تركيا وإسرائيل: علاقة دبلوماسية بدأت بالاعتراف وانتهت بالقطيعة

على مر السنين، امتزجت العلاقة التاريخية بين تركيا وإسرائيل بالود والعداوة، لكن الأمور تغيرت مؤخراً بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل، بالأمس.

كانت تركيا أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل في عام 1949، إلا أن العلاقات بين البلدين تغيرت واتخذت مسارًا مختلفًا مع مرور الوقت.

وأكد أردوغان أن تركيا ستظل داعمة لفلسطين حتى النهاية، فما هو تاريخ العلاقات بين تركيا وإسرائيل؟

ماذا جاء في تصريحات أردوغان؟

اعتبر الرئيس التركي أن فرض القيود التجارية والحظر على إسرائيل يعدّ وسيلة أخرى من وسائل النضال، مشددًا على أهمية اتباع دبلوماسية نشطة تهدف إلى محاصرة إسرائيل وزيادة الضغط الدبلوماسي عليها.

وفي تصريحاته، قال: “نحن في خضم اختبار عظيم للإنسانية، وهو اختبار يمكن اجتيازه إذا كنا جزءًا من التحالف الإنساني. أما إذا اخترنا الوقوف إلى جانب إسرائيل، فسيحاكمنا التاريخ. لقد قطعنا التجارة والعلاقات مع إسرائيل، ونؤكد وقوفنا إلى جانب فلسطين حتى النهاية.”

وأكد أن تركيا لا يمكنها إيجاد أرضية مشتركة مع من “لا تتأثر قلوبهم بصرخات الأطفال الفلسطينيين”.

تركيا: الرائدة إنسانيًا في دعم غزة

وأوضح أن بلاده كانت الأكثر قوة في الرد على ظلم إسرائيل على مستوى العالم، واتخذت إجراءات ملموسة، من بينها وقف التعاملات التجارية معها.

وأضاف: “سنحاسب الظالم المسمى نتنياهو وعصابته على ما فعلوه أمام القانون”.

وأشار إلى أن تركيا تحتل المرتبة الأولى في حجم المساعدات الإنسانية المرسلة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.

ولفت إلى أن 52 دولة ومنظمتين دوليتين أبدت دعمها للمبادرة التي أطلقتها تركيا في الأمم المتحدة لمنع تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة.

السم في العسل: العلاقات التركية الإسرائيلية

تركيا تعلن قطع العلاقات مع إسرائيل نعن: cnn

اعترفت تركيا بإسرائيل في عام 1949، لتكون أول دولة ذات أغلبية مسلمة تتخذ هذه الخطوة. ومع ذلك، لم تسير العلاقات بين البلدين كما كان متوقعًا.

في عام 2010، قطعت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد مقتل 10 ناشطين أتراك مؤيدين لفلسطين على يد وحدة من الجيش الإسرائيلي، التي اقتحمت سفينتهم أثناء محاولتهم كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة.

دبلوماسية متقلبة

لكن العلاقات بين البلدين استؤنفت في 2016، إلا أنه بعد عامين، قام كل منهما بطرد سفير الدولة الأخرى بسبب خلاف حول مقتل فلسطينيين على يد إسرائيل.

في عام 2022، أعلن البلدان استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مجددًا.

ردود حادة وخلافات مستمرة

وفي 2023، أثناء لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال نتنياهو مبتسمًا: “تشابه ربطتي عنقنا هو دليل على تحسن علاقاتنا الثنائية”، حيث ظهر الاثنان في أجواء ودية أمام الكاميرات.

لكن هذه اللحظة الودية سرعان ما تحولت إلى الماضي، عندما استبدل أردوغان النكات أمام الكاميرات بتصريحات حادة، إذ وصف إسرائيل بأنها “دولة محتلة” وأكد أن تركيا ستطالب العالم بأسره باعتبارها “دولة مجرمة حرب”.

طوفان الأقصى يقلب الموازين

ثم، بعد أحداث “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، بلغت العلاقات ذروتها حينما وصف أردوغان ما ارتكبته إسرائيل بما فعله هتلر.

وفي نفس العام، تحدث عن إمكانية تدخل تركيا العسكري في النزاع، وهو ما رد عليه وزير خارجية إسرائيل بتلميح إلى مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: إسرائيل تواجه فرنسا كرويا: هل تتكرر مشاهد أمستردام في باريس؟

تعليقات
Loading...