إزاي تسامحنا مع عمرو وردة كان لاعتذار كاذب!
من 2013 ولاعب الكورة عمرو وردة اللي بيلعب مع المنتخب المصري ونادي فولوس اليوناني، وبيتم اتهامه بالتحرش من كذا جهة، منها اللي كانت في تونس، ومنها اللي كانت في اليونان، ومنها اللي كانت في البرتغال، ومنها اللي كانت على مواقع التواصل الاجتماعي، والأخيرة دي كان في منها كذا حادثة.
ففي 2019 انتشر فيديو تحرش جنسي ليه، واتوقف من اتحاد الكرة المصري وقرروا استبعاده ولكن بعدها قرروا يرجعوه، وبعديها تاني تم الإعلان عن حادثة جديدة استخدم فيها خاصية الرسائل وبعت حاجات غير لائقة على موقع انستجرام، والاتحاد المصري قرر يستبعده تاني ولكن بعد تصدي زملائه من اللاعبين في المنتخب اللي شعبيتهم كبيرة زيّ محمد صلاح والمحمدي، واللي قالوا إن كلنا بنغلط ولازم ندي فرص تانية ونعلم الصح من الغلط، وقدم وقتها عمرو وردة اعتذار كبير، واللي بعدها خلى الاتحاد يقرر رجوعه تاني في صفوف المنتخب.
ومؤخرًا ظهر عمرو وردة في برنامج “اللعيب” مع مهيب عبد الهادي اللي وجهله انتقاد إنه متناقض في كلامه لما اللاعب صرح إنه زعلان علشان الناس بتصدق اللي بيتقال عليه، ولكن بعديها قال إن الكل وقف معاه ودافع عنه، وكان بيتكلم بجرأة وبيأكد إنه من أرجل اللاعبين في الملعب وإنه “بيموت نفسه على الكرة”، وكمان زود وقال إنه اعتذر وقتها علشان يرجع يلعب في صفوف المنتخب بس ولكنه مش غلطان.. وده اللي أثار جدل وضجة، فالردود كانت إن لحد إمتى هنفضل ندافع عن المتحرشين، وإن إزاي لحد دلوقتي ماتحاسبش قانونيًا على كل المواقف الدولية دي واللي أكيد إن مش كلها كدب.
وده اللي محيرنا كلنا ومخلينا مش عارفين نغضب حتى من كتر علامات الاستفهام والتعجب، إن لإمتى هنسامح المتحرش علشان “معلش راجل كبير”، أو “معلش ده مستقبله لسه قدامه”، أو “معلش ده رب أسرة مانفضحهوش”، وأنهي فئة عمرية المفروض نبتدي نحاسب فيها المتحرش؟ لإن زيّ ما شوفنا لما ادينا للمتحرش فرصة وسامحناه لإنه “ده اعتذر وغلبان والمسامح كريم” رجع وقال واللي فهمناه من كلامه إنه مش مؤمن باعتذاره وإن أسفه مايعنيش حاجة، وإن الهدف من الاعتذار كان حاجة تانية خالص غير القضية الأساسية.
إمتى هناخد ضحايا التحرش على محمل الجد؟ وإمتى هنفهم مدى الصدمة والأذى اللي الأفعال دي بتسببها للضحايا! وإنها مابتكونش “مجرد وقت وأكيد هينسوا الموضوع”، لإنه لأ، هي مش مجرد فترة، ولا البنات مش بتبقى مبسوطة وهما بيتم التحرش بيهم، ولا البنات مابتطلبش ده، ولأ يعني لأ. وكفاية يعني كفاية.
وده بيخلينا نكمل تساؤل في إمتى عمرو وردة هيتحاسب على أفعاله؟ وإمتى هنبتدي نفهم إننا لما نتهاون مع المتحرش، فده بيديله ثقة في نفسه أكتر وبيشجعه إنه يزود محاولاته لإنه أكيد بيفكر “عدوها مرة، فأكيد التانية هتعدي”، والمشكلة الأكبر هنا مع وردة إنها مش المرة الأولى ولا حتى التانية، ولكن ده عدد كبير من دول مختلفة بطرق مختلفة.. فيا ترى هيكون في رد فعل جاد من المسئولين على كلامه اللي هان فيه الناس اللي سامحته ودافعت عنه وهان فيه ضحاياه؟