مولاي، وماشي في نور الله، ويا بارئ الكون كلها ابتهالات وتواشيح دينية مرتبطة برمضان في ذاكرتنا كلنا، ولما بنسمع أصوات الشيوخ والمُنشدين العمالقة زي النقشبندي ونصر الدين طوبار بنحس بفرحة الشهر الكريم وبتدخل على قلوبنا السكينة والراحة والسلام النفسي. التواشيح والابتهالات ببساطة هي عبارة عن فنون دينية بتتناول مواضيع روحانية زي العشق الإلهي، أو مدح الرسول «صلي الله عليه وسلم»، أو الوحدانية والملكوت الأعلي، وغيرها.
وعلى الرغم من أن نشأة الابتهالات والتواشيح الدينية مش معروفة على وجه الدقة، إلا إنها فن مصري أصيل وبيرجعها بعض علماء التاريخ لعهد الفراعنة، وعلماء آخرين للعصر الفاطمي، وده لوجود النصوص والتراتيل الدينية على جدران المعابد والأهرامات وتوابيت الموتى اللي بتصور احتفالات الألهة والمنُشدين وقتها. وبالنسبة لعهد الفاطميين فالفن ده، بالإضافة لفنون تانية كتيرة، لقى ازدهار كبير، وانتشر انتشار واسع وده لاهتمامهم الشديد بالاحتفالات الدينية وحرصهم على إضافة نوع من القداسة الدينية على منصب الخليفة.
وعلى مر السنين قام المشايخ والمُبتهلين بتطوير وتجديد فن التواشيح والإنشاد الديني لحد مما بقى أغني أنواع الأداء الموسيقي سواء في المقامات أو في أسلوب الأداء، واتعلم منهم فنانين كتير على رأسهم أم كلثوم. وللأسف بعد فترة من التجديد والإزدهار في الخمسينيات والستينيات، مرت التواشيح الدينية بمرحلة من الركود والتجديد البسيط لحد ما دخلت موجة جديدة من التطوير في عصرنا الحالي.
تطور الابتهالات أخد منحى مُختلف في السنين اللي فاتت، فبنلاقي النوع ده من الأداء الصوتي بقى بيتم إدخاله مع أنواع موسيقية تانية حديثة زي شراكات الشيخ إيهاب يونس، المبتهل والمنشد الديني، مع فرق وموسيقيين مُختلفين دخلوا المزيكا الغربية زي الجاز مع ابتهالاته وأناشيده. والتطور ده لقى نجاح واسع ووصل ابتهالات وتواشيح الشيخ إيهاب للعالمية.
وشكل تاني من أشكال التطوير هو المبتهلين الشباب نفسهم زي عبدالرحمن محمد وزجزاج اللي بالإضافة لتجديدهم في موسيقى الإبتهالات الدينية، شكلهم ولبسهم بيختلف عن الزي التقليدي اللي إحنا متعودين عليه للمبتهلين. وقدروا يجذبوا شباب أكتر بفنهم، ويحققوا شراكات متنوعة مع فرق ومُطربين تانيين بيقدموا مزيكا مختلفة تماماً عن الابتهال الديني. وقدرت شراكاتهم دي تورينا جمال الفن ده وإضافته اللي بيقدمها لأي فن موسيقي آخر.