في كل مرة تهتز فيها المنطقة على وقع صفقات تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، يعود اسم سجن عوفر إلى الواجهة كعنوانٍ للحرية بعد القيود، ومسرحٍ للتحولات الدرامية بين الألم والأمل.
من خلف جدرانه الصامتة، تبدأ رحلة العودة إلى الحياة لعشرات الأسرى الفلسطينيين، الذين ينتظرون لحظة إعلان أسمائهم في قوائم الإفراج.
وبينما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية بدء المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى ضمن صفقة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي تشمل إطلاق سراح أكثر من 1700 أسير من غزة و250 محكوماً بالمؤبد، تحولت مداخل سجن عوفر إلى نقطة ضوء وسط مشهد الحرب والتوتر.
في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الإسرائيلي للإفراج عن الدفعات الأولى، تتساءل الأنظار: لماذا يظل سجن عوفر هو البوابة الأولى نحو الحرية في كل صفقة تبادل؟

لا تفوّت قراءة: آخرهم ياسر جلال وخالد جلال.. من هم أبرز الفنانين الذين انضموا إلى مجلس الشيوخ؟
لماذا يتمتع سجن عوفر بموقع جغرافي استراتيجي يجعل منه مركزاً لصفقات الأسرى؟

يقع سجن عوفر جنوب بلدة بيتونيا، على مقربة من مدينة رام الله، وبمسافة قصيرة عن القدس، ما يمنحه موقعاً فريداً في قلب الضفة الغربية.
هذا الموقع الحيوي يتيح لإسرائيل سهولة لوجستية وأمنية في إدارة عمليات نقل المعتقلين وتنفيذ قرارات الإفراج دون تعقيدات ميدانية كبيرة.
كما يسمح قربه من التجمعات الفلسطينية بمرونة في التنسيق مع الصليب الأحمر والوسطاء الدوليين مثل قطر ومصر، مما يجعل عوفر نقطة التقاء مركزية في كل صفقة تبادل أسرى.

لا تفوّت قراءة: ما هي قلادة النيل؟ وسام الملوك والعظماء الذي قلّده السيسي لترامب

ما الذي يجعل سجن عوفر مركزا أمنيا متكاملا لعمليات الإفراج الجماعي؟
لا يُعد سجن عوفر مجرد مكان للاعتقال، بل هو مجمع أمني متكامل يضم منشآت متعددة ووحدات تنظيمية تعمل بتناغم ودقة.
ففي داخله تقع محكمة عسكرية ومراكز توقيف وتحقيق، إلى جانب منشآت لوجستية مخصصة للنقل والمعالجة الأمنية بشكل منظم وسريع.
كما يحتوي السجن على أقسام احتجاز دائمة ومؤقتة، مدعومة بـ وحدات أمنية مدرّبة تضم كلاباً بوليسية وأبراج مراقبة مزوّدة بأحدث التقنيات.
هذه المنظومة الأمنية المتكاملة تتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات الإفراج الجماعي من داخل السجن نفسه، دون الحاجة إلى نقل الأسرى، مما يقلل المخاطر ويضمن انسيابية التنظيم والتنسيق.

لا تفوّت قراءة: 8 فنادق في أبوظبي حائزة على ميشلان: تجربة فخامة لا مثيل لها
ما الرمزية السياسية التي يحملها سجن عوفر في الوعي الإسرائيلي والفلسطيني؟

لا يُعد سجن عوفر مجرد مركز احتجاز، بل رمزًا لسياسة الاعتقال الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث يضم مئات الأسرى الفلسطينيين من مختلف الفصائل والتيارات السياسية.
ومن بين جدرانه يقبع قادة وناشطون ومعتقلون إداريون، ما يجعله مرآة تعكس طبيعة الصراع بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
وعندما تختار إسرائيل عوفر كموقع للإفراج عن الأسرى، فإنها لا تختار مجرد سجن، بل منصة رمزية تحمل رسائل سياسية متعددة الاتجاهات.
فهو المكان الذي يشهد يوميًا معاناة الأسرى الفلسطينيين، ثم يتحول في لحظة إلى مسرح للحرية في كل صفقة تبادل تُبرمها المقاومة.
وبهذا، يصبح استخدامه أداة دعاية سياسية مزدوجة؛ تعزز الرواية الإسرائيلية أمام الداخل، وتمنحها حضورًا إعلاميًا أمام المجتمع الدولي.

