإنترنت وحذروا من مخاطر التواصل مع الغرباء.
- وفروا بيئة آمنة ومحبة تشجع الطفل على الحديث بصراحة عن أي تحرش جنسي محتمل.

