تمثيل المرأة في السينما السعودية بين القضايا النسوية وصانعات الأفلام السعوديات
سواء كنا بنتكلم عن تمثيل المرأة في السينما السعودية من ناحية وجود مخرجات وصانعات أفلام ناجحات، أو إن الأفلام نفسها بتتكلم عن قضايا نسوية، في الحالتين الموضوع مثير للاهتمام خصوصًا بعد حوالي 40 سنة من غياب السينما في السعودية، اللي رجعت من وقت قريب، ورجعت بمنافسة قوية من مخرجات سعوديات بيناقشوا قضايا نسوية مهمة لازم يتم طرحها ومناقشتها عن طريق الأفلام اللي بتوضح الجوانب المختلفة للقضايا الإجتماعية، وأسبابها، ومعاناة المرأة في الحصول على أبسط حقوقها، وكمان بترصد التغيير اللي بيحصل دلوقتي تجاه كل القضايا دي، والنجاحات اللي بيحققوها فيها.
السينما في السعودية بدأت في الخمسينيات من القرن الماضي، وأول فيلم محلي كان فيلم “الذباب” بطولة حسن الغانم، أول ممثل سعودي، وبعدها انتشرت دور العرض في المملكة في أكتر من 4 محافظات، وانتشرت السينمات في العاصمة الرياض زي باقي عواصم العالم العربي، وكترت الأفلام اللي تناولت قضايا محلية ودولية مختلفة، لكن السينما واجهت مشاكل في المملكة في فترة السبعينيات بسبب أفلام تم اتهامها بإنها بتحتوي على مواضيع اتعارضت مع طبيعة الدولة ، وبسببها حصل إغلاق كلي لدور العرض استمر لما يقارب الـ40 سنة، لكن صناعة الأفلام متوقفتش، وحصلت مشاركات قوية من مخرجات سعوديات بأفلام كتيرة شاركت في مهرجانات عالمية على مدار السنين القليلة اللي فاتت. ومن أبرز المخرجات دول:
هيفاء المنصور
مخرجة شابة مهتمة بإبراز قضايا المرأة بشكل مختلف، بدأت هيفاء مسيرتها السينمائية بفيلم “نساء بلا ظل”، والاسم بيرمز لحكاية نابعة من المثل المعروف “ضل راجل ولا ضل حيطة”. والعنوان بيرمز بلغته الشعرية لتوابع بقاء الستات في البيوت وحرمانهم من الشمس اللي هتخليهم بلا ظل، وبيناقش واقع المرأة السعودية وعلاقتها بالرجل في المجتمع السعودي قديمًا وحديثًا، وبيطرح أسئلة حول عمل المرأة، والحب، والزواج، والتحول اللي حصل للمرأة، في ظل وجود تيارات اجتماعية مختلفة.
فايزا أمبا
كاتبة ومخرجة أفلام سعودية، بدأت حياتها المهنية في الصحافة وكانت من أوائل الصحفيات السعوديات. وبعد كده اتجهت لصناعة الأفلام، وأخرجت أفلام كتير بتتناول قضايا مختلفة للمرأة، منهم فيلم “مريم”، اللي اتعرض في نيويورك، وشارك في مسابقة المهر للأفلام القصيرة. والفيلم بيتكلم عن الحجاب والفتيات السعوديات في فرنسا، والصعوبات اللي بتواجههم بسبب اختلاف الثقافات، وبتهدف فايزا من خلال الفيلم لتغيير النظرة النمطية اللي بيصورها الغرب دايمًا عن النساء العربيات، وبتهدف في النهاية للتأكيد على فكرة إنه خلف النقاب أو الحجاب إنسانة بتحس وبتتألم.
سميرة عزيز
تعتبر أول مخرجة سعودية تشارك بفيلم عن المرأة في الهند، تحديدًا في بوليوود، بأول فيلم سعودي بتدور أحداثه بين ثقافتين مختلفتين بين مومباي ومدينة جدة. فيلم “ريم” بيعرض تحديات دينية وثقافية بتواجهها بطلة الفيلم في رحلتها للبحث عن والدتها في الهند، وبتهدف المخرجة من خلال الفيلم إظهار السعودية للعالم الخارجي، لأن ناس كتير حول العالم بتجهل السعودية أو معرفتهم بيها قليلة جدًا، وده ساعد في إنتشار مفاهيم خاطئة كتير عن شعبها.
هاجر النعيم
مخرجة سعودية حصلت على ماجيستير في الإنتاج السينمائي، وشغوفة بصناعة الأفلام اللي بتهتم بتجارب وقضايا المرأة في الشرق الأوسط. وهي بتدرس الإخراج في أمريكا بتشجيع ودعم من والدها اللي ساعدها في تخطي حواجز اجتماعية كتير. ومن خلال فيلم “احتجاز” اللي بيحاول تغيير الصورة المشوهة عن الإسلام في الغرب، خصوصًا بعد إرهاب داعش، قدرت هاجر إنها تسلط الضوء على معاناة المرأة المحجبة في الغرب والصعوبات اللي بتواجهها. واعتبرت هاجر مشاركة الفيلم في مهرجان دبي السينمائي إنتصار كبير وتعزيز لمكانة المرأة السعودية.