الملاريا: من الجزائر إلى اليمن، التاريخ يعيد نفسه ولو بشكل مختلف

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في أزمة “الملاريا” في الوطن العربي، في المرة الأولى التي تم فيها اكتشاف علاج للملاريا كانت بسبب غزو فرنسا للجزائر، والآن تساهم اليمن في علاج نوع جديد للملاريا، دون أن تطوله بتوزيع عادل، ولكنها لعبت دورًا في هذا وربما أصبح ذلك كافيًا.

بين اللحظة الأولى والحاضر

كانت اللحظة الأولى لاكتشاف “الطفيلي” المسبب للمرض في السادس من نوفمبر لعام 1880 في الجزائر من قبل طبيب في الجيش الفرنسي وقت غزو فرنسا للجزائر، وهو نفسه الذي حاز على جائزة نوبل في الطب وفزيولوجيا في عام 1907 “ألفونس لافيران” بسبب اكتشافه مُسبب المرض وقتما تفشى في الجزائر، وكانت مصابة بعدد وفيات مذهل، ومنذ أيام أعلنت الجزائر فرض إجراءات طبية على الوافدين لعدة مناطق بعدما عادت الملاريا للتفشي مرة أخرى، وهذا ينقلنا بدوره إلى قصة اليمن مع هذا الوباء، والذي قد تشفى منه ولكن تبقى آثاره.

ومع تفشي الحروب الأهلية في اليمن منذ 2014 بات هذا الأمر مهددًا للمواطنين، ولكن اكتشف بعوض “أنوفيليس ستفينسي” في عدن عام 2021، وتم تأكيد وجوده بعدها بعامين عبر تحليل جيني في منطقتي مختلفتين من اليمن في عام 2023.

عمل الباحثون على الوصول إلى المُسبب الجديد عبر تحليل جيني ليرقات (وهو أول بعد تفقع البيضة) بمعنى أكثر سهولة الابن الأول من البعوض الناقل للملاريا، جُمعت العينات من موقعين شبه حضريين في منطقتي “الضاحي” و”زبيد”، واكتشفوا وجود نمطين وراثيين مختلفين للبعوضة، أحدهما يرتبط بالنمط الوراثي الموجود في شرق إفريقيا، أما الآخر فقد تم اكتشافه حديثًا، ما يبرز التنوع الجيني الكبير لهذه البعوضة في اليمن.

كما تثبته الدراسة الصادرة نهاية الشهر الماضي، ولكن لأن التاريخ يكرر نفسه مرة أخرى ولكن بطريقةٍ أشد قساوة، فأصبحت اليمن التي عبرها تم اكتشاف التنوع الجيني، تعاني من توزيع غير عادل لآخر لقاح فعال يمكنه شفاء هذا النوع من الملاريا الذي يسببه هذا البعوض.

دورة حياة الملاريا، نقل عن موقع نيتشر

توزيع غير عادل

وأوصت منظمة الصحة العالمية باعتماد لقاح “R21″ في ديسمبر 2023 والذي تم تطويره من اللقاح الأسبق ‘RTS” 2021، بواسطة جامعة أكسفورد ومعهد الهند للأمصال، ولكن بالرغم من سهولة توافر هذا اللقاح نظرًا لتكلفته البسيطة مقارنة بما سبقه، إلا أن الأمر للأسف بسبب الحرب يعد مستحيلًا، مما يخوف المسئولين عن عرض تفاصيل هذا الأمر ويظهر ذلك بوضوحٍ في تصريحات إحدى الباحثين في هذه الدراسة لموقع نيتشر ميدل إيست.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: دراسة جديدة: قد تحفز على فهم أكثر دقة لانفصال المشيمة

تعليقات
Loading...