سيوة: واحة الغروب وإرثها الحضاري اللي ملوش مثيل!
بواسطة منة حسني.
سيوة هيّ واحة الجمال.. واحة النخيل.. واحة أمون..
مدينة وواحة مصرية مكانها بيقع في الصحراء الغربيه جنوب غرب مرسى مطروح، مشهورة بالآبار والعيون وأهمها عين كليوبترا ومعروفة للعالم كله لمياهها الجوفية، و السياحة العلاجية، والبحيرات المالحة، والمحمية الطبيعية اللي فيها أنواع متعددة من الثدييات والزواحف والطيور واللافقاريات والحشرات، ومنها الغزال ذو القرون النحيلة المهدد بالإنقراض، والثعلب الفينيقي، والشيتا، والقطط المهددة بالإنقراض، وعلى أرضها أنواع الطيور الشائعة كالحمام والطيور المهاجرة، بالإضافة لأشكال الحياة النباتية.
مش بس كدا، المنطقة غنية بتاريخ حافل ويشهد عليه صرح أثري عظيم وهو معبد الآله أمون، المعبد اللي بيشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتين فالسنة وجبل الموتي اللي بيضم مجموعة من المقابر الآثرية اللي بترجع للفترة ما بين القرنين الرابع والثالث ق.مـ، واللي أُعيد استعمالها خلال العصرين اليوناني والروماني. الجبل بيبعد حوالي 2 كم عن سيوة، واكتشفت المقابر فيه نتيجة لهروب أهالي سيوة للجبل خلال غارات الحرب العالمية الثانية، كمان الواحة بتحتوي على محموعة آثار أصيلة ملهاش مثيل في العالم زي قلعة شالي القديمة.
عشان كدا يتعتبر الواحة من أهم وأجمل المنخفضات الخضراء في الصحراء الغربية وبتضم حوالي 32 قرية وفندق سياحي يغلب عليها طابع التمدن، إلا أن بعضها يراعي الطابع البيئي للمنطقة ويستخدم حجر الكرشيف في البناء.
جغرافيا الواحة
شمال سيوة سلسلة من الجبال الصخرية وجنوبها سلسلة من الكثبان الرملية، وجوها جميل جدًا في فصل الشتاء لكن شديد الحرارة في الصيف، والواحة ككل منخفضة عن مستوى البحر بـ18 متر، اللي بيقربها من المياه الجوفية وبيسهل على أهلها استخدامها في زراعة النخيل وشجر الزيتون الليي بتنتج تمور وزيتون هما الأجود في مصر كلها.
في قلب الواحة في أربع بحيرات مالحة وهما بحيرة المعاصر شمال شرق الواحة وبحيرة الزيتون شرق الواحة وبحيرة سيوة غرب مدينة شالي وبحيرة المراقي غرباً.
وفيه واحات كتير مهجورة ومنخفضات تابع سيوة منها واحة شياطة وواحة الملفي وواحة اللعرج، وواحة النوامسة، وواحة البحرين.
شكل الحياة
شكل الحياة في واحة سيوة شبه شكل حياة البدو بشكل عامل؛ الحياة النباتية الصحراوية و تربية الحيوانات و سكانها حوالي 35 ألف نسمه حياتهم بتقوم علي الزراعة وتوفير الخدمات للسياح و الأعمال البدائية البسيطة زي النسج والصناعات اليدوية.
كل سنة آلاف من السياح من المصريين وغير المصريين بيشدوا الرحال لسيوة، وفي آخر 15 سنة، زادت الزيارات للواحة عن غيرها وده لتميز موقعها والقيمة العلاجية لأرضها وجمال الإرث الحضاري اللي فيها..
من الناحية المعمارية بيوت سيوة تقليدية منها اللي معمول من الخشب ومنها اللي معمول من الطوب و الحجارة و أهمهم حجر الكرشيف وهو مكون من الرمل والملح مخلوط ببعض الطين. أما اضاءة البيوت بتكون بسيطة معتمدة علي الشموع أو القناديل والأثاث في البيوت من صنع يدوي طبيعي من البيئة والايادي السيوية المنتجة للأخشاب البسيطة من أصل أشجار الزيتون والمنسوجات الجميلة والفخاريات المزخرفة بحرفية فنية أصيلة.
ولغة السيويين هي اللغة التاسيويتية وهي اشتقاق بين اللغة البربرية والأمازيغية.
الإسكندر الأكبر
في شتاء 331 و بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر و بناءه لمدينة الأسكندرية قرر زياره معبد أمون في واحه سيوة واتسمى الصرح باسم معبد الوحي أو معبد التنبؤات أو معبد الإسكندر هو أحد أهم المعالم الأثرية في واحة سيوة، وهو اتبنى في الأساس في العصر الفرعوني لنشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة وده بسبب موقع سيوة كملتقى للطرق التجارية بين جنوب الصحراء وشمالها وغربها وشرقها.
المعبد بيشهد ظاهرة فلكية اسمها الاعتدال الربيعي وفيها بيتعامد قرص الشمس على المعبد مرتين في السنة، في 20 أو 21 مارس وهو يوم الاعتدال الربيعي، و22 أو 23 سبتمبر وهو يوم الاعتدال الخريفي، وتُرصد الظاهرة ليوم واحد في السنة، وفيه بيتساوى الليل والنهار بعد 90 يوم من أقصر نهار في العام، وبعده بتسعين يوم تانيين بيحصل أطول نهار في السنة.
ومن أسرار الواحه إن في ظل بعثات البحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر المتمركزة حوالين مدينة الأسكندرية؛ ظهرت الباحثه اليونانيه ” لينا سوفالتزي ” بنظرية احتمال وجود مقبرة الأسكندر داخل واحة سيوة، وفي سنة 1989 بدأت بالتنقيب عن المقبرة في الواحة لكن كل الأبحاث وقفت في سنة 1996 لخلاف بينها و بين مصلحة الأثار المصرية.