رصاصة أنعشت مسيرته: ماذا بعد عودة ترامب للبيت الأبيض؟

لم يتوقع البعض أن الرصاصة التي أصابته منذ شهور ستحييه من جديد وتعيد شريط مسيرته ويصبح دونالد ترامب الرئيس رقم 47 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ماذا بعد دخوله البيت الأبيض للمرة الثانية؟ هل سيكون الوضع أشد صرامة مما كان عليه أم هناك أمور أخرى ستختلف وجهتها؟

ماذا عن الهجرة؟

في عام 2017، وقع الرئيس ترامب على أمر تنفيذي يحظر دخول الأشخاص من ست دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وغلق الباب أمام اللاجئين، فعلى سبيل المثال وقتها وبضربة قلم، حظر دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى، ومنع أي شخص (بما في ذلك اللاجئين) من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا، حيث هبط صافي الهجرة إلى النصف بين عامي 2018 و2019 إلى 595 ألفًا وفق بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.

ولكن يبدو أن المشهد سيصبح أكثر قتامة بالنسبة لملف الهجرة بشكل عام فأثناء خطاباته التي تمت في هذه الحملة الانتخابية التي انتهت بفوزه فقد توعد بإجراء ما وصفه بأكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، وإنه سيستهدف جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين يقدر عددهم بنحو 15 مليونًا والمقدر وجودهم في البلاد، ولكن مازلنا في انتظار الإعلان عن الخطة.

ماذا عن الاقتصاد؟

من أبرز التحديات الاقتصادية، استقرار أسعار النفط وتجارة السلع الأساسية وأسعار الفائدة، وبشكل أو بآخر يعتمد كل هذا على سياسات واشنطن تجاه المنطقة، حيث أعلن ترامب خلال حملته الانتخابية دعم شركات النفط والطاقة الأحفورية، وهو ماله تأثيرًا إيجابيًا على منطقة الشرق الأوسط وبالأخص دول الخليج.

كما أوضح رئيس الأسواق العالمية في “Cedra Markets” جو يرق أن “اقتصاد منطقة الشرق الأوسط يرتبط بما يشهده الاقتصاد الأميركي من تطورات، وبخاصة على مستوى التضخم والسياسات التي يتبعها الفيدرالي الأميركي سواء برفع معدلات الفائدة أو خفضها، موضحًا أن ترامب كان قد طالب المركزي بخفض الفائدة، وأي تخفيض بالفائدة في البنوك الأميركية تلحق بها البنوك الخليجية وهو ما يعطي دفعة قوية إيجابية لاقتصاد الشرق الأوسط من خلال تخفيض الفوائد”

وبجانب هذا وعد بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% أو 20% على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، ورسوم جمركية أعلى بنسبة 60% على الأشياء المصنوعة في الصين، وإضافة لهذا وصل سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي، متجاوزًا 75 ألف دولار، مع توقع المستثمرين في العملات الرقمية فوز ترامب.

ومن ثم تظل النتائج الاقتصادية للانتخابات الأميركية على الشرق الأوسط مرهونةً بالنهج الاستراتيجي للرئيس القادم. وسيكون على صناع القرار في دول المنطقة إعادة ترتيب أولوياتهم وتكييف استراتيجياتهم الاقتصادية. 

غزة والصراعات

رغم الاتفاق الذي كان بين هاريس وترامب على دعم إسرائيل وعدوانها على قطاع غزة، ولكن كلاهم أرادوا أن تنتهي الحرب في غزة، حيث دعى ترامب أكثر من مرة لإنهاء الحرب وقال خلال خطابه أمام المجلس الإسرائيلي الأميركي في واشنطن في سبتمبر الماضي “سنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى” وفي لقاء آخر له قال “سأنهي الحرب في أوكرانيا وأوقف الفوضى في الشرق الأوسط وأمنع حدوث حرب عالمية ثالثة”، ولكنه لم يقل سينهي كل هذه الحروب ولم يتحدث عن مساعدات لغزة.

العديد من أفكار ترامب تشبه أفكاره في أول مرة تولى فيها السلطة، ولكن ربما ستصبح هذه المرة أكثر دقة!؟

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: زراعة قامت على أنقاض فلسطين: كيف استخدم المحتل التشجير كأداة لابتلاع الأرض؟

تعليقات
Loading...