من “الكاميرا الخفية” إلى “كلام من دهب”.. برامج أيقونية لم يعاصرها جيل Z
في زمن ما قبل السوشيال ميديا والمنصات الرقمية، حين كان ظهر يوم الجمعة موعد لتجمع العائلة حول شاشة واحدة، ولدت برامج تلفزيونية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة أجيال.
تجمع بين التسلية والمعرفة، الكوميديا والمواقف الإنسانية، ورغم أن جيل Z لم يعاصر هذه الأعمال، إلا أن أثرها ما زال حاضرًا في ذاكرة كل من عاش تلك الحقبة.
لنعد قليلًا إلى الماضي، حيث تتفتح ذاكرتنا على أبرز برامج لم يعاصرها جيل Z.
لا تفوّت قراءة: أسرار الجمال الخالد.. فنانات الزمن الجميل يكشفن وصفاتهن السحرية
كلام من دهب .. ذهب القلوب قبل الجائزة
عام 1990، انطلق الإعلامي طارق علام بأحد أنجح برامج المسابقات في تاريخ التلفزيون المصري، برنامج “كلام من دهب”.
لم يكن مجرد سؤال وجواب، بل رحلة إنسانية بدأت من شوارع مصر ووصلت إلى أعماق قلوب الملايين.
استمر البرنامج لأكثر من عشر سنوات، من عام 1992 حتى توقفه في 2004، ليعود لاحقًا في 2021 بثوب جديد ولكن النسخة الأشهر كانت في التسعينات.
الفكرة كانت قائمة على فقرات إنسانية تتضمن مساعدات حقيقية لغير القادرين من المرضى والمسنين والأيتام.
حاز “كلام من دهب” على جوائز متعددة كأفضل برنامج عربي، وتم تكريمه ثلاث مرات في الولايات المتحدة.
لم يكن النجاح نتيجة الصدفة، بل نتيجة رؤية جمعت بين الترفيه والعمل الإنساني.
بدون مونتاج .. عفوية النجوم وراء الكواليس
في منتصف التسعينيات، أطلت الإعلامية دينا رامز على الجمهور ببرنامج “بدون مونتاج”، الذي تحول خلال سنوات قليلة إلى واحد من أبرز ملامح شهر رمضان على القناة الأولى.
بفكرته البسيطة قدم البرنامج لقطات فنية غير معدلة، تكشف عن الأخطاء التي لم يتمكن المونتاج من إخفائها في المسلسلات والأفلام أثناء التصوير وإعادة المشاهد.
كان يجتمع أفراد العائلة لمتابعة هذه اللحظات الخفيفة، لم يكن البرنامج يعتمد على السخرية، بل على العفوية أثناء تصوير المشاهد حتى تحولت الأخطاء الصغيرة إلى كنوز كوميدية في الذاكرة.
ومن أشهر المسلسلات التي تضمنت مشاهد طريفة بدون مونتاج كان “الرقص على السلالم المتحركة”، و”أنت عامل إيه”، و”يوميات ونيس”
وبعد 9 سنوات توقف البرنامج بسبب ظهور تكنولوجيا في المونتاج تلغي من تلقاء نفسها المشاهد المعادة التي لم تستخدم في الأعمال.
عالم الحيوان ..ناشيونال جيوجرافيك زمان
من منا لا يتذكر صوت الإعلامي الراحل محمود سلطان وهو يروي لنا مغامرات الأسود، وأسرار ممالك النمل والنحل في برنامجه الشهير “عالم الحيوان”؟
كان ذلك صباح الجمعة، الموعد الذي انتظره الأطفال والكبار على حد سواء.
وراء الكاميرا، كان سلطان يستعد للحلقة وكأنه يستعد لرحلة استكشافية. يحمل قاموسًا لغويًا يقارن من خلاله بين المصطلحات العربية والإنجليزية المتعلقة بالحيوانات، ويدرس المحتوى المصوّر بدقة ليحوله إلى قصة شيقة تخرج بلا توقف أو تدخل من المونتاج.
اليوم، لا يعرف كثير من أبناء جيل Z شيئًا عن هذا النوع من البرامج القديمة التي أصبح البديل عنها ناشيونال جيوجرافيك!
