على مقربةٍ من الأهرامات، حيث يهمس الحجر بذكريات الملوك والآلهة، تنهض هدية مصر للعالم.. المتحف المصري الكبير، كأنه معجزة خرجت من قلب التاريخ لتروي الحكاية من جديد.
هناك، يمتزج عبق الحضارة القديمة بروح العصر، وتلتقي أنفاس الفراعنة بنبض الحاضر في مشهد يأسر الأبصار.
لم يكن المتحف مجرد صرح من زجاج وحجر، بل وعدٌ بالحياة لحضارةٍ لا تموت، وشهادة على أن ما زال لمصر ما تهديه للعالم… مجدٌ يتجدد وإبداعٌ يحصد الإشادات والجوائز من كل بقاع الأرض.
لا تفوّت قراءة: 70 مليار دولار لإعمار غزة.. ما حجم الدمار بعد عامين من الحرب؟
كيف أصبح المتحف المصري الكبير نموذجًا عالميًا يُحتذى به؟

حصد المتحف المصري الكبير 8 شهادات “ISO” في مجالات الطاقة، والصحة والسلامة، والبيئة، والجودة، ليغدو نموذجًا رائدًا للإدارة المتكاملة في المؤسسات الثقافية.
كما نال المتحف شهادة “EDGE Advance” للمباني الخضراء لعام 2024، مسجلًا نفسه كأول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط، في إنجاز يعكس التزام مصر بالاستدامة البيئية.
ولم تتوقف مسيرة التميز هنا؛ إذ فاز المتحف بجائزة “فرساي” كواحد من أجمل متاحف العالم لعام 2024، تكريمًا لتصميمه المعماري الذي يجمع بين الحداثة وروح الحضارة المصرية القديمة.
إضافة إلى ذلك، حصد المتحف جائزة المشروع الأفضل عالميًا لعام 2024 من الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين (FIDIC)، تقديرًا لريادته في تطبيق المعايير الهندسية والإدارية العالمية.
بهذه الجوائز المرموقة، يرسخ المتحف المصري الكبير مكانته كأول مشروع مصري يحصد هذا الاعتراف الدولي، مؤكداً أن مصر ما زالت تهدي العالم إنجازًا يليق بتاريخها العريق.

لا تفوّت قراءة: حين تعزف الحضارات لحنها الأبدي على أرض مصر.. فعاليات مهرجان صدى الأهرامات تجمع أساطير الموسيقى
لماذا يُعدّ المتحف المصري الكبير أعجوبة فريدة في عيون العالم؟

وصفت دليل السفر العالمي “Lonely Planet” المتحف المصري الكبير بأنه أكبر مجمع متاحف أثرية في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث تمتد معروضاته من 700 ألف سنة قبل الميلاد حتى عام 394 ميلادية، مقدّمًا مشهدًا متكاملًا لتاريخ مصر القديمة لا نظير له عالميًا.
وفي السياق ذاته، أكدت منظمة اليونسكو أن المتحف سيتيح للزوار رحلة استثنائية عبر أكثر من 5 آلاف عام من التاريخ المصري، عبر تجربة تفاعلية تجمع بين المعرفة والجمال والإبهار البصري، ليصبح بحق جسرًا حيًّا بين الماضي والمستقبل.

لا تفوّت قراءة: نجوم غناء عرب عادوا من الاعتزال.. فهل وجدوا مكانهم من جديد؟
صرح بمقاييس عالمية.. كيف يجمع المتحف المصري الكبير بين العظمة والحداثة؟

يقع المتحف المصري الكبير على مساحة شاسعة تبلغ 490 ألف متر مربع، تتوسطه بوابة رئيسية فسيحة تمتد لنحو 7 آلاف متر مربع يتصدرها تمثال الملك رمسيس الثاني في مشهد مهيب.
ويحتضن المتحف أكثر من 57 ألف قطعة أثرية، تتدرج على طول الدرج العظيم الذي يمتد لمساحة 6 آلاف متر مربع بارتفاع يعادل ستة طوابق، ليشكل رحلة بصرية عبر الزمن.

كما يضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسية، إلى جانب قاعات مؤقتة ومتحف للأطفال، فضلًا عن جناح مهيب لعرض كنوز الملك توت عنخ آمون المعروضة مجتمعة لأول مرة على مساحة تقارب 7.5 ألف متر مربع.
ومن المنتظر أن يستقطب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا، ليصبح وجهة سياحية وثقافية عالمية تحتفي بعظمة الحضارة المصرية.

لا تفوّت قراءة: لا تصدقي كل ما يُقال.. خرافات عن سرطان الثدي تفنّدها الأبحاث الطبية الحديثة
زيارات رئاسية تؤكد المكانة الدولية للمتحف المصري الكبير

لم يقتصر الاهتمام العالمي بـ المتحف المصري الكبير على الجوائز فحسب، بل ظهر جليًا في زيارات رسمية متتابعة من قادة وزعماء العالم.
فقد حرص العديد من القادة على زيارة الصرح المصري، بينهم رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون ورئيس فيتنام لوونج كوونج ورئيس أنجولا جواو لورينسو.
كما شملت الزيارات رئيس جزر القمر غزالي عثماني ورئيس سنغافورة ثارمان شانموجاراتنام ورئيس وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتش.

وزار المتحف أيضًا رئيس وزراء صربيا ديورو ماتسوت ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ضمن وفود رسمية رفيعة المستوى.
واستقبل المتحف كذلك كبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بان كي مون.
زيارات تؤكد أن المتحف المصري الكبير أصبح رمزًا عالميًا للقوة الناعمة المصرية وتجسيدًا حيًا لإرثها الحضاري الخالد.

لا تفوّت قراءة: تسريحات النجمات تتصدر صيحات الجمال في 2025.. إطلالات الشعر الأكثر أناقة من مهرجان الجونة وأسبوع الموضة في الرياض
افتتاح عالمي يليق بعظمة مصر

بدأت رحلة إنشاء المتحف المصري الكبير مطلع الألفية الجديدة، بتهيئة الموقع وإزالة المخلفات استعدادًا لبناء صرح يليق بتاريخ مصر.
وفي عام 2016، انطلقت أعمال البناء الكبرى، بمزيج من الدقة الهندسية والتخطيط المتقن لتشييد أحد أعظم المشاريع الثقافية في العالم.

ثم جاءت مرحلة التشغيل التجريبي في أكتوبر 2024، إيذانًا باقتراب لحظة الافتتاح التاريخية المنتظرة.
وفي الأول من نوفمبر المقبل، سيشهد العالم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير بحضور ملوك ورؤساء وشخصيات دولية بارزة.


