السوسيال تنتزع أطفال اللاجئين العرب في السويد من عائلاتهم
خلال الكام سنة اللي فاتت كان بيظهر كل شوية فيديو لشرطة السويد بتقتحم بيت عيلة من اللاجئين العرب وبتاخد منهم أطفالهم بالعافية. واحد من أهم الفيديوهات دي هو الفيديو اللي انتشر سنة 2019 للاجئ سوري أخدت الشرطة السويدية أطفاله التلاتة، وفضل حسان السكري يطلب من الرأي العام يتدخل علشان يرجعوا له أولاده. وقال حسان إن الشرطة السويدية حاولت اختطاف أولاده ومراته من المدرسة لكن الأربعة نجحوا في الهروب من الشرطة، اللي تتبعتهم لحد البيت. بعدها كشفت الشرطة عن شكوى اتقدم بها واحد من أطفال حسان للمدرسة بتاعته، وقال في الشكوى إن والده بيضربه هو وأخواته في البيت، وبررت الشرطة التدخل اللي حصل منها بإنها كانت بتحاول تفصل الأطفال وأمهم عن مصدر عنف منزلي Domestic violence.
وعائلة حسان السكري، هي عائلة سورية، زيّها زيّ عائلات لاجئين كتير من الشرق الأوسط بيخضعوا لنظام الاندماج في المجتمع السويدي، واللي بيتم من خلال تلقين اللغة السويدية والعادات والتقاليد الخاصة بالدولة الجديدة، علشان يقدروا يكونوا مواطنين يعتبروا الدولة وطن. ولكن بيشتكي كتير من اللاجئين إن العادات والتقاليد الجديدة بتكون متناقضة ومختلفة تمامًا مع تقاليد البلد الأم.
وردًا على الشكاوي دي بتقول الرعاية الاجتماعية السويدية “السوسيال السويدي”: “أكيد كل أب أو أم بيحبوا أطفالهم، وبيحاولوا يربوهم أحسن تربية، بس كونك في السويد معناه إن في قوانين بتنظم علاقتك بأطفالك. واللي كنت متعود عليه في بلدك الأم، الشرقي أو العربي، ممكن يكون مخالف للقوانين في السويد.”
أزمة فصل الأطفال عن عائلاتهم اللاجئة في السويد هي مشكلة قديمة بقدم بداية أزمة اللجوء في أوروبا، ولكنها رجعت مرة تانية بقوة على الساحة في 2022 بعد ما ظهر طلال دياب، اللاجئ السوري، على السوشيال ميديا واتكلم عن نزع السوسيال أولاده الأربعة منه. وقالت الأم إن واحد من الجيران شافها بتبكي في مغسلة عمومية بسبب صعوبة الحياة في شمال السويد فقرر يبلغ السلطات. السوسيال اتدخل على طول وفصل الأطفال عن الأم والأب، وفسر ده بشكوى من البنت الصغيرة اللي قالت إن والدها بيضربها، لكن بعد كده في التحقيقات ماقدرش السوسيال يثبت أي عنف ضد الأطفال.
قضية طلال بدأت في سنة 2018، ولمدة 4 سنين ماقدرش هو ولا زوجته يشوفوا أولادهم. واللي سبب غضب كبير ورجع القضية مرة تانية على الساحة هو تدخل السوسيال مرة تانية في حياة طلال وعيلته، لما عرفوا إن زوجته حامل، استنوا لحد الولادة وأخدوا منها الطفل الرضيع بعد عدة دقائق بس من ولادته، لدرجة إن الأم مالحقتش تشوفه خالص.
وانتشر فيديو للزوجين بيحكوا فيه القصة واللي سبب تعاطف واسع، خلى السلطات السويدية ردت. لكن للأسف كان الرد مجمل وقال فيما معناه إن الناس ممكن يكونوا سمعوا جانب واحد من القصة، وإنه في الوقت اللي ماتقدرش السلطات تعلق فيه على قضايا فردية، فالأساس هو منع تعرض أي طفل للأذى الجسدي أو النفسي.
عن طريقة عمل السوسيال
الإحصاءات الرسمية السويدية بتقول إن الخدمات الاجتماعية السويدية (السوسيال) بتسحب كل سنة حوالي 20 ألف طفل بشكل كامل من أسرهم، وبتحطهم في بيوت أسر تانية، أو بتحطهم في دور رعاية تابعة للدولة. وإحصاءات سنة 2020 تحديدًا بتقول إن السوسيال اتعامل مع أكتر من 34 ألف طفل بخصوص إمكانية سحبهم أو سحبهم فعلًا من أسرهم.
