شركة النصر للسيارات: حلم عبد الناصر يعود بعد توقف دام 15 عاما
تكتب شركة النصر للسيارات تاريخًا جديدًا في سجلها كأحد القلاع الصناعية الهامة التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، حيث تعود مجددًا إلى مرحلة الإنتاج بعد توقف دام 15 عامًا.
مع بداية هذا الفصل الجديد، جرى استئناف الإنتاج في مصنع الأتوبيسات التابع للشركة، مما يعكس التوجهات الحكومية نحو إعادة إحياء الشركات الوطنية.
تأسست شركة النصر للسيارات عام 1961، وقد كانت تعد واحدة من أبرز الشركات المصنعة للسيارات في مصر.
توقف الإنتاج لفترة طويلة بسبب العديد من التحديات الاقتصادية والمالية.
ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت الحكومة المصرية في اتخاذ خطوات لتحديث المصنع وإعادة تشغيله من خلال شراكات مع شركات دولية.
عودة الشركة إلى الإنتاج تأتي في إطار خطة وزارة قطاع الأعمال العام لتطوير شركاتها وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
وهذا يساهم مصنع الأتوبيسات في تلبية الطلب المتزايد على وسائل النقل العامة وتوفير فرص عمل جديدة.
عودة النصر
عودة الشركة للإنتاج من جديد تتضمن عدة خطوات استراتيجية وخطط مستقبلية، أبرزها إنتاج أول أتوبيس محلي الصنع مع نسبة مكون محلي مرتفعة.
جرى توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين شركة النصر للسيارات وكل من شركتي “ترون تكنولوجي” السنغافورية التايوانية و”يور ترانزيت” الإماراتية.
وتهدف الشركة إلى تصنيع أول ميني باص كهربائي بسعة 24 راكبًا، والذي سيكون مخصصًا للخدمة داخل المدن والقطاع السياحي.
كما تهدف الشركة إلى تنويع منتجاتها لتشمل وسائل النقل الخفيف، وسيارات الجولف، والتوك توك الكهربائي.
شركة النصر: حكاية لها تاريخ
بعد قيام ثورة يوليو، بدأ حلم إنشاء مصنع مصري لصناعة السيارات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
وظل هذا الحلم يراوده طوال فترة الخمسينيات حتى تحقق في عام 1961.
كان المشروع طموحًا يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة السيارات داخل مصر، لتصبح الشركة إحدى الشركات الرائدة في صناعة السيارات المحلية.
جرى بناء المصنع على مساحة تقترب من 900 ألف متر مربع في منطقة وادي حوف بحلوان، ويتكون من 9 مصانع.
خلال مرحلتها الأولى، تمكنت الشركة من تحقيق مكانة بارزة في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت شركة النصر من الشركات القليلة في المنطقة التي تنتج السيارات اللوري والجرارات الزراعية.
شركة النصر: أشهر المنتجات
من أبرز منتجات الشركة التي أسهمت في بناء علاقة قوية مع المستهلك كانت “نصر 128، ونصر 127، وتمبرا، وفلوريدا، ونصر شاهين”.
ومن أشهر هذه السيارات كانت “رمسيس” (1959-1972)، التي تعتبر أول سيارة جرى تصنيعها بالكامل في مصر.
وكان سعرها وقت طرحها نحو 200 جنيه مصري.
ولكن بعد مرور عدة سنوات، جرى تصفية الشركة في عام 2009، مما أدى إلى توقف الإنتاج بشكل كامل. إلا أنه في عام 2017، جرى إعادة إحياء الشركة بعد تصفيتها.
ما مستقبل صناعة السيارات بمصر؟
تعد عودة شركة النصر للسيارات لاستئناف الإنتاج، إضافة إلى تطوير مصانع الغزل والنسيج في المحلة الكبرى، خطوات هامة لاستعادة مصر تاريخها الصناعي.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أن المقومات المتوفرة لشركة النصر للسيارات حالياً تمنحها القدرة على إقامة صناعة كاملة في هذه المنطقة دون الحاجة إلى إنشاء مصانع في مواقع أخرى.
من جهته، أشار حسين مصطفى، المدير التنفيذي السابق لرابطة مصنعي السيارات، إلى أن سوق السيارات المصري سيشهد تحولاً جذرياً مع بداية عام 2025، مع تراجع كبير في الأسعار.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مكان يملكه الجميع ولا يملكه أحد: قصص مباني تمتلكها دول أجنبية في القدس