تخيل شركات ناشئة تقييمها تجاوز المليار دولار!، هذا هو لقب “اليونيكورن” الأسطوري في عالم الأعمال، حيث تحقق النجاح الباهر والنمو الفائق بالدول العربية.
لذلك نشهد طفرة غير مسبوقة الآن، إذ أن شركات اليونيكورن في الدول العربية بدأت تعيد تشكيل خارطة الاقتصاد الرقمي والابتكار الإقليمي.
وهذا التطور يثبت أن شباب المنطقة يمتلكون القدرة على المنافسة عالميًا، بتقديم حلول تقنية مبتكرة تلبي احتياجاتك اليومية بشكل أفضل.
لنتعمق في رحلة داخل عالم هذه الشركات العملاقة، وأسرار صعودها وأبرز الأمثلة الملهمة التي عليك معرفتها الآن.
لا تفوت قراءة: صفقة علم الروم.. كيف ستنعش الثقة للجنيه والاقتصاد المصري؟
ماذا يعني لقب اليونيكورن؟

تبدأ قصة اليونيكورن عندما تتخطى قيمة الشركة المليار دولار، وهو أمر نادر قليلاً، لذا سميت بهذا الاسم الأسطوري.
كما أن لا يهم عمر الشركة، بل سرعة نموها وكيف غيرت قواعد اللعبة في قطاعها؛ فبعض الشركات تنمو بشكل هائل كي تصل للقب بسرعة مذهلة.
بالإضافة إلى ذلك، عليك أن تعرف أن هناك أيضاً شركات “مينيكورن” تقييمها يبدأ من مليون دولار، وهي تطمح لأن تصبح يونيكورن مستقبلاً.
وتجد القيمة المطلقة لليونيكورن العربي، مثل شركة تابي – 4.5 مليار دولار، تظهر مساحة نمو كبيرة، مقارنة باليونيكورن العالمية.
لا تفوت قراءة: ارتفع إلى 50.071 مليار دولار.. أسباب القفزة التاريخية في احتياطي النقد الأجنبي بمصر
هل بدأت قصص النجاح العربية؟

كانت “سوق دوت كوم” أول شركة عربية تحصل على اللقب في عام 2016، وسط سوق التجارة الإلكترونية الإقليمي، حتى استحوذت أمازون عليها.
ثم جاءت “كريم”، حيث دخلت النادي في 2016 وقد تجاوزت قيمتها ملياري دولار قبل الاستحواذ لتأتي ضمن شركات اليونيكورن بالدول العربية.
وبالفعل، استحوذت أوبر على كريم مقابل 3.1 مليار دولار، لذلك هذه الصفقة وضعت ثقة المستثمرين العالميين في الشركات الناشئة العربية.
تلك التخارجات الناجحة مثلت دليلاً قوياً على إمكانية تحقيق عوائد استثمارية ضخمة، وهذا ما دفع رؤوس الأموال الجريئة كي تستثمر بقوة.
لا تفوت قراءة: اكتشافات الغاز في مصر.. كنوز خفية من أعماق البحر المتوسط إلى الصحراء الغربية
كيف يقود المال الرقمي المشهد اليوم؟