لا تفوّت قراءة: كيف تفهم لغة جيل الـ Gen Z؟ دليلك الذكي والمبسط للمصطلحات العامية
مواقف وطرائف: كوميديا ما قبل الترندات والميمز
في وقت لم تكن فيه المقاطع القصيرة تغزو هواتفنا، جاء برنامج “مواقف وطرائف” الذي بدأ عرضه في عام 1988.
ليقدم للمشاهد مشاهد غريبة ومضحكة وملهمة من مختلف أنحاء العالم. من العجائب والقدرات الخارقة، إلى الطرائف والكوميديا، كان البرنامج موسوعة مرئية تسبق عصرها.
قدمها الإعلامي جلال علام، وكان يعرض في كل حلقة لقطات لا يمكن التنبؤ بها، وبعضها دخل موسوعة الأرقام القياسية.
لذلك يظل “مواقف وطرائف” من أبرز برامج لم يعاصرها جيل Z والتي تحولت فيما بعد إلى المميز.
سر الأرض .. البرنامج الذي خرج شخصية القرموطي للنور
في عام 1994، أنتج التلفزيون المصري بالتعاون مع وزارة الزراعة برنامجًا (مسلسلًا) أسبوعيًا بعنوان “سر الأرض”.
كان تجربة تثقيفية وإرشادية تستهدف الفلاح المصري بشكل أساسي، لكنها جذبت جمهورًا واسعًا من مختلف الفئات.
كان يعرض كل جمعة، واحتوى على رسائل واضحة عن تربية الحيوانات والزراعة الحديثة.
وما أضفى عليه طابعًا فريدًا كان شخصية “القرموطي” التي أداها الفنان أحمد آدم وبسبب نجاحها تم استغلالها في أعمال سينمائية لاحقة.
فهي برامج قديمة تراثية لم يعاصرها جيل Z ولا حتى عاصروا القرموطي!
لا تفوّت قراءة: من الماتشا إلى البوبا.. مشروبات خطفت قلوب جيل Z!
الكاميرا الخفية .. بداية حقبة برامج المقالب
منذ التسعينيات وحتى أوائل الألفينات، كان موعد الجمهور السنوي مع الضحك والمفاجآت هو برنامج “الكاميرا الخفية”، الذي اعتمد على تنفيذ مقالب بسيطة في الشارع المصري.
ورصد ردود أفعال الناس بعفويتها التامة. لم تكن هناك خدع بصرية أو مؤثرات صوتية، بل لقطة حقيقية خالية من التصنع.
المواقف تراوحت بين المضحك والإنساني، والضحايا كانوا عادة من المارة العاديين، ما أضفى على البرنامج طابعًا صادقًا وكان بعيدًا عن المبالغات المنتشرة اليوم في برامج المقالب!
ومن أشهر من قدموا هذه البرامج الراجل إبراهيم نصر ملك برامج المقالب.
نادي السينما .. نتفلكس على قديمه!
من أبرز البرامج التليفزيونية التي كانت تعرض على القناة الأولى في التليفزيون المصري، واحتل موعدًا ثابتًا في سهرة كل سبت.
حيث اعتاد الجمهور على مشاهدة فيلم أمريكي متميز، غالبًا ما يكون قد نال جوائز مهمة، تم عرض ما يقارب 1500 فيلم على مدار حوالي ثلاثين عامًا من البث.
كانت تقدمه الإعلامية والناقدة السينمائية د. درية شرف الدين، وتستضيف في كل حلقة ضيفًا أو أكثر للتحاور حول الموضوعات التي يطرحها الفيلم بعد عرضه.
من العلامات المميزة في ذاكرة المشاهدين، تتر البرنامج الشهير، وهي مقطوعة موسيقية فرنسية بعنوان Astro 9 – Moon Birds، والتي أصبحت مرتبطة ذهنيًا بالبرنامج.
في أحد تصريحاته، تحدث الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله عن كواليس انطلاق البرنامج، قائلاً إن الفضل في ظهور “نادي السينما” يعود إلى تماضر توفيق، رئيسة التليفزيون وقتها:
“كنت لما أروح مكتبها، كانت دايمًا تسألني عن الأفلام الجديدة، وتطلب مني أرشح لها حاجات تشوفها. كمان المخرج محمد قناوي، مخرج البرنامج، كان يعرفها كويس. ومن هنا جاءت فكرة برنامج يعرض كل أسبوع فيلم أجنبي، ويتكلم عنه بشكل تفصيلي، مع مناقشة بعد العرض.”
الناقد يوسف شريف