إذا كنت تبحث عن تجربة مختلفة بعيدًا عن صخب المطاعم والمقاهي المعتادة، فلابد أن تضع ضمن خططك زيارة أماكن ثقافية في القاهرة، حيث يلتقي التاريخ مع الإبداع، والفن مع التراث.
في هذه المساحات ستجد شاشات تعرض السينما المستقلة، وساحات تحتضن المسرح والموسيقى الحية، وورشًا تعيد إحياء الحرف التقليدية بروح عصرية. إنها ليست مجرد وجهات للزيارة، بل تجارب ملهمة تضفي على خروجتك طابعًا بعيدًا عن التقليدية.
سينما زاوية.. روح السينما المستقلة في مصر
زاوية منصة سينمائية مستقلة في القاهرة انطلقت عام 2014 بعد ست دورات ناجحة من مهرجان بانوراما الفيلم الأوروبي، لتسد فجوة حقيقية في المشهد الثقافي والسينمائي المصري.
بدأت رحلتها بإدارة شاشة واحدة في سينما أوديون، قبل أن تنتقل عام 2018 إلى سينما كريم بوسط البلد، حيث تدير شاشتين بطاقة إجمالية تبلغ 387 مقعدًا.
تقدم زاوية برنامجًا متنوعًا يجمع بين العروض التجارية المنتقاة والبرامج المخصصة، وتشمل أفلامًا روائية طويلة وقصيرة، وثائقية، وتجريبية.
بالإضافة إلى عروض استعادية لأعمال سينمائية بارزة. وتركز بشكل خاص على دعم وتشجيع صناع السينما المستقلة في مصر والعالم العربي، لتكون منصة لعرض أعمالهم وإيصالها إلى جمهور واسع.
حققت زاوية إنجازات لافتة منذ تأسيسها، حيث نظمت أكثر من 300 فعالية، وأقامت عروضًا في 11 مدينة عبر 17 موقعًا، وشهدت قاعاتها أكثر من 300 ألف دخول.
بجانب عروضها الدورية، تنظم زاوية مهرجانين سنويًا هما بانوراما الفيلم الأوروبي وزاوية شورتس للأفلام القصيرة، إضافة إلى ورش تدريبية.
عنوانها في 15 عماد الدين، وسط البلد، ويتم الإعلان عن الجدول الأسبوعي للسينمات عبر صفحة انستجرام، ويتم الحجز من خلال موقع السينما دوت كوم
لا تفوّت قراءة: أبرز 11 فيلما عربيا يشعلون المنافسة في مهرجان فينيسيا السينمائي 2025
ساقية عبد المنعم الصاوي.. منارة للإبداع الفكري
ساقية عبد المنعم الصاوي مركز ثقافي متكامل تأسس عام 2003 ليكون منارة للتنوير وفضاءً مفتوحًا للإبداع الفني والفكري، مستلهمًا فكر الأديب والمفكر والصحفي ووزير الثقافة والإعلام الأسبق عبد المنعم الصاوي.
يهدف المركز إلى تنشيط العمل الفني والثقافي من خلال قاعاته ومسارحه وتجهيزاته التي تتيح تقديم مختلف أشكال الفنون والإبداعات الإنسانية، من حفلات غناء واشعار وعروض كورال واستعراضات ومسرحيات عرائس مثل المسرحية الأشهر لأم كلثوم.
تولي الساقية اهتمامًا خاصًا بالورش التدريبية، حيث تنظم عددًا كبيرًا من ورش العمل لتعليم الفنون على اختلاف أنماطها ومستوياتها، من المبتدئين حتى المحترفين مثل العزف على العود والجيتار وورش للرسم مع وجود ورش لتحفيظ القرآن.
وبفضل الدعم المستمر من جمهورها، أصبحت الساقية تستضيف ما لا يقل عن ثلاثة فعاليات يوميًا، بما يعادل أكثر من ألف ليلة وليلة (1001) سنويًا، تحظى بتغطية إعلامية واسعة على المستوى المحلي ومنصات التواصل الاجتماعي.
كما تميزت الساقية بكونها منصة للمهرجانات والمسابقات الثقافية والفنية، إذ تنظم نحو 30 مهرجانًا سنويًا تشمل المسرح، التصوير الفوتوغرافي، الأدب، السينما، الفنون المرئية والمسرحية.
بالإضافة إلى مهرجانات نوعية مثل مهرجان الشوكولاتة، وأفلام الساقية للهواتف المحمولة، فضلًا عن فعاليات موجهة للأطفال والعائلات.
حيث أصبحت رمزًا للحراك الثقافي المستقل وفضاءً جامعًا للمواهب والإبداعات المتنوعة، يمكنكم الحجز أو متابعة جدولها الأسبوعي من خلال صفحتها من هنا
لا تفوّت قراءة: فلسفة أمير عيد في الفن: “أنا مش كيس شيبسي عشان أبيع أكتر أنا فنان حر”
جاليري سفر خان.. رحلة الفن عبر الزمن
المعرض هو بمثابة بيت يحتضن رحلة الفن المصري في مساره المتجدد. فمنذ تأسيسه عام 1968، أصبح سفرخان بيت الفن المصري الحديث، ووجهة أساسية لرعاية وحفظ وتقديم الفنون التشكيلية.
