جدل في سوريا بعد تداول معلومات وشهادات بتفيد بسرقة المساعدات لمتضرري الزلزال
توفير الأمان والإغاثة والإعانة واحدة من الواجبات اللي بتقع على عاتق الحكومات والدول، خاصةً في وقت الأزمات والكوارث، وفي واحدة من الكوارث الإنسانية اللي طالت سوريا بسبب الزلزال المدمر، تسارعت دول كتير لتقديم المساعدات، ولكن بعد أيام قليلة من إرسال المساعدات بدأ ينتشر أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي بتفيد بسرقتها وعدم وصولها لمستحقيها، وبدؤوا يشاركوا بفيديوهات وقصص وشهادات حصلت معاهم أو شافوها بعينهم، وبعض من الشهادات بتتهم رجال من النظام، وبتقول إنها بتعرقل تقديم المساعدات وإنه بيفرض وجود “تصريح أمني” على كل متطوع.. إيه حقيقة الكلام ده؟
شهادات وأقوال
دلال أحمد
دلال أحمد من حلب، بتحكي عن واقعة حصلت معاها لموقع تليفزيون سوريا وبتقول: “اعتدت شراء المواد التموينية من حي (جب القبة) لأسعاره المنافسة، لأتفاجأ قبل يومين وعند تجولي في الحي بوجود نوعيات جديدة في السوق لم أرها من قبل، كالزيت والمرتديلا وعلب الجبنة والحمص والفول والتمر، وعند المعاينة لتلك المواد قرأت ما كتب عليها وهي إنها ليست مخصصة للبيع”.
الناشط لؤي
لؤي ناشط في المساعدات الإنسانية من مدينة حلب، أطلق حملة طلب فيها من المتضررين تصوير وتوثيق السرقات اللي بيتعرضوا لها، وقال إن سرقة المعونات وبيعها بتكون بطريقتين، إما بواسطة أشخاص مش محتاجين لها وبياخدوها بعد استعطاف من الجهات المانحة، أو سرقات فردية من خلال الوسطاء في التوزيع يبيعوها بالجملة للمحال التجارية أو على الإنترنت وبأسعار بتوصل لربع السعر النظامي.
وكمل كلامه وقال: “الأمر يمتد لسوء معاملة المتطوعين والمتضررين وتهديد الناس بالطرد من المساجد وتبديل المعونات، وخاصة الأغطية والحرامات بمعونات قديمة، وأحيانًا يتم إعادة سحبها من المتضررين.
هايدي هافي
قالت الناشطة السورية هايدي هافي، إن المساعدات اللي وصلت بتقدر بمئات ملايين الدولارات، ولكن ماتوزعتش على المتضررين لحد دلوقتي وإن طلبات الاستغاثة اللي وصلتها لها بالآلاف.
وبيقول مصدر طلب عدم ذكر اسمه: “إن فرقًا إغاثية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري، أحضروا المساعدات إلى ملعب جبلة، وصوروا وصولها وتفريغها، لكنهم عاودوا تحميلها على مرأى السكان، بعد أن وضعوا أغطية قديمة وأبقوا على عبوات الماء وربطة خبز وأربع بيضات لكل أسرة”.
مقطع من مناطق النظام يثبت سرقة المساعدات pic.twitter.com/VL4LsRxPPb— Mayar Ranneh (@Mayar_Ranneh94) February 8, 2023
نصر الحريري
رئيس الائتلاف السوري المعارض السابق نصر الحريري، بيقول: “رغم هول وكارثية الزلزال، ولكن علينا أن نتذكر أن نظام الأسد قتل وبليلة واحدة نفس عدد قتلى الزلزال، خلال مجزرة الغوطة عام 2013، بمعنى أن النظام الذي قتل وهجر نصف الشعب السوري، لا يمكن أن يمتلك الشرعية ليظهر بدور الضحية ويستغل حالة إنسانية لأغراض سياسية، ويكون مصدر استلام وتوزيع المساعدات، لأنه من الطبيعي أن يسرقها ويسخرها لدعم الجنود والميليشيات التي يعجز عن إطعامها ومنحها الأجور”.
رد الحكومة على الأخبار المتداولة
مجلس محافظة حلب علق، وقال إن نشر معلومات بتفيد بسرقة المساعدات بتعتبر منشورات تثير الفوضى والبلبلة حول الكارثة اللي ألمت بحلب، وإن اللجنة الإغاثية بالتنسيق مع جميع الجهات الحكومية والأهلية تواصل الليل بالنهار لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى جميع المراكز المعتمدة، وإن كل ما يشاع حول عدم وصول معونات غير صحيح.
وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحكومة بشار الأسد، عمرو سالم، علق على الموضوع وبالتحديد خبر سرقة المساعدات الروسية اللي كان من المفترض تروح مدينة اللازقية، وقال: “أرسلنا دوريات مباشرةً إلى (سطامو) وتبين أن هناك مختارين يوزعان، وكل منهما يوزع لأقاربه، قمنا بحل المشكلة وجرى توزيع المساعدات بشكل عادل للجميع”.
الصفحات الموالية للنظام كمان نشرت على الموضوع ودعت من خلال بوست: “أي حدا بدوا يوزع أو يتبرع بشيء ولو كان بسيط ينزل يشوف كل شيء بعينه علشان يتأكد حتى لو فنانين أو رجال أعمال”.
في ناس شايفة إن السبيل الوحيد للحد من حالات الاحتيال والنصب اللي تمت هو إلغاء الوسطاء في عمليات التوزيع، لإن مجمل الحالات كانت بتتم بواسطة سماسرة وأئمة مساجد ومديري مراكز ومدارس وهما المسؤولين عن عمليات التوزيع.
أزمة الثقة بين الجهات الحكومية في سوريا والقوات الموالية للنظام والمعارضين موجودة من سنين من بعد الحرب في سوريا، وبتزيد حدتها مع تصاعد الأزمات والبيروقراطية المعقدة، ومع الوضع الحالي الموضوع بقى على نطاق أوسع.
ولكن هيفضل السؤال، مين المسؤول الحقيقي عن عدم وصول المساعدات للمستحقين؟ هل النظام بناءً على كلام المصادر؟ أم مجرد فوضى شعبية وعشوائية في التوزيع، مع دخول المحسوبية وانعدام الضمير الإنساني على الخط واستغلال للظروف؟ زيّ ما شوفنا في تركيا واتكرر نفس السيناريو، اللي مش بس المساعدات هي اللي اتسرقت فيها، ده كمان المقتنيات الثمينة اللي كانت تحت الأنقاض زي الدهب والفلوس وغيره.