الشاعر التونسي حكيم مرزوقي.. عاش كالفراشة ورحل كطيف
“عاش كفراشة ورحل كطيف”، “آخر القلاع والحصون، مرفأ النجاة الوحيد والأخير وملاذي الآمن في هذا الهزيع الموحش يرتحل” ، و”رحل الشاعر الذي أحب دمشق” هكذا نعى الجمهور الشاعر والمسرحي التونسي حكيم مرزوقي الملقب بـ”عاشق دمشق”.
حيث عاش هناك أكثر من 40 عامًا، بعد أن درس في المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، قبل أن يعود إلى بلاده عام 2012، وأسس في البلاد فرقة مسرحية اشتهرت باسم “مسرح الرصيف” عام 1996، أول فرقة مستقرة في سوريا، وبعدها قدم مسرحية “اسماعيل هاملت” التي حصلت على جائزة مهرجان قرطاج سنة 1997، ومنها “ذاكرة الرماد”، و”لعي”، و”الوسادة”، و”حلم ليلة عيد”، و”بساط حلبي”، ومسرحية “عيشه” التي ترجمت إلى عدة لغات، وقدمها في لندن بممثلين أوروبيين.
وله عروض قدمت على المسارح الفرنسية، وبعيدًا عن خشبة المسرح، مرزوقي له مساهمات قليلة ولكن مؤثرة في عالم السينما، حيث ألف”الصورة الأخيرة” و”المايسترو”.
من المقولات التي ربما تتأثر بها قوله عن المدن التي زارها: “لا تدخل مدينة من دون حقيبة ولا تضيعها فيها، لأنكَ سوف تحتاجها عند الخروج، ولا تبح بأسرارك لمدينة مسيجة لأنها سوف تسخر منك، ولا تبحث عن مدينة في مدينة فلن تجدها، لا تنس لكنتك فيها، وليعتد لسانك مذاق طعامها قبل لغتها”.
رحل مرزوقي بعد رحلة طويلة مع الكتابة، وهو يتنقل بين دمشق وبيروت ومدن أوروبية، قبل أن يستقر في بلده تونس، ولكن انطفأ نوره بعد أن اكتشف أصدقاءه غيابه ليجدوه على كرسيه أمام جهاز الكمبيوتر حاملًا كتابه وقلمه.