سيكولوجية جمهور الكورة
سيغموند فرويد قال إن الإنسان أول لما بيبقى ضمن جمهور بينزل درجات في سلم الحضارة، حتى لو كان مثقف كفرد، أول لما بيبقى وسط مجموعة بيتحول لإنسان الغريزة بتتحكم فيه. أما الأديب الأرجنتيني جورج لويس بورخيس فشايف إن الكورة جريمة إنجلترا في حق البشرية ورياضة الحمقى، في محاولته لتفسير سيكولوجية جمهور الكورة والأسباب ورا تصرفاتهم.
هنحاول في المقال ده نفسر سلوكنا كجمهور كورة وازاي شخصياتنا بتختلف وسط الجمهور اللي زينا.
ازاي المشجع بيفقد شخصيته وسط الجماهير؟
في أسباب بتخلي مشجع الكورة يتخلى عن صفاته كفرد وسط المجموعة، ودي سماها فرويد العدوي “العقلية”. يعني ممكن تبقى كفرد إنسان هادي جدًا، بس تدخل المدرجات تبتدي تهتف وتزعق بطريقة لا شعورية، ودي حالة سماها جوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجية الجماهير” التأثير بالإيحاء، وهو إن الفرد بيكون إنسان عادي وواعي وبيفقد شخصيته بإيحاء موجه من اللي حواليه من الجماهير، ويبدأ لا شعوريًا يفقد أعصابه ويقوم بردود أفعال بطريقة عفوية مش من طبيعته في الحياة.
ليه الفرد بيحب يكون وسط جمهور؟
قليل جدًا من جمهور الكورة اللي ممكن نوصفه بإنه غير متعصب لفريقه، بالعكس كتير بيفتخر بالتعصب كنوع من الانتماء لفريقه، ودي ظاهرة بحثها مشاهير علماء النفس الاجتماعيين اللي مشيوا على كلام جوستاف لوبون عن هيبة الإيحاء.
ليون فستنغر، عالم النفس الاجتماعي، قدم تفسير أوضح في كلامه عن سطوة الجمهور على الفرد وحاجة الفرد ده لجمهور زيّه يأكد له أفكاره ويديله نوع من التشجيع والتأييد، فيديله ثقة في نفسه وبالتالي ثقة في الجمهور اللي هو معاه.
لوبون قال الغريزة البشرية بتلعب دور مهم، وده لإن الشخص بيحس بزيّ مكافأة بيولوجية لما ينضم للجمهور، ولما الجماعة أو الجمهور ده يطرده مثلًا أو هو يمشي لأي سبب، ده بيسبب له ألم نفسي وجسدي في بعض الأحيان كنوع من العقاب البيولوجي.
الكورة والتعصب القومي
بورخيس ربط تشجيع الكورة والانتماءات فيها بالقومية والتعصب الأعمى للجماعة، وده ممكن يتم إثباته بمثال زي استخدام موسوليني للكورة علشان يوحد الشعب الإيطالي ورا هدف واحد في الأخر بيخدم أهدافه الفاشية ونزعته الديكتاتورية، ووقتها كان حريص على استضافة كأس العالم في إيطاليا وإن إيطاليا تفوز على أرضها، وكان داعم للفيفا واللعبة على المستوي الدولي.
ظهور الكورة في إنجلترا لأول مرة كرياضة كان ليه ارتباطات برضه بالقومية والتعصب، وكانت بتتلعب بين فريقين كل فريق بيمثل منطقة أو قرية وماكانش في قواعد، وده اتسبب في أعمال شغب واسعة وده خلى إدوارد التاني يحظر الكورة، وده اللي قام بيه برضه فيليب السادس في فرنسا.
جورج أورويل كان شايف إن الأصول العرقية العنيفة ارتبطت بالكورة من زمان واستمرت للعصر الحديث، والدليل إن في أعمال شغب مات فيها ناس بسبب الكورة وهي مستمرة معانا من حين لآخر.
ليه برضه بنحب الكورة؟
الكورة بتجمع الناس في حالة من البهجة والمشاعر المتناقضة اللي بتحفز الإنسان وبتتحكم في حالته المزاجية، الكورة من الألعاب اللي فيها مستوى كبير من الإثارة بتحفزك وتديك شعور بالانتصار والمنافسة والشعور بالمجد.