بوقف الإنتاج والتصدير حتى إشعار آخر: لماذا أعلنت ليبيا إغلاق الحقول النفطية؟
أعلنت السلطات الليبية في شرق البلاد الاثنين إيقاف إنتاج النفط وتصديره حتى إشعار آخر، احتجاجًا على قيام سلطات “طرابلس” بالسيطرة على مقر المصرف الليبي المركزي وإعفاء محافظه، وقالت الحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب ومقرها “بنغازي” شرق البلاد، في بيان صحافي،”إعلان حالة القوة القاهرة على جميع الحقول والموانئ النفطية، وإيقاف إنتاج وتصدير النفط حتى إشعار آخر”.
وأكدت “الحكومة الموازية” وغير المعترف بها دوليًا، أن القرار جاء بسبب “تكرار الاعتداءات على قيادات وموظفي وإدارات المصرف المركزي، من طرف مجموعات خارجة عن القانون” تستهدف السيطرة “غير القانونية على أهم مؤسسة مالية في ليبيا”.
قال رئيس أبحاث السوق في (OW Markets) “عاصم منصور” إن التطورات في ليبيا تؤثر على أسواق النفط، ويتراوح متوسط الإنتاج الليبي بين “1-2.5” مليون برميل يوميًا، وتأكيدًا على ما قاله “منصور” شهد سوق النفط ارتفاع كبير في الخام صباح اليوم، وأسباب الوقف ترجع إلى اقتحام المركزي.
اقتحام المركزي
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على نطاق واسع في ليبيا أول أمس، لجنة مكلفة من المجلس الرئاسي، وهي تدخل بـ”القوة” لمقر مصرف ليبيا المركزي لتنفيذ قرار المجلس الرئاسي بتغيير إدارة المصرف،
من جانبه أعلن المجلس الأعلى للدولة في طرابلس “رفضه القاطع لتصرفات المجلس الرئاسي”، ودعا إلى عدم الاعتراف بالإدارة الجديدة للمصرف باعتبارها “غير شرعية ومغتصبة للسلطة”.
فيما قال رئيس لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس النواب شرقي البلاد “عيسى العريبي” إن ما قام به المجلس الرئاسي بشأن مصرف ليبيا المركزي “يعرض الدولة للخطر”، مشيرًا إلى أن “إعلان حالة القوة القاهرة هو رد فعل طبيعي بعد الإجراءات التي قام بها المجلس الرئاسي”.
وفي أغسطس الماضي، فرضت المؤسسة الليبية للنفط حالة “القوة القاهرة” في حقل الشرارة، والذي أحد أكبر حقول النفط في البلاد ويقع في جنوب غرب ليبيا، بسبب الاحتجاجات، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للحقل 300 ألف برميل يوميًا.
وفي أبريل الماضي، قال وزير النفط والغاز الليبي المكلف، “خليفة عبد الصادق” إن بلاده تستهدف زيادة إنتاجها من النفط إلى 1.4 مليون برميل يوميًا بنهاية 2024 – من أصل 1.2 مليون برميل حاليًا – وذلك وفق خطة طموحة أعلنتها المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، تستمر لمدة 3 سنوات، ولكن يبدو أن الأمر لا يستمر على الأماني، وهذه الأحداث والصراعات الداخلية لن تؤثر على ليبيا وحدها بل على إنتاج النفط عالميًا.