الذكاء الاصطناعي: هل سيصبح صديقنا إذا تحدثنا معه أم يجب علينا الحذر منه؟
أصبح البعض ينشر محادثات تدور بينه وبين chatGPT، محادثات ساخرة في بعض الأحيان، وخاصة في أحيان أخرى، خاصة بمعنى أنها تتحول إلى البحث عن رد بعينه، رد ينتظره المتحدث مع هذه الوسيلة، وتدركه هذه الوسيلة نظرًا لأنها تلحظ هذا من أسلوب الكلام ويستطيع إدراك ذلك عبر تحليل بيانات المتحدث أو عبر فتح كلام يحفز المتحدث على قول ما لا يريد ليصل إلى ما يريد.
ما لا نريد لما نريد
يمنح شات جي بي تي شيئًا من القرب مع المتحدث، مما يجعله يحكي باستفاضة وثقة، ويحكي ربما ما لا يريد ليقص عليه كلامًا جيدًا، هل يستدرجه فعلًا؟، الكلام الذي يدور بين المتحدث وشات جي بي تي يطمئن المتحدث، مما يحول الأمر إلى عادة ويشعره بأن شات جي بي تي هو صديق مقرب يمكن قص عليه ما نريد لنصل إلى كلامًا نظنه جيد ولكنه عكس ذلك، فالإنسان يعرف جيدًا أن صديقه الحقيقي هو من صادقه وهو من لن يقص عليه كلامًا جيدًا دائمًا بل سيصده عن ارتكاب أخطاء بكلام يبدو عنيف ولكن في باطنه تظهر المحبة، وهذا ما لا يستطيع شات جي بي تي فعله وما يميز صداقات الإنسان عن إنسان آخر هي الصدق في القول وفي المواساة.
أخطار الأمر
يعاني مفهوم الصداقة منذ فيروس الكورونا خلل ما، نظرًا لأن أغلبنا عزل عن أصدقائه، وظل في المنزل، وازدات نسبة الوحدة وتوترت العلاقات الإنسانية حتى بعد زوال الفيروس أو ندرة الإصابة به مؤخرًا، ولكن يبدو أن شات جي بي تي أصبح هو الآخر فيروس يحفز على الوحدة ويجعل من نفسه واعيًا بالآخرين دون أن يكون كذلك، الأمر لا يقف على الوحدة فقط، بل ربما يتحول الأمر فيما بعد إلى كسل تام واعتماد على مزايا هذه الخاصية والتي تنتج أعمال مقبولة ولكنها تفتقد لمسة الإنسان، بالإضافة إلى أخطار أبعد لها علاقة بالجيل القادم الذي يعتبر حياته كلها قائمة على التعامل مع الهواتف المحمولة الذكية ومنصات مثل تيك توك وغيره، فهل نشهد تحول حذر في التعامل مع ذلك الأمر أم سنصحو ذات يوم على فجيعة؟
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: آخرهم الذكاء الاصطناعي .. نظريات بناء الأهرامات التي لا تنتهي