في لقاء حمل رسائل حاسمة حول مياه النيل وأزمة سد النهضة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الأوغندي يويري كاجوتا موسيفيني في قصر الاتحادية بالقاهرة.
المباحثات التي جمعت الزعيمين لم تقتصر على البروتوكولات الرسمية، بل شهدت توافقًا واضحًا على مبدأ مراعاة مصالح جميع دول حوض النيل، مع تأكيد مصري صارم على حماية الحقوق المائية وعدم المساس بنصيب مصر من النهر الذي يمثل شريان الحياة لأكثر من 105 ملايين مواطن.
كريستيانو رونالدو في 2025: الأعلى أجرا في الدوري السعودي وحياة زوجية ملهمة مع جورجينا
توافق حول نهر النيل ومبدأ “مراعاة مصالح الجميع”
تبادل الرئيسان الرؤى بشأن نهر النيل، باعتباره شريان الحياة للبلدين، واتفقا على أن التعاون بين دول حوض النيل يجب أن يقوم على تحقيق المنفعة المشتركة، والحفاظ على هذا المورد الحيوي وتنميته، مع مراعاة مصالح الجميع وعدم الإضرار بأي طرف، التزامًا بقواعد القانون الدولي.
وأكد الرئيس موسيفيني: “بدون الحفاظ على بيئة حوض النيل، لن نجد شيئًا نتقاسمه”.
كما قال الرئيس السيسي إنه أكد لنظيره الأوغندي دعم مصر الكامل لجهود التنمية في أوغندا، وبقية دول حوض النيل الجنوبي، واستعدادها للمساهمة في تمويل مشروع سد “أنجلولو” بين أوغندا وكينيا.
من خلال الآلية المصرية للاستثمار في البنية التحتية بحوض النيل، بتمويل مبدئي قدره 100 مليون دولار.
كما أعلن الرئيس السيسي توقيع مذكرة تفاهم جديدة في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، للبناء على التعاون القائم منذ أكثر من 20 عامًا بين البلدين، بقيمة إجمالية تبلغ 6 ملايين دولار على خمس سنوات، بهدف الحفاظ على بيئة نهر النيل وتنمية موارده.
لا تفوّت قراءة: قلوب أطفالنا في خطر.. كيف يفتك الإفراط في الشاشات بصحة الصغار؟
الرئيس السيسي:“لسنا ضد التنمية.. لكن التخلي عن أي جزء من مياه النيل يعني التخلي عن حياتنا”
قال الرئيس السيسي إن طلب مصر والسودان الحصول على حصتهما من مياه النيل هو من أجل العيش، خاصة وأنه لا يوجد لهما مصدر آخر للمياه،.
وأضاف أن موقف مصر منذ البداية واضح، فهي ليست ضد التنمية، ولم تطرح حتى مسألة “الاقتسام العادل للمياه” التي قد تعني النظر في الـ1600 مليار متر مكعب من مياه النيل، بل تركز فقط على المتبقي الذي لا يتجاوز 4% أو 5%، وهو أمر شديد الأهمية.
وتابع: “نحن لا نقول نحن وهم، بل نحن جميعًا، نعيش معًا، وننمو معًا، ونتعاون معًا من أجل ازدهار واستقرار بلادنا”، مشيرًا إلى أن الرئيس موسيفيني أبلغه بأن كلمة “مصر” في أوغندا تعني “الحديقة”، وهذه الحديقة لا مصدر لها سوى مياه النيل، حيث لا توجد أمطار، وبالتالي فإن التخلي عن أي جزء من هذه المياه يعني التخلي عن الحياة نفسها، وهو أمر لن يحدث أبدًا.
وشدد في جملة أخرى: “مخطئ من يتوهم أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لأمنها المائي، وسنتخذ كل التدابير التي يكفلها القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبنا”.
الرئيس السيسي:“من لديه أمطار لا يشعر بمعاناة من ليس لديه.. ولن نسمح بالمساس بمياهنا”
أوضح الرئيس السيسي أن من تتساقط لديه الأمطار لا يمكن أن يشعر بمعاناة من لا يملك هذا المورد الطبيعي، مؤكدًا أن مصر لا تشهد أمطارًا، وهو ما يجعل الشعب المصري شديد الحذر والقلق بشأن قضية المياه.
وقال: “أقدر هذا القلق، وأنا مسؤول مع أشقائي والحكماء مثل الرئيس موسيفيني عن إيجاد حل لا يمس حياة المصريين”.
وأضاف أن مصر تواجه ضغوطًا كثيرة في هذا الملف، وقد يكون موضوع المياه جزءًا من هذه الضغوط لتحقيق أهداف أخرى.
واختتم السيسي بتطمين المصريين قائلاً: “لن نسمح أبدًا بالمساس بالمياه التي يعيش عليها 105 ملايين مصري، و10 ملايين ضيف لا نسميهم لاجئين”.