بلا شك، قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) هو القائد الحالي، حيث يضم غالبية شركات اليونيكورن في الدول العربية ذات التقييم الأضخم.
على سبيل المثال، “تابي” السعودية هي الأبرز بتقييم 4.5 مليار دولار في مجال “الشراء الآن والدفع لاحقاً”، لذلك نجاحها يبرز الحاجة لحلول بسيطة.
كما دخلت مؤخرًا 9 شركات في عالم اليونيكورن، وأبرزهم:
- Tabby السعودية بـ 4.5 مليار دولار
- Vista الإماراتية تقدر بنحو 2.5 مليار دولار
- Kitopi الإماراتية تقدر بنحو 1.55 مليار دولار
- Xpanceo الإماراتية تقدر بنحو 1.35 مليار دولار
- Tamara السعودية تقدر بنحو مليار دولار
- halan المصرية تقدر بنحو مليار دولار
- Andalusia Labs الإماراتية تقدر بنحو مليار دولار
- Top الإماراتية تقدر بنحو مليار دولار
- Dubizzle الإماراتية تقدر بنحو مليار دولار
علاوة على ذلك، شركة “فوري” للدفع الإلكتروني كأول يونيكورن مصري، وصلت قيمتها إلى 2.1 مليار دولار في عام 2021.
وبالتالي، شركات FinTech حصلت على تمويلات ضخمة؛ حيث جمعت “تمارا” وحدها 1.9 مليار ريال من تمويل الملكية.
لا تفوت قراءة: من رأس الحكمة إلى علم الروم.. صفقات استثمارية ضخمة تغيّر مستقبل التنمية في مصر
شركات اليونيكورن بالدول العربية.. من الطبخ إلى النقل الذكي

لذلك، لا يقتصر النجاح على التكنولوجيا المالية؛ شركة “كيتوبي” الإماراتية (مطابخ السحاب) بلغت 1.55 مليار دولار خلال 3 سنوات فقط.
كما أن قطاعات أخرى تشهد نمواً موازياً، مثل دوبيزل جروب الإماراتية في الإعلانات المبوبة، وكلاهما بقيمة تتجاوز المليار دولار.
إلى جانب “سويفل”، شركة النقل الجماعي التي نقلت مقرها لدبي، التي وصلت أيضاً لتقييم 1.5 مليار دولار.
هذا التنوع في القطاعات يوضح نضج منظومة ريادة الأعمال الإقليمية، وقدرتها على استيعاب نماذج أعمال جديدة ومختلفة في وقت واحد.
لا تفوت قراءة: ماذا تفعل إذا أرسلت تحويلا خاطئا على إنستا باي؟
من يمول هذه الأحلام الضخمة؟

الاستثمار الجريء هو الوقود الحقيقي لظاهرة شركات اليونيكورن في الدول العربية، حيث شهدنا طفرات تمويلية ضخمة وصلت لـ 696 مليون دولار في شهر.
ومع ذلك، تقود السعودية المشهد الإقليمي، إذ حافظت على صدارة المنطقة في حجم الاستثمار الجريء خلال النصف الأول من عام 2025.
فضلاً عن ذلك، الاستثمار في اليونيكورن يعزز مكانة المنطقة كمركز حيوي للابتكار، إذ تضمنت صفقات ضخمة تمويل شركة “نينجا” بـ 254 مليون دولار.
لذا، تحفز صناديق الاستثمار الحكومية المستثمرين من القطاع الخاص لتمويل الشركات الناشئة، مما يسرّع النمو الاقتصادي وتنوعه.
لا تفوت قراءة: 500 محادثة مع ChatGPT: كيف استخدم طحنون بن زايد الذكاء الاصطناعي لتصميم منزله؟
تحديات أمام قفزة المستقبل الكبرى

تواجه الشركات العملاقة تحديات تشريعية وقانونية عندما تحاول التوسع الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بقوانين التوطين والعمالة في أسواق مختلفة.
كما أن معضلة التوسع تتفاقم بسبب ضعف البنية التحتية في بعض الدول العربية؛ فبينما الإمارات تأخيرها أقل من 5 أيام، دول أخرى تزيد لـ 20 يوماً.
بالتالي، هذا التجزؤ الجغرافي والاختلاف في التشريعات يرفع تكلفة التشغيل بشكل كبير، مما يعيق نمو شركات اليونيكورن في بعض الدول العربية.
لذلك، يكمن الحل في زيادة التكامل الاقتصادي بين دول الخليج وبقية المنطقة، من أجل إنشاء بيئة تجارية أكثر سلاسة ودعماً للشركات.

