العالم بيعيش حالة من الحزن بعد كارثة طبيعية، الزلزال اللي ضرب تركيا وسوريا، ولحد دلوقتي الضحايا عددهم حوالي ١١ ألف وأعداد كبيرة من المصابين، وللأسف الأعداد ما زالت في تزايد، ومنظمة الصحة العالمية بتتوقع مضاعفة العدد الحلي لـ 8 أضعاف تقريبًا مع اكتمال عمليات البحث. الكارثة دي تنبأ بيها عالم جيولوجي قبل حدوث الزلزال بأيام قليلة، ومن بعدها الموضوع انتشر وانتشرت أسئلة عن حقيقة التنبؤ بالزلازل. هل فعلًا نقدر نتنبأ بالكوارث الطبيعية قبل حدوثها؟
تنبؤ جيولوجي هولندي في تغريدة
اللي فتح المناقشة، كانت تغريدة لعالم وباحث هولندي مختص في الزلازل اسمه فرانك هوغيربيتس، قال في التغريدة يوم 3 فبراير إن هيحصل زلزال بقوة 7.5 درجة مئوية في منطقة جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان.
وبعدها حاول تفسير تغريدته وحقيقة اللي حصل، وقال إن الزلازل بتميل للحدوث لما توصل كواكب لمواقع محددة في النظام الشمسي، لكنه قال إنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل.
علميًا نقدر نتنبأ بحدوث زلزال؟
الزلزال فتح مجال نقاش عن إمكانية التنبؤ بالزلازل ومدى دقة التنبؤ ده في ظل الوسائل العلمية المتوفرة، وهنا اكتشف باحثين طريقة للتنبؤ بالزلازل قبل 48 ساعة من حدوثها بدقة 80٪، وده تم توضيحه بشكل مفصل في دراسة نشرت في المجلة العلمية Remote Sensing في مايو 2022، وكمان العلماء يقدروا يتمكنوا من التنبؤ بدقة بموعد عدم حدوث زلزال في منطقة محددة بدقة 85.7٪.
في طرق علمية كتير ممكن من خلالها التنبؤ بالزلازل، لكن الدكتور صلاح الحديدي، أستاذ العلوم الفلكية، أكد إنه ما زال في أبحاث علمية كتير يتوجب على البشرية الإقدام عليها، وقال إن أدوات القياس الحالية ليست حساسة بما فيه الكفاية.
يعني ببساطة، الحل العلمي موجود لكن المشكلة في الإمكانيات والموارد اللازمة.
إحساس الحيوانات والطيور بالزلزال
فيديوهات انتشرت على السوشيال ميديا لطيور وحيوانات حسوا بالزلزال والتغير الجيولوجي اللي بيحصل للأرض قبل حدوث الزلزال بدقايق، من حركة غريبة للطيور في وقت متأخر من الليل، لصور لقطط وكلاب بيظهر عليهم علامات الفزع الشديد، وده فتح مناقشة عن إحساس الحيوانات والطيور بالزلازل والكوارث قبل الإنسان.
شاهد ردة فعل كلب في أحد منازل إزمير قبل وقوع الزلزال بلحظات.
Posted by Rabih Etri on Monday, November 2, 2020
رغم شهادات كتير عن ملاحظة اتباع الحيوانات سلوك غريب قبل الزلازل والهزات الأرضية، فالعلم لا يزال يرفض الفرضية اللي بتقول إمكانية تنبؤ المخلوقات دي بالكوارث الطبيعية، لكن بعض الباحثين فسروا الأمر بإن التركيب الجيني الحالي لمجموعة واسعة من الفقاريات، يسمح بالإبلاغ عن سلوكيات “الإنذار المبكر” لأنواع أخرى من الأحداث، ومن الممكن إن بعض الحيوانات تحاكي السلوك ده، وتحوله لـ “استجابة هروب زلزالي”.
العلماء لسه قدامهم محاولات كتير من البحث في الظاهرة دي لتأكيد إمكانية استخدام سلوك الحيوان كأحد أدوات التنبؤ بالزلازل القوية، وشرح العالم الجيولوجي الأميركي جوزيف ل. كيرشفينك، الظاهرة دي في دراسة علمية نشرت في سنة 2000، قال إن كتير من الحيوانات ممكن تشعر بموجة (بي) ودي واحدة من النوعين الرئيسيين لموجات الجسم المرنة، بتسمى “الموجات الزلزالية” في علم الزلازل، وبتنتقل موجات بي أسرع من الموجات الزلزالية الأخرى، وبالتالي فهي أول إشارة من الزلزال بتصل لأي موقع متأثر أو لجهاز قياس الزلازل.