عبقرية مصرية غيرت العالم: قصة محمد عطا الله واختراعاته
كانت الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي، على موعد مع وصول رجل مصري من مدينة مصرية ساحلية هي بورسعيد، رجل سيعيد تشكيل التكنولوجيا في العالم كله، وسيخترع أنظمة إلكترونية ستغير شكل حياتنا للأبد.
هو المهندس المصري محمد عطا الله المعروف باسمه الأمريكي جون (مارتن) عطا الله. اخترع عطا الله ترانزستور (موسفيت – MOSFET) أكتر أداة تكنولوجية بيعت في تاريخ البشرية، بنسبة مبيعات زادت عن 13 سكستيليون، مُنتج مُباع، “يعني 13 وجنبها 21 صفر”. واخترع عطا الله واحد من أهم أدوات الحماية التي نستخدمها تقريبًا يوميًا، وهو نظام التعريف الشخصي الـ (PIN).
ولد عطا الله، في مدينة بورسعيد المصرية سنة 1924، ودرس العلوم في جامعة القاهرة، وحصل على الماجستير والدكتوراة في الهندسة الميكانيكية من جامعة (بوردو) الأمريكية، وبعد التخرج بدأ مسيرة مهنية قامت بتغيير شكل العالم للأبد.
بعد ما أنهى دراسته في بوردو، عمل عطا الله في معامل شركة (بِل Bell) للتليفونات في نيويورك، مع مجموعة من الباحثين الشباب المتطوعين، على أبحاث الترانزستور واستطاع أن يقدم للعالم في الستينيات أهم إنجاز في عالم الإلكترونيات الحديثة (الموسفِت MOSFET) وهو الترانزستور الذي يُستخدم اليوم كمحول للطاقة في معظم الأجهزة الإلكترونية.
قال مكتب براءات الاختراع الأمريكية عن اختراع عطا الله، إنه تسبب في تغيير شكل الحياة والثقافة عمومًا حول العالم، واعتبر اختراعه أبرز الاختراعات التقنية في تاريخ الصناعات الإلكترونية.
في السبعينيات، قدم عطا الله اختراع آخر متواجد تقريبًا في كل شارع في العالم، وهو رقم التعريف الشخصي أو الـ (PIN) في أجهزة الصرافات الآلية (ATM).
في كل مرة تقوم بسحب أموال من مكنة صرافة وتدخل الرقم السري الخاص بالبطاقة البنكية ، فأنت تستخدم صندوق عطا الله، مثلما أطلق عليه مخترعه المهندس المصري-الأمريكي جون (مارتن) عطا الله.
بدأ عطا الله أبحاثه في اتجاه هذا الاختراع العبقري من الخمسينيات أثناء عمله في شركة (بِل)، لكن الشركة رفضت دعم أبحاثه لإن تخصصه هو الهندسة الميكانيكية وليس الفيزياء أو الرياضيات أو الكيمياء، ولكن بعد حوالي عشرون عام، علمت شركة (بِل) إنها خسرت واحد من أهم الاختراعات في العالم.
قدم عطا الله استقالته من الشركة وبدأ في العمل مع شركة (إتش بي HP) للإلكترونيات، وهناك أشرف على تطوير شاشات الـ (LED) ومن ثم عمل في شركة (فيرتشايلد) لأشباه الموصلات، وانضم لقسم الإلكترونيات الضوئية سنة 1969.
وفي سنة 1972 قرر عطا الله يؤسس لشركته الخاصة في أمن البيانات والحاسوب، ومن خلالها قدم براءة اختراع (صندوق عطا الله) نظام أمن رقم التعريف الشخصي (PIN) والذي يتستفيد منه اليوم كل البنوك وأنظمة التجارة الإلكترونية وأمن الإنترنت.
صندوق عطا الله تم استخدامه لأول مرة سنة 1973، واليوم تعتمد أكثر من 80% من التحويلات في العالم كله على اختراع المهندس المصري العبقري.
في سنة 1990 أعلن عطا الله التقاعد، ولكن بنك (ويلس فارجو) الذي يعتبر واحد من أكبر البنوك الأمريكية، أقنعه الرجوع للعمل مرة أخرى، ومع ويلس فارجو استطاع عطا الله تطوير أنظمة أمان للإنترنت، ساعدت الشركات على تبادل الملفات والبريد الإلكتروني والفيديو بأمان.
كرم محمد عطا الله بميدالية (ستيوارت بالانتين) في الفيزياء، واسمها حاليًا ميدالية بينجامين فرانكلين، وبعد وفاته سنة 2009، كرم أيضًا ووضع اسمه في قاعة أشهر المخترعين الوطنيين.