سياسة الاغتيالات.. تحول نوعي أم تبييض للصورة العبرية؟
صالح العاروري رجل حماس الذي اغتيل على يد الاحتلال في قلب بيروت، بجانب ناشطين أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن الجيش الإسرائيلي قام باغتيالهم في جنوب جنين، وهما تيسير الجعبري وخالد منصور.
ويبدو أن القائمة ستطول وتمتد إلى ما لا نهاية، مما يفتح الحديث عن أن اسرائيل تحاول تنشيط سياسة الاغتيالات من جديد.
تلك السياسة التي كانت التي تتبعها منذ نكبة 1948 وتمارسها دولة الاحتلال منذ تكوينها، سياسة القتل المستهدف ضد أي سياسي أو مناضل تراه إسرائيل عدوًا لها، حيث كانت تعتبرها سياسة وقائية ضرورية للحفاظ عليها.
فشاهدنا من قبل مع الصحفي الفلسطيني غسان كنفاني الذي اغتيل بعبوة ناسفة في بيروت عام 1972، ووائل عادل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك عند مدخل شقته في روما عام 1972، وخليل الوزير، الشخص الثاني في منظمة التحرير بعد ياسر عرفات، وجمال عبد الرازق مسؤول في حركة فتح، في غزة عام 2000، وأحمد ياسين مؤسس وزعيم حماس، في قطاع غزة 2004. والقائمة لم تنتهي.
ولكن الآن ومع مرور ثلاثة شهور من الحرب وبعد سقوط أقنعة وهدم صور كان يعتبرها البعض حقائق مسلم بها تجاه إسرائيل، هل تفعيل سياسية الاغتيال يعتبر تحول نوعي في الاستراتجيية المتبعة لغزة لتحقيق أهدافها أم محاولة لـ”تبييض” صورة الدولة مثلما رجحت بعض الصحف، للترويج لانتصار زائف لتعيد قليًلا من هيبتها؟ أم نتتياهو يحاول بها إنقاذ نفسه من الإقالة؟ أم كل هذا؟ جميع الأسئلة مطروحة.