لا تفوّت قراءة: اكتشفي أسرار الشفاه اللامعة.. أفضل 8 براندات محلية لشراء Lip Gloss
كيف تساعد القدرة الاستيعابية والإجراءات الصارمة في إنجاح عمليات الإفراج من سجن عوفر؟

يُعد سجن عوفر من أكبر السجون الإسرائيلية، إذ يتسع لأكثر من 1200 معتقل أمني، وقد شهد توسعات كبيرة منذ عام 2009 شملت تحويل الخيام إلى مبانٍ خرسانية محصنة، وإضافة أسوار جديدة وأبراج مراقبة متطورة.
هذه البنية الأمنية المحكمة تُمكّن الإدارة الإسرائيلية من فصل الأسرى المشمولين بصفقات التبادل عن غيرهم، وتأمينهم في مناطق معزولة، بعيدًا عن أي احتكاك أو تأثير خارجي.
وبفضل تلك الإجراءات المشددة، تصبح عمليات الإفراج أكثر أمانًا وسلاسة، ما يعزز مكانة سجن عوفر كمركز رئيسي لتنفيذ صفقات تبادل الأسرى.

لا تفوّت قراءة: أقوى حفلات مهرجان الموسيقى العربية 2025.. دورة استثنائية تحت شعار “عام أم كلثوم”
لماذا يعدّ سجن عوفر نقطة مثالية لتنسيق الإفراج مع الصليب الأحمر والجهات الدولية؟
بفضل موقعه الجغرافي القريب من مراكز السلطة الفلسطينية ونقاط العبور المؤدية إلى غزة والضفة الغربية، أصبح سجن عوفر محورًا لوجستيًا رئيسيًا في عمليات الإفراج عن الأسرى.
هذا القرب يمنح الجهات الإسرائيلية والدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سهولة في التنسيق وتسليم المعتقلين بشكل منظم وآمن.
وفي مشاهد متكررة، شوهدت حافلات الصليب الأحمر تغادر بوابات عوفر وهي تقلّ الأسرى الفلسطينيين نحو طريق الحرية، في مشهد يتكرر مع كل صفقة تبادل أو إفراج جماعي.

لا تفوّت قراءة: تارا عماد ضمن أفضل 500 شخصية مؤثرة في 2025.. 9 أعمال فنية تركت بصمة في قلوبنا
سجن عوفر.. تاريخ طويل في الإفراجات الجماعية

يعد سجن عوفر من أبرز المراكز المرتبطة بصفقات الحرية، إذ يمتلك تاريخا طويلا في تنفيذ عمليات الإفراج الجماعي.
شهد سجن عوفر صفقة تبادل الأسرى في نوفمبر 2023، أفرج خلالها عن 39 معتقلًا فلسطينيًا ضمن اتفاق إنساني بارز.
كما شهد إفراجات واسعة بعد الانتفاضة الثانية، وأخرى جرت ضمن تفاهمات التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
هذا التراكم الزمني والخبرة التشغيلية جعلا سجن عوفر الموقع الأمثل لعمليات الإفراج، دون الحاجة لتعديلات أمنية أو تنظيمية.
لا تفوّت قراءة: سنة أولى مهرجان الجونة 2017: أبرز اللقطات التي لا تنسى من تكريم عادل إمام إلى 3 دقات
كيف تمنح السيطرة الكاملة إسرائيل مرونة في إدارة سجن عوفر؟

منذ عام 2006، يخضع سجن عوفر لسيطرة كاملة من مصلحة السجون الإسرائيلية والشاباك، دون مشاركة أي جهات عسكرية أخرى.
تمنح هذه السيطرة الكاملة إسرائيل مرونة وسرعة في اتخاذ القرارات وتنفيذها، خاصة أثناء عمليات تبادل الأسرى والإفراج الجماعي.
فهي تختصر الإجراءات البيروقراطية المعقدة التي تعيق التنفيذ في السجون الأخرى، مما يجعل إدارة العمليات أكثر دقة وكفاءة.
وبذلك، يتحول عوفر إلى نموذج مثالي لإدارة عمليات حساسة تتطلب دقة وسرعة في آنٍ واحد.