لا تفوت قراءة: ذكريات السينما تعود من جديد: 6 أفلام ناجحة قديمة تبهرنا بجزء ثانٍ طال انتظاره
ريا وسكينة: مناضلتان بريئتان أم سفاحتان؟

بدأت القصة عام 1920 في حي اللبان، أحد أفقر الأحياء في الإسكندرية، حيث قامت ريا و سكينة علي همام بمساعدة زوجيهما ومساعدين آخرين، باختطاف وقتل 17 إمرأة ودفنهن في منزلهما.
حدث ذلك بينما كانت الإسكندرية مشغولة بالانتفاضات الشعبية التي قامت ضد القوات البريطانية المحتلة، ما أتاح لعصابة ريا وسكينة العمل من دون تتبع.
ولكن هذا لم يمنعهن بعمل طقوس أثناء قتل الضحايا، منها ضرب الدفوف، وإقامة حفلات الزار، للتشويش على أصوات استغاثات الضحايا.
ولا ننسى اللقطة الشهيرة في كافة الأفلام والمسلسلات التي كتبت عنهن، لحظة الخنق بالمنديل المبلل على أنغام أغنية: “حسرة عليها، يا حسرة عليها.. ما جت رجليها، ما جت رجليها”.
كيف انكشفت جرائم ريا وسكينة؟

بداية الكشف عن العصابة كانت عندما أبلغ رجل الشرطة بعثوره على بقايا عظام بشرية أثناء قيامه بالحفر لاستجرار المياه في منزله الذي كان يؤجره لرجل يدعى محمد أحمد السمني، الذي أفاد بأن سكينة علي هي التي استأجرت الغرفة التي عثر فيها على عظام تحت البلاط.
كما لاحظ أحد المخبرين انبعاث رائحة بخور قوية من منزل ريا، وبعد سؤالها عن السبب قالت إنها تقوم بذلك من أجل إضاعة رائحة الرجال المخمورين الذين يدخلون للمنزل برفقة أختها.
لكنه أمر بتفتيش الغرفة ليلاحظ تصاعد رائحة العفونة من الغرفة، ثم وبعد تفتيشه بقية المنزل عثر على جثة امرأة، ليقرّر عندها اصطحاب ريا إلى مركز شرطة اللبان، ويبدأ سيل من الاعترافات والتحقيقات التي انتهت بالإعدام.
رواية أغرب من الخيال: براءة ريا وسكينة
ما فتح الحديث عن براءة ريا وسكينة هو تقديم المخرج أحمد عاشور، رواية قال إنها موثقة من واقع التحقيقات وسجلات القضية المودعة بأرشيف القضاء المصري، وشهادات الشهود.
تؤكد أن ريا وسكينة من المناضلات ضد الاحتلال البريطاني، وأن الجثث التي عثر عليها لم تكن لنساء أصلًا وإنما لجنود تابعين لجيش الاحتلال الإنجليزي.
وأنه بعد القبض عليهما تم إلصاق هذه التهم، وتعديل القانون الذي كان يحظر وقتها إعدام النساء.
وأنه جمع كثير من المعلومات، وقام ببحث ميدانى استمر 10 سنوات، واستدل على فكرته بحقائق تاريخية، تثبت أن القضية لو فتحت مجددًا أمام أي قاض سيبت حكمه فورًا ببراءتهما، خصوصًا مع كمية التناقضات التى يحملها الملف.
مستندات قدمها المخرج أحمد عاشور
كما قال أن التحقيقات الأصلية بالإسكندرية برأت ريا وسكينة وحسب الله وعبدالعال من تهمة خطف وقتل النساء، وأن وكيل نيابة الإسكندرية رفض ضغوط القنصل البريطاني لتوريطهم في القضية لعدم وجود أدلة وتقدم باستقالته.
وفي المسلسل الذي تناول قصة ريا وسكينة تم ذكر أيضًا أن وكيل نيابة الإسكندرية تقدم باستقالته ولكن دون ذكر أسباب ذلك.
وأن الدليل الوحيد الذى أدان المجموعة بالكامل هو شهادة الطفلة بديعة والتي تم تلقينها الرواية المطلوبة مقابل الإفراج عن أمها.
وبعدها تم إيداعها دار رعاية أحداث احترقت بكل من فيها بعد شهور قليلة لتموت الحقيقة معها.

فيلم براءة ريا وسكينة
أراد المخرج أن يضع كل هذه الحقائق التي جمعها في فيلم تحت عنوان “براءة ريا وسكينة” وحصل على إجازة وتصريح بتصويره.
بعد رفض الرقابة إجازة العمل أكثر من مرة، بسبب الفكرة غير المألوفة التى يتحدث عنها الفيلم.
العمل الفني توقف أكثر من مرة حتى أعلنوا عن استكمال تصويره في 2023، ولكن هل في حالة خروجه للنور كيف سيتم استقباله من الجمهور؟
هل سيقدم رسالة بأننا تعرضنا لأكبر قصة خداع طوال قرن تقريبًا؟ وهل الحقائق التي اعتبرناها حقائق يمكن أن تتغير في لمح البصرً، وأن تتبدل قناعتنا؟ وهل يمكن أن تكون هذه الروايات مجرد روايات ليس لها أساس حقيقي؟