تسول إلكتروني: تطور الشحاتة من المترو والشارع لفيديوهات التيك توك
الشحاتين جزء لا يتجزأ من واقع الاجتماع البشري، وهتلاقي شخص بيتسول في شوارع كل مدينة في العالم؛ ناس قاعدة على الرصيف وماده إيديها، وناس بتجري وسط العربيات في إشارات المرور، وأشكال تانية مختلفة.
في عصر التطور التكنولوجي الهائل اللي احنا عايشينه، بدأ يصبح التسول في الشارع والمترو موضة قديمة، ومن الواضح إن الشحاتين دخلوا عصر العالم الافتراضي وبيتسابقوا مع الزمن بكل طاقاتهم وإبداعاتهم علشان يواكبوا التطور هما كمان.
كل العلامات الحالية بتقول إنه في المستقبل القريب لما ينتقل وجودنا البشري كله للميتافيرس، هنلاقي الشحاتين برضه موجودين وبيتسولوا بيتكوين أو أيًا كانت العملة الافتراضية اللي هتسيطر على اقتصاد الواقع الجديد.
بدأ الموضوع بأول منصات السوشيال ميديا زيّ الفيسبوك، وبدأت تظهر حسابات بأسماء حقيقة أو مزيفة بتنشر تفاصيل حالات إنسانية صعبة علشان تستدر عطف المحسنين، وبتسترزق بالطريقة دي من مستخدمين السوشيال ميديا اللي بيبعتوا لهم فلوس ومساعدات مادية، وللأسف كتير من الحسابات دي نصابين وواخدين الموضوع مصلحة.
لكن الجديد والصادم هو ازاي الشحاتين بيستخدموا منصة التيك توك في الاسترزاق، وعلشان التيك توك هو منصة فيديوهات قصيرة، بدأنا نشوف الشحاتين في فيديوهات بث مباشر بيستعطفوا المتابعين علشان يبعتوا لهم فلوس.. ويبقى السؤال: ازاي تشحت على التيك توك؟
الفكرة كلها إنك تجمّع أكبر عدد من المتابعين، ومن خلال خاصية البث المباشر تقدر تطلع في فيديو وتجمّع أكبر عدد من المشاهدات اللي بتتحول لنقاط على حسابك الشخصي وتقدر تحول النقاط دي لفلوس كاش، وممكن المشاهدين يبعتوا لك حاجات زيّ قلوب وورد وأسود وإلخ.. والحاجات دي بيقولوا عليها توكينز، واللي تقدر تجمع منها عدد كبير وتحولها لفلوس كاش على منصة باي بال، ومن هناك تسحبهم على حساب بنك أو أي وسيلة لسحب الفلوس.
خاصية البث المباشر على تيك توك معروفة إنها طريقة مبتذلة للتربح، وبيستخدمها المبتدئين اللي عايزين يكونوا مؤثرين على السوشيال ميديا، ولكن في مصر الموضوع اتحول لحاجة أبعد بكتير من مجرد الابتذال.
تلاقي الشخص من دول يطلع في البث المباشر ويستعطف الناس بنفس طريقة الشحاتين اللي بتقابلهم في إشارات المرور، وبيقول حاجات من نوعية: والنبي خليك في اللايف، شالله يخليك ابعت لي أي حاجة، يارب نطلع اكسبلور، والنبي ساعدونا. وأحيانًا تلاقي أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأولادهم طالعين في البث المباشر بيترجوا الناس تبعت لهم توكينز ويترجوهم يفضلوا متابعين البث.
من أهم داعمين الطريقة دي في الشحاتة من خلال البث المباشر على التيك توك هما الأخوة العرب اللي بيبعتوا للناس دي هدايا بمبالغ مالية كبيرة وفي المقابل بيستقبلوا دعوات وتهليلات الشحاتين أونلاين، وعلشان كده وضح المحامي السعودي بندر المغامس لمنصة الراصد، إن الدعم المادي في بثوث التيك توك يعُتبر في القانون شكل من أشكال التسول، وإن ده يُعاقب عليه القانون.
هل شخص عنده تليفون سمارت واشتراك نت وطالع لايف على تيك توك بيتسجدي الناس إنهم يبعتوا له توكينز علشان يحولها فلوس كاش ويسحبها من باي بال نقدر نقول عليه شخص غلبان ويستحق المساعدة المالية، ولا الموضوع اتحول لشكل من أشكال البزنس اللي بيتاجر فيه الإنسان بنفسه مقابل القلوب والورود والأسود وإلخ من الحاجات اللي بيبعتها له المشاهدين؟
المادة الأولى من قانون التسول بتنص على أن “يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أو أنثى بلغ خمس عشرة سنة أو أكثر وجد متسول ..”، فهل هيتم تطبيق القانون ده على متسولين السوشيال ميديا؟