قواعد السوسيال في سحب الأطفال عامة، ومش بتطبق على المهاجرين أو الأجانب بس، أو حتى على أصحاب الدخل المحدود بس. لكن بالفعل بتزيد احتمالية سحب الأطفال منك لو كنت مهاجر أو عربي تحديدًا، خصوصًا إن الهجرة أو اللجوء بييجي معاه ظروف معيشية سيئة ومحدودة الدخل، وكمان العادات والتقاليد والطباع العربية أو الشرقية في التعامل مع الأولاد.
في السويد، أي جهة من جهات الدولة، أو حتى فرد مجهول، يقدر يتقدم ببلاغ للدولة عن وجود شك بخصوص سلامة أي طفل. ومصداقية البلاغ بتعتمد بشكل كبير على الجهة اللي بتتقدم به، يعني لو كان من المدرسة أو المستشفى فالسوسيال بيتصرف بسرعة وقوة. أما لو كان من جار أو شخص مجهول، فالسوسيال بيتعامل مع القضية بهدوء أكبر.
الإحصاءات بتقول إن نسبة رجوع الطفل لأهله بعد مدة 4 أشهر بتكون نسبة كبيرة أوي، لو ماكانش في دليل ملموس على تعرض الطفل للعنف، وإنه مفيش خطر على صحة الطفل البدنية والنفسية. وتنخفض نسبة رجوع الطفل بعد مرور سنة أو سنتين، لكن بعد السنتين بتكون النسب معدومة خصوصًا لو كان في قرار نهائي من المحكمة بنزع الطفل من أسرته. وكل 6 أشهر بتراجع المحكمة قرارها، وبتقرر استمرار الطفل في بيئته الجديدة أو عودة الطفل لأسرته. وبتوفر الدولة محامي مجاني للأهل لمواجهة السوسيال.
مخاوف بخصوص استغلال وفساد داخل السوسيال السويدي
السياسي السويدي ونائب البرلمان السابق أوفيه سفيدين، بيسلط الضوء على الانتقاضات اللي بتتوجه لسياسة السوسيال والفلوس المرتبطة به. سفيدين في كتابه، تجارة الأطفال المربحة، بيتهم السلطات مباشرة بالاتجار في الأطفال واستغلالهم جنسيًا. وقال إن السوسيال بيتعاون مع الأسر الحاضنة علشان يحصلوا على أكبر مبلغ ممكن من الدولة للأسرة الحاضنة، وبعدها موظفين السوسيال بياخدوا نسبة من المبلغ ده.
كمان أكد إنه لما تتبع طريقة عمل السوسيال اكتشف إنها بتصيب الأطفال بأمراض نفسية أخطر من اللي بيفتكر السوسيال إنهم مصابين بها في حالة وجودهم مع أسرهم. وأكد إن اختطاف الأطفال في سيارات الشرطة، والتحقيق معاهم بعيد عن أهلهم، ورميهم في بيت غريب، كل ده بيسبب اضطرابات نفسية خطيرة. كمان كشف إن في حالات كتير بيحصل فيها استغلال جنسي للأطفال إما من موظفين السوسيال نفسهم، أو من الأسر الحاضنة، وكل ده من غير أي تدخل حقيقي من الدولة علشان تمنعه.
وبيكشف سفيدين كمان إنه بعدين بيتباع الأطفال للعمل في مزارع بشكل غير مدفوع، أو بيتباعوا لمشتهين الأطفال “البيدوفيليين” ومدمنين الجنس. وبيقول في كتابه إن في أحيان كتير بيُستخدم أطفال اللاجئين كفئران تجارب للمنتجات التجميلية والدوائية. وبيكشف إنه كتير من دور الرعاية اللي يتاخد دعم من الدولة على استضافتها المؤقتة أو الدائمة للأطفال هي دور خاصة بتتبع رجال أعمال أثرياء. وبيحافظ رجال الأعمال دول على تدفق الأطفال على الدور بالتعاون مع موظفين السوسيال.
وبيختم سيفيدين كتابه وبيقول إن أهم الأسباب وراء حتمية استمرار تجارة الأطفال في السويد تحت اسم السوسيال إن الأطفال مايقدروش يوجهوا شكوى ضد البلديات أو السوسيال، وإن الشرطة بتتكفل برجوع الطفل كل ما بيحاول يهرب. وكمان لإن الأهل بيكونوا في حالة صدمة ومش بيقدروا يتقدموا بشكاوي، وبيخافوا يواجهوا السلطات لإنهم مهاجرين.
قانون بيعمل عكس الغرض منه
مؤلفة كتاب السلطة على الأطفال – الخدمات الاجتماعية، توف كارلستون، قالت إن قانون الرعاية الحالي بدأ العمل به سنة 1982. وأكدت الصحفية السويدية إن الغرض من القانون كان العمل بشكل طوعي، وإن تدخلات الشرطة أو اللجوء للمحاكم ماتبقاش هي الأساس، ولكن تتعمل كإجراءات في الحالات القصوى.
المصدر: إضاءات