على مدى أكثر من خمسة عقود، عرف المعرض بإرثه العريق في تنظيم المعارض والاقتناء الفني، حيث شكّل جسرًا حيًا بين الكلاسيكية والحداثة، وكرّس نفسه لإبراز قيمة الفن كوسيلة تواصل إنسانية عالمية.
وانطلاقًا من هذا الإيمان، تبنى سفرخان مهمة البحث عن المواهب المصرية الأصيلة، وإحياء الأعمال الفنية التي تحمل رسالة خالدة تتجاوز الحدود الجغرافية.
أسست المعرض شرويت شافعي بعد تجربة ثرية في إعداد البرامج الثقافية والفنية على القناة الثانية المصرية. وقد جمعتها علاقات مباشرة بروّاد الفن المصري الحديث مثل محمود سعيد، راغب عياد، حامد ندا، صلاح عبد الكريم، وعبد الهادي الجزار، ما منحها خبرة استثنائية في هذا المجال.
وكانت من أوائل من نظموا معارض فردية لأعمال هذا الجيل الرائد، مثبتة مكانة سفرخان كواحد من أبرز حواضن الفن المصري.
مكان هذا الجاليري شارع البرازيل، محمد مظهر في الزمالك، يتم الإعان عن المعارض القادمة واللوح من خلال صفحتهم من هنا
لا تفوّت قراءة: من عروسة المولد إلى خيال المآتة: رحلة العرائس في التراث الشعبي المصري
ساحة روابط للفنون.. Rawabet Art Space
تعد ساحة روابط للفنون واحدة من أبرز فضاءات التعبير الفني المستقل في القاهرة، حيث تهدف إلى دعم وتطوير المشهد الفني المصري من خلال تقديم منصة للفنون الاستعراضية والمسرحية والموسيقية.
تفتح روابط أبوابها للفنانين والجمهور على حد سواء، لتكون نقطة التقاء بين الإبداع والاحترافية، فهي تستضيف عروضًا مسرحية، حفلات موسيقية، رقص معاصر، كوميديا مرتجلة، إضافةً إلى فعاليات فنية وثقافية متنوعة.
على مدار العام، تقدم روابط جدولًا حافلًا بالعروض؛ منها ما يحمل الطابع التجريبي ومنها ما يستند إلى أشكال الأداء التقليدية والمعاصرة. فمثلًا في يوليو شملت العروض The Storytellers Club، وحفلات صبحية سمسمية التي عزفت بأناملها أغاني مدن القناة على السمسمية.
بالإضافة إلى Koala Sandwich Live التي جمعت الكوميديا والموسيقى الارتجالية في أجواء تفاعلية، يقع المسرح في قلب وسط البلد (5 حسين باشا المعماري – قصر النيل) للحجز ومعرفة مواعيد الفعاليات من هنا
لا تفوّت قراءة: قبل انتهاء الصيف.. أجمل 7 وجهات ساحرة في الساحل الشمالي تستحق الزيارة
مكان ECCA ( المركز المصري للثقافة والفنون).. إحياء الفنون الشعبية المهددة بالاندثار
تأسس المركز المصري للثقافة والفنون (ECCA) عام 2002 بهدف تسجيل وتوثيق ودعم الموسيقى التقليدية في مصر، التي أصبحت مهددة بالاندثار. يسعى المركز إلى تقديم هذا التراث ككنز حي ومتجدد، ومرجع متعدد الطبقات يعكس ثراء الثقافة المصرية في الموسيقى والفنون.
بالإضافة إلى إحياء الفنون الشفوية والتقليدية التي نادرًا ما تمارس اليوم وتقديمها لجمهور واسع. كما يسعى إلى تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة عبر ورش عمل مكثفة ومشاريع إنتاج فني مشترك.
من أبرز الفعاليات الدورية التي يستضيفها:
- حفلات فرقة مزاهر لفن الزار، حيث يشكل الزار أحد الأشكال القليلة التي تحتل فيها المرأة دورًا محوريًا.
- عروض فنية خاصة مثل كازينو بديعة الذي يأخذ الجمهور في رحلة عبر الزمن لسماع أجمل أجواء الفلكلور الشعبي المصري.
- ليالي المواويل في مكان، التي تعكس الطابع الأصيل للموسيقى الشعبية.
العنوان ووسائل التواصل:
- العنوان: ١ شارع سعد زغلول – على يمين ضريح سعد زغلول – الدواوين
- واتساب 01221124980 كما يمكنك الإطلاع على جدولهم من خلال هذا الرابط من هنا
لا تفوّت قراءة: Socks Café في الكوربة.. قهوة بنكهة الإنسانية تروي حكايات أصحاب الهمم
بيت يكن.. من بيع اللحوم إلى مركز ثقافي في قلب القاهرة
يحمل بيت يكن في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة القديمة حكاية استثنائية تعكس مسار التحول من الإهمال إلى الإحياء. أنشأه محمد علي باشا لابن أخته.
