النفط الليبي.. ورقة يتلاعب بها جميع من يريد السُلطة

سؤال يطرحه جميع الليبيين مؤخرًا حول القطاع، الذي يعدّونه المورد الرئيسي للبلاد، لكنهم يرون بحكم تجاربهم السابقة أنه بات “ورقة حائرة للمساومة” في قبضة بارونات السياسة والمتصارعين على السلطة.

حيرة الليبيين، التي خلقت حالة من الضجر، جاءت بعد إعلان السلطات المحلية وبعض الاختصاصيين بقطاع النفط، مطلع سبتمبر الحالي، عن تشغيل ثلاثة حقول نفطية، ما عدّوه انفراجة على مسار الأزمة، لكن بعد ثلاثة أيام أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة “القوة القاهرة” بحقل الفيل، وسط ضبابية المشهد السياسي العام.

وأُدخل النفط مجدداً على مسار الأزمة السياسية، عندما أعلنت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، في 26 من أغسطس الماضي، حالة “القوة القاهرة” على جميع الحقول والموانئ، وإيقاف إنتاج وتصدير النفط “حتى إشعار آخر”، ردًا على تغيير رئيس محافظ المصرف المركزي من قبل سلطات طرابلس.

في مطلع الشهر الجالي عبر بعض المهندسين يعملون بقطاع النفط أن “ثلاثة حقول نفط بالجنوب الشرقي، هي السرير ومسلة والنافورة، تلقّت تعليمات باستئناف الإنتاج، من قِبل مشغّل الحقول (شركة الخليج العربي للنفط)، التي لم تقدّم أي أسباب لذلك، وفقاً للمهندسين”.

وبناءً عليه تراجع الإنتاج النفطي لأكثر من النصف تقريبًا خلال الأيام الأخيرة، بعد أن سجل 1.15 مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو الماضي؛ وفق بيانات المؤسسة،

وعدّ موقع “إس آند بي غلوبال بلاتس” الأمريكي إعلان المؤسسة الوطنية حالة “القوة القاهرة” على حقل الفيل “انتكاسة تضرب قطاع النفط الليبي”.

وفي الخامس من أغسطس الماضي، توقف الإنتاج بشكل كامل في حقل الشرارة، الذي يعمل بطاقة إنتاج تبلغ نحو 300 ألف برميل يوميًا. علما بأن شركة مليتة للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط و”إيني” الإيطالية، تتوليان تشغيل حقل الفيل الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 70 ألف برميل يوميًا.

وسبق أن أكدت المؤسسة الوطنية للنفط أن إغلاق حقول نفطية في الفترة الأخيرة تسبب في فقد 63 في المائة تقريبًا من الإنتاج الكلي للنفط في البلاد.

ويأمل الليبيون في إبعاد النفط، الذي يُشكّل 98 في المائة من موارد البلاد، عن المناوشات السياسية بين المتصارعين على الحكم. لكن تقارير دولية توضح أن عملية تعطيل إنتاج النفط في ليبيا ستطول، مما “يزيد من عذابات المواطنين وحيرتهم”، وفق متابعين.

وتقع غالبية الحقول تحت سيطرة الجيش الوطني، برئاسة المشير خليفة حفتر، فضلًا عن أن منطقة الواحات بجنوب غربي ليبيا تعد من أبرز المناطق الغنية بالحقول النفطية في البلاد.

ولم تنعم ليبيا، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، باستقرار يذكر منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، وانقسمت ليبيا بين جبهتين واحدة في شرق البلاد وأخرى في غربها بداية من 2014.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: بوقف الإنتاج والتصدير حتى إشعار آخر: لماذا أعلنت ليبيا إغلاق الحقول النفطية؟

تعليقات
Loading...