الرواية الأخرى لـ”كل العيون على رفح”: هل كانت كافية لنقل المعاناة؟

صورة لخيام نازحين في منطقة صحراوية، كُتب عليها “كل العيون على رفح”، انتشرت كالنار في الهشيم تم نشرها نحو 50 مليون مرة عبر قصص (ستوري) على مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك في الترويج لها مشاهير عالميون.

حيث جاءت الصورة بعد أيام من “مجزرة الخيام” التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في خيام للنازحين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد نحو 45 شخصًا بينهم نساء وأطفال.

أول شخص قام بتصميمها ونشرها، هو مصور ماليزي يملك حسابا باسم “shahv4012″، ويهتم بشكل يومي بمستجدات العدوان على غزة.

الصورة رغم انتشارها بشكل واسع والبعض قال أنها تميزت بـ”تفاصيلها الدقيقية” وتناسقها مع المشهد الحقيقي ولفت الاتنباه، إلا أن هناك رواية أخرى على الجانب الأخرى لقت بسببها انتقادات السبب الأساسي أن الصورة تم تصميمها بواسطة الذكاء الاصطناعي، فاعتبروها تنقل صورة “غير واقعية” عما يجري في رفح وعموم قطاع غزة ولا تصور حجم المأساة الواقعة على غزة.

حتى في هذا الصدد تشرح الناشطة الأمريكية إيزوبيل أنه في حين اخترقت هذه الصورة الآن تبقى من صنع الذكاء الاصطناعي وهي “ليست حتى من رفح.. ولا يوجد فيها دليل على ما حدث.. أنت لا تعرف أي شيء من هذه الصورة.. لا تدري أن (إسرائيل) رموا 2000 رطل من القنابل على المدنيين.. اخترقت وحرقت أجسادهم وهم أحياء”

فالبعض اعتبر أن غزة ليست منظرًا معقمًا مولدًا بالذكاء الاصطناعي بل إنها مباني منهارة مع جثث مدفونة وخيام محروقة ونفايات وبقايا بشرية.

لاشك أن انتشار الصورة بهذه السرعة بسبب نجاحها في التحايل على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي وبالتحديد إنستجرام، فالخوارزميات تحجب المحتوى الذي يسلط الضوء على مجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتصنفه تحت بند “العنيف” و”الحساس”، فهى لم يتم اكتشافها بواسطة نظام الرقابة.

ولكن بعيدًا عن الذكاء الاصطناعي، هل السبب الآخر في انتشارها وعدم انتشار مجهودات الصحفيين، هو أن العالم أصبح يتفادى مشاهد القتل والدمار ولم يعد يمتلك القدرة على مشاركة المشاهد العنيفة؟ من الناحية العلمية والفيسيولوجية، تشرح بنين بريطع، المتخصصة في علم النفس العيادي، بأن دماغنا يحتوي على ما تسمى “اللوزة الدماغية” المسؤولة عن إرسال إشارات الخطر إلى الجسم، وتنظيم العواطف والذكريات، إنه عند التعرض لأي صدمة، يختار إما المواجهة، وإما عدم المواجهة، وإما تجميد الأفكار، فهل وصلنا إلى هذه المرحلة؟

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: ملاذ للفقراء وعابري السبيل: التاريخ يعيد حقبة التكايا في غزة

تعليقات
Loading...