إقليم كردستان والعراق: هل حان الوقت لإزالة الجليد بين أربيل وبقية أنحاء البلد؟
منذ السبعينيات هناك أزمة بين كردستان والعراق، وعززتها حرب الخليج الأولى والثانية، لذا، هناك معضلات بين الدولة والإقليم حُلت جزئيًا في 1970، ثم ظلت هناك حساسية شديدة بين أربيل وبغداد على مستوى الاقتصاد والسياسة وحتى لم تنل كردستان انفصالها إلى عن طريق الطرق العسكرية، ولكن يبدو أنها في مصير الزوال.
بداية النشأة
يعود إنشاء إقليم كردستان العراق إلى معاهدة الحكم الذاتي في مارس 1970 بعد الاتفاق بين الحكومة العراقية والمعارضة الكردية عقب سنوات من المعارك. ولقد دمرت المنطقة خلال الحرب بين إيران والعراق في عقد الثمانينيات، وكذلك خلال حملة الإبادة الجماعية (الأنفال) التي شنها الجيش العراقي على القرى الكردية، ولكن بعد انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 ضد نظام حكم “صدام حسين”، اضطر الكثير من الكرد إلى الفرار والنزوح من البلاد ليصبحوا لاجئين في المناطق الحدودية مع إيران وتركيا.
وفي عام 1991 أنشئت في الشمال منطقة حظر الطيران بعد حرب الخليج الثانية، مما شكل ملاذًا آمنًا سهل عودة اللاجئين الكرد، كما واصل الكرد فيما بعد محاربة القوات الحكومية، ولقد غادرت القوات العراقية منطقة كردستان في نهاية المطاف في 26 أكتوبر 1991، وغدت المنطقة مستقلة ذاتيًا بحكم الواقع، إلا أن أيًا من الحزبين الكرديين الرئيسيين لم یعلنا الاستقلال في ذلك الوقت، ولا تزال منطقة كردستان العراق تعد نفسها جزء من العراق.
تغيرات مفصلية
أدى غزو العراق في عام 2003 والتغيرات السياسية اللاحقة للتصديق على دستور جديد للعراق في عام 2005، من خلاله حدد الشكل الجديد لمنطقة كردستان العراق ككيان اتحادي ضمن العراق، وجعل اللغة العربية واللغة الكردية لغتان رسميتان مشتركة في العراق، وفي 2005 بدا أول رئيس مستقل “مسعود البرزاني” وتم إعادة انتخابه في 2009، ثم في 2019 تولى “نيجيرفان بارزاني” حكم الإقليم ويبدو أننا سنشهد علاقات جديدة بين بغداد وإربيل وهذا ما يثبته دخول الإقليم الجانب الاستثماري في منطاق وسط وجنوب العراق.
هل نشهد بداية جديدة؟
تسببت ارتفاع قيمة الضرائب والرسوم على المشاريع ودخول بعض الأحزاب دائرة المنافسة الاستثمارية في الإقليم، إلى جعل بعض المستثمرين الكرد إلى الدخول في الجانب الاستثماري في وسط العراق وجنوبها بعدد يبدو “100” ضئيلًا لكن بسبب ما ذكرناه أعلاه، في يبدو أن هذا مؤشر على إزالة هذا الجليد بين الإقليم وبغداد، خصوصًا مع نشاط بغداد الملحوظ في بناء مدن ذكية جديدة وناطحات سحاب، وبالتبعية يطرح هذا تساؤلًا حول إذا سنشاهد العراق كاملًا دون إقليم مستقل قريبًا؟
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: رصاصة أنعشت مسيرته: ماذا بعد عودة ترامب للبيت الأبيض؟