تحت الأنقاض لساعات طويلة: قصة ميسرة الذي فطر قلوب متابعيه
رحل ميسرة بفعل القصف وترك حبيبته لورا، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي حزنًا على رحيل الطبيب الفلسطيني ميسرة الريس، الذي ارتقى مع والده ووالدته واثنتين من شقيقاته وعددًا آخر من أفراد أسرته، جميعهم استشهدوا بفعل القصف الإسرائيلي الذي تعرض له منزلهم في قطاع غزة.
ظلت العائلة لساعات تحت أنقاض المبنى المكون من ستة طوابق، دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من إنقاذهم بسبب حجم الدمار الكبير وقلة الإمكانيات المتوفرة، ليتم بعد ذلك انتشال ميسرة وعائلته جثامين حلقت روحهم في السماء.
ميسرة أرسل رسالة لأحد أصدقائه قبل أيام، جاء فيها: “هذه كل تخوفاتنا، أننا في لحظة سنكون تحت الرُكام، والخوف الأكبر ألا نموت مباشرةً، أن نبقى أحياء ونموت ببطء دون إخراجنا..”.
رحل ميسرة وترك زوجته لورا الحايك، الحاصلة على الماجستير في مجال حقوق الإنسان من جامعة ساسكس البريطانية، بعد زواج استمر لعدة أشهر فقط.
ميسرة الريس وزوجته لورا الحايك كانوا مثال للثنائي المتميز من مدينة غزة، حاصلين على منحة تشيفننغ المقدمة للطلاب ذوي الصفات القيادية من أكثر من 160 دولة لإجراء دراسات عليا في جامعات المملكة المتحدة،كما أن ميسرة، أحد أعضاء حملة الإحسان التطوعية.
من كلمات الطبيب الشهيد ميسرة الريس،
عساك الآن تشرب الأفوكادو بالجنة مع عائلتك وشهداء غزة،
الله يتقبله#مش_أرقام#GazaHolocaust#غزه_تقاوم_وستنتصر pic.twitter.com/ykDIlUY2Iq— سـارة (@sara_alfararjeh) November 7, 2023
كل شباب #غزة الدين رحلوا هم من خيار الشباب، هم رياحين وقصص بطولة ونجاح.
الطبيب ميسرة الريس خريج ماجستير من جامعات بريطانيا، تحت الأنقاض الآن. pic.twitter.com/Icb6CJTi8X
— إسلام الهبيل (@islamelhabil) November 7, 2023
بدأ رواد التواصل بمشاركة مواقفهم وقصصهم مع الطبيب فنشر جهاد حماد، على صفحته على الفيس بوك: “أول مرة قابلته فيها عند أحد الجسور على نهر التايمز في قلب لندن، قلت لميسرة مازحًا: أنا أتعامل معاك على إنك من الطبقة البرجوازية في غزة يا ميسرة”، فيبتسم الشاب الوسيم ضاحكًا وهو يقول معترضًا: لا يا دكتور إحنا ناس بسيطين مش زي ما إنت متصور”.
يقول حماد: “كان ميسرة وقتها يعمل في مؤسسة أطباء العالم فرع غزة، كان من الطراز الهادئ الرصين الذي تتمنى الكثير من الفتيات الزواج منه، مش ناوي تتجوز يا ميسرة؟، فيرد بتردد: شوية لسه لحد ما أستقر مهنيًا وذهنيًا”.
يكمل حماد: “بعد حوالي سنة عندما عدت للندن عرفت أن ميسرة تجوز لورا الحايك زميلته السابقة في منحة تشيفننج البريطانية، واليوم صباحا تواترت الأخبار بقصف منزل أهل ميسرة على رؤوس ساكنيه في غزة، وذاب ميسرة الريس وأهله جميعًا تحت الركام، وأطفئ النور على قصة جميلة مشرقة واعدة..”.