أنا نصحتك وأنت براحتك: دراما رمضان تستمر في تقديم قاموس “لغة التكاتك”
يبدو أن لغة الحوار في المسلسلات ستظل محل جدال هذا العام، فبعد جدل العامية في الحشاشين رأينا حالة أخرى من اللغة قدمتها لنا بعض المسلسلات الرمضانية وعلى رأسهم “المعلم” و”حق عرب”، حالة معتمدة كل الاعتماد على السجع والقافية والأمثال والحكم الشعبية لدرجة تجعلك تنسى في الأساس مضمون وشكل الحوار والهدف منه “هو منين بيودي على فين”.
“سميها زى ما تسميها، العين اللى هتترفع في أبويا هعميها”، “لو سويت الروس يبقى استحمل يا ننوس”، “زفارة الكلام ما نحبهاش كفاية زفارة السمك” “شاورولي على المفيد وأنا استفيد” مجموعة من الجمل قيلت على لسان أبطال “المعلم”، و”حق عرب” فنجد أن أحمد العوضي المعروف بلزماته الكلامية خرج لنا أيضًا ببعض الحكم ” خير تعمل عرب تلقى”، “هنفضل أبطالها لحد ما نبطلها ” ، “اللي قلبه حلو ما يبصش هو رايح فين”.
القضية لم تكن وليدة الموسم بل بدأت الظاهرة منذ سنوات وكان أشهرهم “بابا المجال” عندما قدم حالة غريبة فالسجع لم يكن في جملة أو جملتين بل كان في الحوار بأكمله لتجد نفسك لوهلة أمام شخصيات كرتونية أو عمل مدبلج “مفيش مقارنة في كارنا” “الحساب متسجل بس متأجل”، ومسلسل “ملوك الجدعنة” كان على نفس المنوال، وأحيانًا تتفاجيء بمن يرمي لك جملة تسبب شلل لذهنك وتسأل “فيما كان يفكر كاتب العمل أثناء كتابتها؟” مثل الجملة الشهيرة في نسل الأغراب “كتع كسح كسل”.
لتصبح تيمة مع الشخصيات الشعبية، ولكن تكمن الأزمة الأكبر أنك بعد انتهاء الحلقة لن تتذكرها بسبب حفلة الأمثال، ولأن البشر لا يتحدثون في الطبيعي بهذا الكم من الحكم والسجع وتصل لدرجة أنك تصبح متأهب ومستعد للمثل القادم، فهل يعتبر الاتجاه الجديد لبعض الكتاب اتجاه له قيمة يضيف للعمل أم مجرد نوع من أنواع الدعايا للتحول فيما بعد لكوميكس على السوشيال ميديا؟ أم استسهال نصي؟ فبعد أن أصبحنا نندب على اللغة الحالية ونفتقد عصر “بنسوار يا هانم”، أصبح أقصى طموحنا الآن أن نعود للغة العادية التي نرددها في حياتنا اليومية ونرتقي من قاموس لغة التكاتك، فحكم التكاتك مكانها ظهر التكاتك وليس السيناريو.