بعد نحو ثلاثة عقود من النجاح الذي لم يبهت بريقه، يعود مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” ليتصدر المشهد من جديد بإعلان مفاجئ عن جزءٍ ثانٍ يُعاد من خلاله إحياء واحدة من أهم الأساطير الدرامية في تاريخ التلفزيون المصري.
العمل الذي رسّخ في ذاكرة الأجيال شخصية عبد الغفور البرعي، الرجل العصامي الذي صار رمزًا للكفاح والطموح، يعود اليوم في ثوب جديد يثير الفضول والجدل في آنٍ واحد.
ومع هذا الإعلان تتجدد التساؤلات بين الجمهور: من ذا الذي يجرؤ على ارتداء “جلباب عبد الغفور البرعي” من جديد؟ وهل سينجح الجزء الثاني في استعادة سحر الحكاية الأصلية التي عاشها الملايين بشغف وحنين؟
لا تفوّت قراءة: وجوه وقصص من الجونة 2025.. لقطات لا تُنسى صنعت دفء المهرجان


“لن أعيش في جلباب أبي 2″… حلم الجمهور يصبح مشروعًا
بجملة واحدة نشرها عمر محمد رياض، نجل الفنان محمد رياض، على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، انطلقت شرارة الحديث:
“قالوا إن الحكاية خلصت، بس في حكايات، بتختار هي ترجع بنفسها، لن أعيش في جلباب أبي 2”.
جملة أعادت تحريك ذاكرة المشاهد المصري، الذي لم ينسَ يومًا حكاية عبد الغفور البرعي وصراعه مع الماضي والفقر والطموح والعائلة.
وأكد عمر محمد رياض أن هذا المشروع لم يأتِ من فراغ، بل من إلحاح الجمهور وارتباطه الكبير بالمسلسل.
وقال: “الفكرة جاءت من الجمهور، هم اللي طالبونا بجزء جديد. حبهم للمسلسل كان هو الدافع، وقررنا نبدأ التحضيرات”.
وأوضح أن العمل سيضم وجوهًا جديدة، في حين ما تزال باقي التفاصيل قيد التطوير ولم تحسم بعد.

لا تفوّت قراءة: حين احتضنت منة شلبي يسرا في الجونة.. كان المشهد تتويجا لقصة بدأت قبل ربع قرن
هل يتحول “لن أعيش في جلباب أبي 2” من فكرة إلى واقع قريبا؟
من جانبه، علّق الفنان محمد رياض على الجدل الدائر، موضحًا أنه لا توجد حتى الآن أي خطوات رسمية لإنتاج الجزء الثاني من المسلسل الشهير.
وفي سياق متصل، كشف رياض أن نجله عمر يعمل على صياغة فكرة جديدة للمشروع، لكنها ما تزال في مرحلة الفكرة والتخطيط الأولي.
وأضاف أن الهدف من العمل القادم هو تقديم معالجة درامية تليق بقيمة “لن أعيش في جلباب أبي”، وتحافظ على مكانته في ذاكرة الجمهور.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن الفترة المقبلة قد تحمل تطورات إيجابية، إذا ما توفرت عناصر النجاح الكفيلة بتحويل الفكرة إلى واقعٍ فني حقيقي.

هل تعود الشخصيات الأصلية في “لن أعيش في جلباب أبي 2” رغم غياب أبطالها؟
وتساءل كثير من المتابعين عن مصير الشخصيات الأصلية في الجزء الثاني، خاصةً مع غياب عدد من نجوم العمل الأساسيين الذين صنعوا مجده.
فقد رحل الفنان نور الشريف الذي جسّد شخصية عبد الغفور البرعي، إلى جانب الفنان مصطفى متولي، بينما اعتزلت عبلة كامل وحنان ترك التمثيل.
كما غاب أيضًا الفنان عبد الرحمن أبو زهرة عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول كيفية تعويض هذا الإرث الفني الكبير.

“لن أعيش في جلباب أبي”… من دراما إلى وجدان شعبي
حين عرض المسلسل للمرة الأولى عام 1996، لم يكن مجرد عمل درامي آخر. بل تحوّل إلى صورة اجتماعية حقيقية عن رحلة الكفاح، والصراع بين الأجيال، وتناقضات الطموح الموروث والمكتسب.
قصة المسلسل، المأخوذة عن رواية للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، جسّدها السيناريست الراحل مصطفى محرم وأخرجها أحمد توفيق في واحد من أنجح أعماله.
وعلى رأس فريق التمثيل، وقف نور الشريف في دور “عبد الغفور البرعي”، بجانب عبلة كامل في دور “فاطمة”، ومحمد رياض في دور الابن عبد الوهاب، إضافة إلى نخبة من نجوم التسعينيات مثل حنان ترك، وفاء صادق، ناهد رشدي، وآخرين.
العمل تابع رحلة “عبد الغفور البرعي” من بائع بسيط في وكالة البلح إلى واحد من كبار التجار، ليصطدم لاحقًا بطموحات ابنه “عبد الوهاب” الذي أراد أن يشق طريقه بعيدًا عن ظل والده ونفوذه، في سرد درامي غني بالرموز والتحولات الإنسانية.


لا تفوّت قراءة: أين تذهب في القاهرة؟ تجارب وأنشطة لا تفوّت في المدينة الصاخبة
من ذا الذي يجرؤ على ارتداء “جلباب عبد الغفور البرعي” من جديد؟

السؤال الأكبر الآن: من يمكنه أن يؤدي شخصية بحجم عبد الغفور البرعي؟ هل سنرى الشخصية تبعث من جديد بأداء ممثل شاب يجسّد الجيل الجديد؟ أم أن الجزء الثاني سيأخذ منحى آخر، يروي تطورات حياة الأبناء والأحفاد دون المساس بإرث “البرعي” الفني؟
الحديث عن جزء ثانٍ لهذا المسلسل ليس بالأمر السهل، فـ”لن أعيش في جلباب أبي” ليس فقط مسلسلًا ناجحًا، بل هو مرآة اجتماعية حملت ملامح جيلٍ بأكمله. وما تزال عباراته، مشاهد شجاره، وانفعالاته تستخدم حتى اليوم في النقاشات اليومية والميمز والسوشيال ميديا.
وبين الحماس والترقّب، يقف جمهور المسلسل بين الحنين للماضي والخوف من المقارنة. إذ يدرك الجميع أن محاولة إعادة إحياء عمل بهذه القيمة تحتاج إلى رؤية ناضجة، وأداء استثنائي، وحبكة عصرية تحترم الأصل وتواكب الحاضر.

لا تفوّت قراءة: من كلمنتينا إلى سنيورة: رحلة ساحرة عبر دويتوهات سانت ليفانت الغنائية
هل يكون الابن هو الامتداد؟

ظهور عمر محمد رياض في الإعلان يوحي بأن شخصية عبد الوهاب ستكون محور الأحداث في الجزء الثاني.
وربما نشاهد تطور حياة الأسرة بعد وفاة الأب، وتحديات الأبناء في الحفاظ على اسم “البرعي”، أو على العكس… محاولة التحرر منه تمامًا.
ويبقى الأكيد أن المشاعر التي أثارها الإعلان، وردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد أن “لن أعيش في جلباب أبي” ليس مجرد مسلسل انتهى زمنه. بل إرث حيّ ما زال ينبض في وجدان الجمهور، وينتظر عودة تليق بمكانته.
