ازاى نقدر نساعد محارب السرطان وندعمه في رحلته الطويلة؟
مؤخرًا شوفنا فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لكوافير سوري وهو بيقص شعر بنت صغيرة مريضة بالسرطان وبعد ما قص شعرها كله، اتفاجيء بدموعها وهي بتقول على نفسها “أنا بشعة” ومش قادرة تبص على نفسها في المرايا، وفي لافتة إنسانية من الكوافير كان عايز يثبت ليها إنها مش وحشة ولا حاجة وإن ده أمر طبيعي وكل الناس ممكن تقص شعرها، فقص شعره قدامها كنوع من أنواع التضامن النفسي والمعنوي للطفلة دي، كانت لافتة وموقف إنساني يستحق إننا نتكلم عنه ونبرزه للناس وأكيد فرق كتير مع البنت .. ولإن رحلة محارب السرطان طويلة وصعبة، فدلوقتي احنا بنسأل ازاي نقدر نقدم الدعم ليه ونسانده نفسيًا علشان يقدر يكمل؟
أهم من العلاج والأدوية هي مرحلة الدعم النفسي، لإن لو مفيش إرادة ببساطة هيبقى العلاج مالوش أي لازمة، وخصوصًا في أول مرحلة وهي اللي بتبدأ بعد التشخيص وبيبقى اسمها “صدمة التشخيص” وبتعمل حالة مؤقتة من الإنكار عند المريض، وبتعتبر دي من أهم المراحل اللي لازم نقدم فيها الدعم النفسي لإن في ناس بترفض تتعالج وبتفضل مكملة في حالة الإنكار دي.. طب هنقدم الدعم ازاي؟
حاول تفكر المريض دايمًا بالحاجات الحلوة اللي كانت في حياته قبل ما يتعب، ده ممكن يديله طاقة، وأمل بيكون راح من عنده واترسخ مكانه فكرة إن مفيش أي حاجة حلوة تانية جاية.
ممكن تدعمه بإنك تخليه يقرأ كتير حتى عن مرضه علشان يفهمه ويعرف ازاي يتعامل معاه، ويمكن دي كانت مشكلتنا في تعاملنا مع بعض الأمراض وثقافتنا الغلط ناحيتها زيّ السرطان كده، الناس زمان كانت بتقول عليه “المرض الوحش” واترسخ في عقولنا إنه بُعبُع وكان ممنوع الناس تجيب سيرته في قاعدة زمان، علشان كده لما كان بييجي لحد بيحس إنه خلاص دي نهاية الحياة، ففكرة إننا نربي الوعي بالمرض بالقراءة، ويعرف إنه بقى من أكتر الأمراض انتشارًا في العالم وبقى زيّه زيّ أي مرض خطير، ده هيوفر على المريض كتير.
وجود الأهل والأصحاب والناس اللي بيحبوه حاجة مهمة جدًا، لإن المريض أو محارب السرطان في الفترة دي بيبقى محتاج يعبر عن مخاوفه وأحزانه واللي مش هيبقى صحي أبدًا لو كتمها، وكمان ممكن يتعرف على ناس عدت بنفس تجربته وقدرت بعزيمتها إنها تتغلب على المرض ويسمع قصصهم، ده هيفرق كتير معاه وهيقلل عنده إحساس إنه لوحده في الرحلة دي، وفعلًا بقى دلوقتي في حاجات اسمها “مجموعات دعم” بتقوم بالدور ده وبتدعم المريض وبتعرفه على مرضى ومحاربين زيّه.
المريض بيبقى محتاج وقت مختلف يقضيه بعيدًا عن الوقت اللي بياخد فيه العلاج والأدوية وبيعمل فيه الأشعة والتحاليل، بيبقى محتاج يعمل حاجة تخرجه من الجو ده، فممكن نوفر ليه أنشطة بسيطة أو نخليه يعمل حاجات هو كان بيحبها قبل كده بدل ما يقضي وقت فراغه في التفكير السلبي واللي ممكن يوديه لاكتئاب، فلازم تحاول تملى يومه بحاجات تساعده وفي نفس الوقت تفرحه.
احنا ماتخلقناش لوحدنا ومانعرفش نعيش لوحدنا، وفي أصعب الأوقات اللي زيّ دي مش هنعرف نعدي منها من غير ناس حولينا يقدموا لنا الدعم ويقولوا لينا إن كل حاجة هتبقى تمام.