الحكومة المصرية وافقت على مشروع قانون لتجريم زواج الأطفال بعقوبات شديدة، واللي نص على إنه لا يجوز توثيق عقد الزواج لأي حد ماكملش 18 سنة. ومشروع القانون بيقول إنه يُعاقب بالحبس مدة ماتقلش عن سنة، وغرامة ماتقلش عن 50 ألف جنيه ولا تزيد عن 200 ألف جنيه “كل من تزوج أو زوَّج ذكرًا أو أنثى، لم يبلغ أي منهما ثماني عشرة سنة، وقت الزواج، وتقضي المحكمة على المحكوم عليه إذا كان مأذونًا أو موثقًا أو وصيًا على الطفل بالعزل، وإذا كان ولياً عليه بسبب الولاية”.
محرومين من أبسط حقوقهم، ومن إنهم يعيشوا سنهم الطبيعي، ولو حصلت مشاكل مالهمش نفقة ولا حضانة ولا حتى حق إنهم يرفعوا قضية طلاق، وبيتظلموا هما وأولادهم، وبتنطبق عليهم مقولة “أطفال مخلفين أطفال”.. جريمة حقيقية بيواجهها المجتمع المصري من كل النواحي.
زي نهى، اللي اتحولت حياتها، وهي عندها 15 سنة، من بنت في تانية إعدادي ومتدلعة في بيت أهلها ومهتمة بدراستها وبتعيش سنها الطبيعي لبنت بيتم غصبها على الجواز في السن ده من أول عريس بيتقدملها. وللأسف، ماقدرتش تقنع أهلها برفضها للجواز.. وبتحكي: “المأذون كتب لينا ورقة عرفي، لعدم بلوغي سن الزواج”، وفي يوم الفرح “مالبستش فستان أبيض، لحسن حد يبلغ علينا وتبقى مشكلة لأهلي وأهله”، حسب مقال تم نشره في مصراوي.
وبتكمل نهى كلام عن حلم دراستها اللي ماكملش وحياتها اللي أتغيرت: “اتحرمت من الحرية، كنت بعمل اللي نفسي فيه كطفلة، بس دلوقتي مش بعرف أروح لأصحابي، ولا بعرف أعمل أي حاجة بسبب أهل زوجي وطفولتي راحت، كان نفسي أدخل ثانوية عامة، وأكون دكتورة بس خلاص أهلي أجبروني أدخل أي حاجة عشان ماحملش جوزي مصاريف كتير”.. ده غير معاملة حماتها السيئة ليها وحرمانها من التعليم من الأساس، ولما اشتكت لوالدتها قالت لها: “عندها حق هتاخدي إيه من المدرسة.. اسمعي كلامها، واقعدي في البيت”.
وغيرها كتير قصص مأساوية مش قادرين ننشرها حتى.. لزوجات بتتشرد بأولادها وهما أطفال، ومش معاها ورق يثبت حتى إنها متجوزة، لإنهم بيتجوزوا عرفي لحد ما يتموا السن القانوني للزواج، وطبعًا لو حصلت أي مشاكل قبلها، بتفضل قانونيًا مش متجوزة، ومالهاش الحق في رفع قضايا تضمن ليها حقها في الطلاق أو النفقة وغيرها.
117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 ل17 سنة متجوزين أو سبق لهم الزواج، ومحافظات الصعيد هي الأعلى من حيث معدلات الزواج والطلاق، حسب مسح ديموغرافي صحي من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، إحصائية مرعبة اتنشرت في سكاي نيوز. اتنشر فيه كمان تقرير نشره البنك الدولي لبحوث المرأة، بيقول إن البلدان النامية هتخسر بسبب زواج الأطفال تريليونات الدولارات على سنة 2023، ومع الجهود لمنع الزواج المبكر، هيكون في آثار إيجابية ملموسة.
بنتمنى تطبيق مشروع القانون في أسرع وقت، ونتمنى يقدر يوقّف انتشار الجريمة اللي بتهدد حياة أطفالنا.