خاص لسكوب إمباير: حوارنا مع مايكل باخوم مدير مهرجان هوليوود للفيلم العربي
انطلقت يوم الأربع 27 أبريل الدورة التانية من مهرجان هوليوود للفيلم العربي، بعد دورة شهدت نجاح كبير السنة اللي فاتت. ومع عرض عدد كبير من الأفلام العربية وبحضور عدد كبير من صُناع السينما العرب والأمريكيين، خلق المهرجان نقطة جذب لعشاق السينما في الولايات المتحدة، وفتح أفاق جديدة للسينما في واحدة من أهم عواصمها في العالم.
تواصلنا مع مايكل باخوم، مخرج ومؤسس مشارك في مهرجان هوليوود للفيلم العربي، واتكلمنا عن الدورة التانية من المهرجان والدافع اللي اتولدت منه فكرة المهرجان، وحاجات تانية كتير.
بيقول باخوم إن فكرة تأسيس مهرجان في هوليوود للاحتفال بالسينما العربية بدأت في 2021، لما الحكومة الأمريكية اعتبرت شهر أبريل هو شهر التراث العربي (Arab American Heritage Month).
قرر باخوم مع مجموعة من صُناع السينما والفنانين العرب يعملوا مهرجان للاحتفال بالسينما العربية في شهر أبريل من كل سنة، علشان يتوافق مع احتفال الولايات المتحدة بالتراث العربي.
كان الهدف الأساسي من المهرجان هو عرض الأفلام العربية وخلق مساحة تواصل بين صُناع السينما والفنانين العرب اللي عايشين في الولايات المتحدة، ومن هنا اتولد المهرجان علشان يكون مساحة تقارب فنية عربية في الغرب من خلال السينما.
السينما العربية والمجتمع الأمريكي
على مدار عشر عقود تقريبًا، استمرت السينما العربية في العطاء وخلق موجات متعددة من المدارس الفنية في السينما، وفي الإطار ده بيقول باخوم: “السينما العربية قديمة جدًا، اتولدت قبل 100 سنة وأكتر.. وعندنا ثقافتنا وقصصنا اللي بتشكل محتوى غني يقدر يشبع تعطش الجمهور الأمريكي للجديد والمختلف”.
ولإن الإعلام والحكومة الأمريكية بتهتم جدًا مؤخرًا بالدعوة للوحدة والتجانس بين مختلف الجاليات اللي عايشة على أرضها، بيقول باخوم: “ده أحسن وقت نعمل فيه فعالية تحتفل بالفنون والسينما العربية، وأحسن طريقة لخلق مساحة من التسامح وتقبل الآخر”.
السينما والفن عمومًا، عندهم القدرة على تجميع الشتات وتوطين روح التسامح وتقبل الآخر من خلال عرضه بكامل تعقيداته الإنسانية، وبالتالي بتحرره من ضبابية الغموض اللي بتخليه يظهر كغريب داخل السياق الاجتماعي.
وبيقول باخوم: “احنا كعرب عندنا مشكلة في طريقة تقديمنا في السينما والدراما الأمريكية اللي بتظهرنا بشكل منفصل عن الواقع” وبيضيف: “أحسن طريقة للتقديم الصحيح هي إننا نقدم نفسنا من خلالنا أفلامنا وأعمالنا الدرامية الخاصة”.
عامل الجذب في مهرجان هوليوود للفيلم العربي
من أبرز نقاط القوة في السينما العربية هي إنها بتتقدم لجمهور كبير جدًا في مساحة ضخمة هي الشرق الأوسط، واللي بتجمعه مظلة ثقافية متقاربة، من خلال لغة واحدة وتاريخ مشترك، وبالتالي، قدرت سينما كل دولة عربية توصل لباقي العالم العربي ببساطة وسلاسة.
ولكن ازاي نقدر نوصل السينما العربية لثقافة مختلفة تمامًا عننا زيّ ثقافة الغرب؟
بيقول باخوم: “شغل مؤسسي المهرجان دايمًا السؤال “ازاي نجذب جمهور غربي علشان يحضر الأفلام العربية” فعملنا شراكات مع كيانات كبيرة في صناعة السينما والدراما في أمريكا، وجبنا دكاترة من الجامعات الأمريكية المرموقة، علشان يكونوا جزء من المناقشات اللي بنفتحها بخصوص صناعة سينما عربية في أمريكا”.
وبيضيف: “وعملنا تخفيضات للطلبة الأمريكان اللي بيدرسوا سينما علشان يتفرجوا على عروض الأفلام العربية فيتعرفوا على الصناعة دي عند العرب” وبيؤكد: “لقينا فعلًا إقبال كبير من الطلبة دول للتعرف على السينما العربية”.
السينما بين الأمس واليوم
لما سألنا باخوم عن الفرق بين الواقع السينمائي زمان والنهارده، قال: “احنا في زمن مختلف، ومنصات العرض الموجودة النهارده بتخليك تتفرج على أفلام من كل مكان في العالم مترجمة ومدبلجة وجاهزة لك وأنت في بيتك”.
وبيضيف: “سهل جدًا إنك توصل لسينما ودراما أجنبية في أي لحظة، وده بيخلي المشاهد الأمريكي متعطش لهويات وكيانات جديدة، وزيّ ما حققت السينما الكورية نجاح كبير جدًا في السينمات الأمريكية، فكرنا كصُناع سينما عرب، ليه احنا كمان مانعملش كده”.
وبيقول باخوم: “احنا كعرب عندنا قصصنا وثقافتنا المتفردة واللي تقدر تقدم محتوى مختلف ومتميز للمشاهد الأمريكي، وعلشان كده نقدر نحقق نفس النجاح اللي السينمات الآسيوية قدرت تحققه في أمريكا”.
اختيار الأفلام في مهرجان هوليوود للفيلم العربي
سألنا مايكل باخوم عن المعايير اللي بتتبعها لجنة التحكيم في مهرجان هوليوود للفيلم العربي، أثناء اختيارها للأفلام اللي بيتم عرضها في المهرجان.
بيقول باخوم: “الفيلم لازم يكون ناطق باللغة العربية، أو واحد من صُناع الفيلم الرئيسيين من أصول عربية” وبيؤكد: “كتير من الأفلام اللي اتعرضت في المهرجان من إنتاج أمريكي أو فرنسي بس الصانع من أصول عربية”.
وبيضيف: “وصل لنا أكتر من 500 فيلم للمشاركة في المهرجان، واخترنا الأفلام بناءً على معايير فنية بحتة من غير أي تفضيلات خارج الإطار الفني”.
أخيرًا: توقعات النسخة التانية من المهرجان
شهدت الدورة التانية من المهرجان حضور كبير لصُناع سينما عرب وأجانب من كل الجنسيات، وكان عدد الحضور اللي جاي يتفرج على الأفلام ويحضر المناقشات أكبر من السنة اللي فاتت.
بيقول باخوم: “السنة اللي فاتت اكتشفنا إن في تعطش كبير أوي لمساحة عرض أفلام عربية.. ولاحظنا إن الجاليات العربية في أمريكا متحمسة لمهرجان زيّ ده يعرف أولادهم على السينما العربية، علشان يعرفوا أصولهم وازاي أهلهم كانوا عايشين”.
وجود مساحة لعرض الفيلم العربي والاحتفال به في الولايات المتحدة بيشكل عنصر مهم لخلق حلقة تواصل بين الجيل التاني من العرب الأمريكان وجذورهم العربية، بالذات لو الجيل التاني ده كان بدأ يبعد أكتر وأكتر عن الثقافة العربية.