دمج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات المغربية يسبب أزمة
سببت الحرب الروسية-الأوكرانية تعقيدات على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي العالمي، ولكن واحدة من أهم التعقيدات اللي نتجت عن الحرب دي هي أزمة الطلبة النازحين من أوكرانيا بعد الحرب.
بتمثل أزمة الطلبة النازحين من أوكرانيا شوكة في إدارة المنظومات التعليمية في مجموعة كبيرة من الدول، وواحدة من الدول دي هي المغرب، اللي بتحاول فيها وزارة التعليم ووزارة الصحة حل الأزمة المعقدة دي من خلال وسائل مختلفة، ولكن للأسف كل الحلول اللي عرضتها الدولة لحل أزمة الطلبة أتقابلت برفض أو تخوف الطلبة وأهاليهم.
بعد معايشة الطلبة المغاربة لبدايات الحرب الروسية في أوكرانيا، رجعوا من تلات شهور للمغرب بصدمات نفسية حادة خلفتها الأوضاع المخيفة والضاغطة نفسيًا اللي عاشوها تحت تهديد شبح الحرب المخيف.
الصدمة النفسية مش المشكلة الوحيدة اللي بيحاول الطلبة المغاربة يتخطوها النهارده، لكن مع تأخر قرار وزارة التعليم والصحة المغربية في إدماج الطلبة العائدين داخل الجامعات المغربية، بيواجه الطلبة ضغوط بتتعلق بمستقبلهم التعليمي والعملي، في ظل أزمة الحرب اللي أتسببت في قفل جامعاتهم في أوكرانيا.
لسه مصير الطلبة التعليمي داخل حدود المغرب مجهول لحد اللحظة دي، ورغم إصدار الوزارات المعنية بالمشكلة منصة إلكترونية هتشتغل لحد نهاية شهر مايو علشان يسجل الطلبة النازحين أوراقهم عليها، إلا إن الخطوة دي واجهت جدل كبير بين الطلبة وأهاليهم بسبب تخوفهم بخصوص الهدف من المنصة اللي وصفوه بغير الواضح، وسأل الطلبة وأهاليهم إذا كان هدف المنصة هو إجبارهم على اجتياز الامتحانات اللي أقرتها الدولة لإدماجهم في جامعاتها، واللي معظمهم رافضينها.
طالب أهالي الطلبة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في المغرب إنه يقابلهم علشان يشرح لهم الهدف من المنصة ومحتوياتها.
ووضح أهالي الطلبة إنهم متخوفين من رفع أوراق أولادهم على المنصة اللي أطلقتها الدولة بسبب عدم وضوح الهدف منها؛ فهل هي طريقة علشان يعرفوا عدد الطلبة اللي هيدخلوا الامتحانات، ولا علشان يعرفوا عدد الطلبة اللي هيتم إدماجهم في الجامعات المغربية، ولا الهدف منها هو سحب الأوراق الخاصة بالطلبة من الجامعات الأوكرانية.
وأضاف الأهالي إنهم بعتوا رسالة لوزير التعليم العالي وضحوا فيها تخوفهم من رفع أوراق أولادهم من الطلبة على المنصة، ورفضهم قرار الوزارات إن الطلبة ينزلوا سنة في المستوى التعليمي في حالة إدماجهم في الجامعات المغربية.
وكان واحد من الحلول اللي اقترحتها وزارة التعليم في المغرب لتجاوز أزمة الطلبة العائدين من أوكرانيا هي سفرهم للتعليم في الدول اللي جنب أوكرانيا، زيّ ألمانيا وبولغاريا وهنغاريا ورومانيا، ولكن رفض أهالي الطلبة الحل ده بسبب ارتفاع مستوى المعيشة في الدول دي وأسعار التعليم وعدم قدرتهم على تحمل التكاليف.
تعليق وزارة التعليم المغربية على أزمة الطلبة العائدين من أوكرانيا
كان وزير التعليم العالي المغربي وضح في جلسة برلمانية إن الوزارة هتعمل امتحانات للطلبة العائدين من أوكرانيا علشان تحدد أحقيتهم في دخول الجامعات المغربية، وهو الحل اللي واجه نقد شديد من الطلبة وأهاليهم واعتبروه ظالم.
بخصوص الأزمة ككل، وضح الأكاديمي المغربي لحسن أقرتيت لموقع سكاي نيوز إن الأزمة شديدة التعقيد، والمشكلة الأساسية هي إن الجامعات المغربية ماعندهاش أماكن فاضية تقدر تتحمل إدماج كل الطلبة العائدين، بالذات كليات الطب والصيدلة والأسنان. ووضح إن المغرب بتعترف إن حل مشكلة الطلبة العائدين هي مسؤولية الدولة، وإن الدولة بتحاول فعلًا تلاقي حلول مناسبة لإدماج الطلبة، ولكن مستوى التعقيد بيتطلب حلول جديدة، وده اللي بتحاول المغرب توفيره.
وأكد إيغور بريخودكو، القائم بالأعمال والمسؤول الدبلوماسي الأول في سفارة أوكرانيا بالمغرب، على مدى تعقد قضية الطلبة العائدين من أوكرانيا، ووضح إن دولته مش عايزة حقوق الطلبة تضيع سواء اللي لسه متابعين دراستهم في أوكرانيا أو اللي اضطروا يسيبوا البلد بسبب ظروف الحرب، وأضاف إنهم بيحاولوا يساعدوا الطلبة على قد ما يقدروا.
ووضح إن في قرار من وزارة التعليم العالي في أوكرانيا بيأكد إن الطلبة يقدروا يكملوا دراستهم عن بعد، وأضاف إن في حل تاني بتطبيق سنة بيضاء، أو سنة فراغ ولكن القرار ده كان صعب التطبيق، بالذات إن الطلبة مش متقبلين فكرة إن تضيع عليهم سنة كاملة.
لحد لحظة كتابة المقال لسه الطلبة وأهاليهم مش عارفين هيحصل إيه بالظبط، ولسه الحلول اللي بتطرحها الوزارات المعنية لحل الأزمة مش مقبولة من جهة الطلبة والأهالي، ورغم اعتراف الدولة بمسؤوليتها في إيجاد حل يرضي كل الأطراف، إلا إن الحل ده لسه ماظهرش والوقت بيمر والطلبة العائدين بيزيد خوفهم كل يوم على مستقبلهم التعليمي والعملي.