حيث كان البيت جزءاً من مجموعة بيوت وهبت لأبناء أخوات محمد علي في تلك المنطقة التي عرفت آنذاك بـ”اليكنية”، وكانت تعد قلب القاهرة النابض.
مع مرور الزمن، تبدل حال البيت، فتدهورت حالته وتحول لفترة إلى مكان لبيع اللحوم على يد أحد الجزارين. لكن هذه المرحلة لم تكن سوى فصل عابر في تاريخه؛ إذ أُعيد اكتشافه وشراءه للحفاظ عليه بدلاً من هدمه، ليبدأ فصل جديد على يد الدكتور علاء الحبشي، استشاري الترميم ورئيس قسم العمارة بجامعة المنوفية، الذي تبنى مبادرة لإحيائه وترميمه.
اليوم، أصبح بيت يكن أكثر من مجرد مبنى أثري؛ فهو ملتقى فني وثقافي يعكس تراث القاهرة القديمة. يقام في فناء البيت، العديد من الفعاليات الثقافية والتنموية، مثل ورش الحرف التراثية (الخيامية والنجارة وغيرها)، والمعارض الفنية، والأنشطة الموجهة للأطفال والكبار.
كما يشارك فنانو الدرب الأحمر أنفسهم في هذه الفعاليات، فعلى سبيل المثال أحيانًا تزيّن بعض اللقائات بمأكولات مصرية شهية محضرة في المنازل، أعدتها سيدات سكان الدرب الأحمر.
لا تفوّت قراءة: ماذا نعرف عن خدمة العلم؟ الأردن يفعّل الخدمة العسكرية الإجبارية لـ”الدفاع عن الوطن”
درب 15 – بيت عرفة.. مساحة للتعبير وبناء المجتمع
في 2020 تأسس درب 15 – بيت عرفة كمبادرة ثقافية وفنية في المعادي، ليصبح أكثر من مجرد مكان للقاءات أو ورش عابرة، بل مساحة مفتوحة للتعبير عن الذات وبناء مجتمع متكامل حول الفن والثقافة.
منذ بدايته، احتضن دارب 15 أنشطة متنوعة تتراوح بين ورش العافية، والفنون البصرية، والحرف اليدوية، واليوجا، وغيرها من الأنشطة اليومية، ليمنح المدربين والفنانين والمهتمين بالفنون منصة لعرض مواهبهم وتطويرها.
تبدأ الأنشطة مع ليلة التريفيا – Trivia Night التي تجمع المشاركين في أجواء مليئة بالمرح والتحدي الذهني. أما عشاق الحوارات العميقة، فيجدون ضالتهم في حوارات هادفة – Intentional Conversations.
إلى جانب ورش عملية متنوعة مثل ورشة صناعة دفاتر جلدية – Leather Notebook Making وورشة التافتينغ – TUFTING Workshop، فضلًا عن تجربة إبداعية جديدة مع ورشة صانع قواطع الضوء القابلة للارتداء – Wearable Suncatcher Workshop.
كما يقدم دارب 15 فعاليات مرتبطة بالزراعة والفنون اليدوية، مثل ورشة الزراعة – Gardening Workshop وورشة السيانوتايب (إصدار الحقائب القماشية) – Cyanotype (Tote Bag Edition)، بجانب ورشة النسيج – Weaving Workshop التي تعيد إحياء تقاليد قديمة بروح عصرية.
وأخيرًا، لعشاق الكتابة والإبداع المسرحي، يقدم المركز ماستر كلاس في كتابة السيناريو – Script Writing Master Class، كفرصة مثالية لتطوير المهارات وصقل الخيال، لمعرفة الفعاليات وحجزها من خلال هذا الرابط
لا تفوّت قراءة: الفطر السام في مقبرة توت عنخ آمون: هل يحمل علاجا لسرطان الدم؟
مركز الحرف بالفسطاط.. لإحياء الحرف التقليدية
يعد مركز الحرف بالفسطاط واحدًا من أبرز المشروعات الثقافية الكبرى التابعة لوزارة الثقافة المصرية، إذ أنشئ بهدف إحياء الحرف التقليدية وإعادة تقديمها بروح عصرية.
يقع المركز في قلب القاهرة القديمة، في منطقة الفسطاط، وتحديدًا في ١ شارع الإمامين – خلف جامع عمرو بن العاص، وهي منطقة تاريخية تُعد من أغنى مناطق القاهرة حضاريًا وأكثرها عراقة.
تنبع أهمية المركز من كونه منبرًا للإبداع الفني والحرفي، حيث يوفر بيئة متكاملة تتيح للحرفيين والفنانين ممارسة مهاراتهم، وإبراز القيمة الفنية للحرف اليدوية التي تشكّل جزءًا أصيلًا من التراث المصري.
كما يهدف إلى إحياء أمجاد الماضي العريق وصياغة حاضر مشرق، ليكون المركز بمثابة مصدر إشعاع ثقافي في الفسطاط، للتواصل معهم ومعرفة الفعاليات والورش من خلال الاتصال بهم على هذا الرقم 02 27412324.
