“تعفن الدماغ” مصطلح العام 2024: ظاهرة جديدة تفسر “لماذا ننجذب إلى الفيديوهات التافهة؟”

اختارت دار نشر جامعة أكسفورد مصطلح “تعفن الدماغ” كلمة العام 2024، فلماذا الآن؟. في عصر تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا وتزاحم المحتويات الرقمية، أصبحت منصات الفيديو ملاذًا للشباب وكبار السن على حدٍ سواء.

إلا أن الظاهرة اللافتة هي انجذاب الكثيرين لمقاطع الفيديو ذات المحتوى التافه، التي تنتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي.

دائما ما نقضي نحو أكثر من 160 دقيقة فقط لمشاهدة فيديوهات “تافهة” دون أن نشعر بأنفسنا، مثل فيديوهات غسيل السجاد وتكسير الزجاج أو أصوات كرمشة أوراق.

الأمر الذي يتسبب في إهدار وقت وصحة الإنسان فضلا عن آثارها النفسية والصحية التي تتكشف يوما بعد يوم.

اعتمدت جامعة أكسفورد، مصطلح “تعفن الدماغ” لوصف الأثر النفسي والمعرفي لهذا النوع من الاستهلاك الاجتماعي، فكيف تؤثر هذه الظاهرة على أنماط التفكير، وهل تُهدد مستقبل الأجيال القادمة؟

لماذا نشاهد الفيديوهات التفاهة باستمرار؟

وفقًا للإحصائيات، حصدت فيديوهات تنظيف السجاد وحدها 90 مليار مشاهدة. فيديو بعد الآخر، ينساب الليل في استهلاك محتوى بلا نهاية.

بالتوازي، يرى علماء النفس أن هذه المشاهدات تعكس تفريغًا للطاقة والعنف المكبوت، وتثير خيال المشاهد وكأنه ينجزها فعليًا.

ومثلها، فيديوهات تكسير الأسمنت الملون، أو تقطيع الصابون، أو تتبع نملة تجد طريقها، تمنح المشاهد شعورًا بالهدوء والراحة وتريح الأعصاب.

لكن، بعيدًا عن الراحة المؤقتة، يتزايد الجدل حول تأثيرها العقلي، وما إذا كانت تساهم في ما يُعرف بـ”تعفن الدماغ”..

تعفن الدماغ: كلمة العام 2024

حصدت كلمة “تعفن الدماغ” (Brain Rot) لقب كلمة العام 2024 من جامعة أكسفورد، وذلك بعد تحليل دقيق شمل 26 مليار كلمة من مصادر الأخبار العالمية الناطقة بالإنجليزية.

وُصف المصطلح بأنه يشير إلى التدهور العقلي الناتج عن الإفراط في استهلاك محتوى تافه أو غير محفز عبر الإنترنت.

يرتبط أيضًا بالإدمان على الهواتف الذكية، والانغماس في الأخبار السلبية أو المؤلمة لساعات طويلة يوميًا.

كما يشمل التصفح العشوائي، وإرسال الرسائل النصية، ومراجعة البريد الإلكتروني بشكل متكرر، مما يرهق العقل رقميًا بشكل مفرط.

رغم أن “تعفن الدماغ” ليس مفهومًا جديدًا، إلا أن استخدامه ارتفع بنسبة 230% على مواقع التواصل بين 2023 و2024.

أصبح المصطلح أكثر شيوعًا، خاصةً على منصة تيك توك، حيث لاقى تفاعلًا واسعًا بين مجتمعات Gen Z وGen Alpha.

هل هناك تشابه مع مرض ألزهايمر؟

يشبه البعض “تعفن الدماغ” بمرض ألزهايمر، إلا أن الفارق جوهري؛ فالأول سلوك مكتسب يمكن تغييره، بينما الثاني حالة عصبية مرضية.

تفاعل النشطاء على السوشيال مع اختيار المصطلح بكثافة، فكتب محمد العباس: “قد يدخل هذا المصطلح قريبًا ضمن التشخيصات الطبية الرسمية للمدمنين الرقميين.”

أما جهاد فقالت: “تعفن الدماغ والضمير والذهن والسلوك… لم يبق شيء إلا وتدهور بسبب التفاهة.”

في حين علّقت رفاء أبو الرب: “هذا المصطلح أصدق وصف للواقع الذي نعيشه مع التريندات والمحتويات السخيفة التي تجذب الشباب والأطفال دون وعي.”

أعراض تعفن الدماغ

تشمل أعراض “تعفن الدماغ” ضعف الذاكرة وزيادة النسيان، مع صعوبة التركيز في المهام التي تتطلب مجهودًا عقليًا.

كما يصاحبه تعب ذهني، إرهاق عام، وانخفاض النشاط البدني بسبب قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات دون حركة.

ماذا يسبب تعفن الدماغ؟

للوقاية من “تعفن الدماغ”، ينصح بتقليل وقت الشاشة، أو حذف التطبيقات المشتتة، وإيقاف الإشعارات غير الضرورية.

وأيضا، تجنب مشاهدة فيديوهات مثل تكسير الزجاج، أو كرمشة الأوراق، أو مراقبة السلحفاة لساعات طويلة!.

المحتوى الرديء: Slop

تفوق مصطلح “تعفن الدماغ” على عدة مصطلحات بارزة هذا العام، أبرزها slop، الذي يشير إلى المحتوى الرديء الناتج عن الذكاء الاصطناعي، سواء كان مكتوبًا أو مصورًا.

هذا الفوز يعكس اهتمامًا متزايدًا بتأثير المحتوى الرقمي على الصحة العقلية مقارنة بجودة إنتاجه فقط.

لا تفوت قراءة: علميًا: ماذا يحدث لجسمك عند إيقاف المنبه؟

تعليقات
Loading...