مَن هو أحمد الشرع؟: من العدو الأول لنظام الأسد إلى رئيس سوريا
عُيّن عضو تنظيم القاعدة السابق، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم “أبو محمد الجولاني”، رئيساً لسوريا لفترة انتقالية.
وقبل سنوات، كان اسم أحمد الشرع مرادفًا للمطاردة والمواجهة مع نظام الأسد، وكان يُنظر إليه باعتباره أحد أخطر خصوم دمشق.
أحمد الشرع، بات اليوم على رأس المشهد السياسي السوري، بعد أن أطاح بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، ممثلًا للبلاد في المحافل الدولية، وممسكًا بزمام الأمور بقرارات غيّرت معالم الدولة.
بتعيينه رئيسًا للمرحلة الانتقالية، يخول للرئيس أحمد الشرع تشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية، يتولى مهامه لحين وضع دستور دائم ودخوله حيز التنفيذ.
وأعلن المتحدث باسم قيادة العمليات العسكرية السورية، حسن عبدالغني، تعليق دستور البلاد، وحل برلمان البلاد، وحل جيش النظام السابق وحزب البعث التابع له.
كيف تحوّل أحمد الشرع من العدو الأول لنظام الأسد إلى قائد سوريا في مرحلتها الجديدة؟ وما الذي نعرفه حقًا عن الرجل الذي أصبح الرقم الأصعب في مستقبل البلاد؟
لا تفوّت قراءة: هل تسعى إسرائيل لتوسيع سيطرتها الإقليمية على حساب سوريا؟
خطاب النصر لأحمد الشرع: سوريا تشرق من جديد
خلال مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية، ألقى أحمد الشرع خطابًا استعرض فيه رحلة سوريا من المعاناة إلى التحرير، متحدثًا عن التضحيات الجسيمة التي سبقت لحظة الانتصار.
ذكرى الألم والمعاناة
“قبل بضعة أشهر، بدت لي دمشق كالأم المفجوعة، ترمق أبناءها بنظرة المستغيث، تشكو جراحها وذلها، وتنزف دمًا وكأنها تهمس لنا: أدركوا أمتكم قبل أن يلحق بكم عار الأمم!”
بهذه الكلمات استهل الشرع خطابه، مستحضرًا صورة سوريا التي أنهكها الظلم والاستبداد.
الشام.. أمانة التاريخ
وتابع قائلًا: “فالشام خيرة الله من أرضه، وأمانة أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد”.
ومع تنهيدة تحمل أوجاع السنوات العجاف، أضاف: “آه يا شام، كم كان يؤلمنا أنينك، وكم كان يدمي قلوبنا صمت العالم على عذاباتك! فهل هناك ذلٌّ أعظم من أن تحكمك يد الإجرام، فتُهدم بيوتك، ويُعذَّب أبناؤك في سجون الظلام، ويُسحق أحرارك تحت مكابس الحديد، ثم تُحرق جثامينهم بالأسيد؟”
اللحظة الفاصلة: الثورة والتحرير
لكن، كما أكد الشرع، لم يكن للصمت أن يدوم، ولم يكن للظلم أن يستمر.
وقال أحمد الشرع “ناديناها بصدق: قفي وانهضي! عقدنا العزم، نظمنا الصفوف، وتهيأت القوات، وحددنا الهدف. لم يكن أمامنا خيار سوى النصر أو الفناء. ومن قلب الألم، أشرقت شمس الثورة، فانكسرت القيود، وتحرر المعذبون، واستعاد الشام كرامته”.
سوريا تفتح صفحة جديدة
وفي ختام خطابه، شدد الشرع على أن هذه اللحظة ليست نهاية الرحلة، بل بداية عهد جديد.
وأوضح الشرع “اليوم، نفضنا عن كاهل سوريا غبار الذل والهوان، وأعدنا لها مجدها المسلوب. من هنا، تبدأ مهمتنا الكبرى: بناء وطن يليق بتضحيات الأحرار، وطن الحرية والعدالة والكرامة”.
لا تفوّت قراءة: من هي هيئة تحرير الشام؟ قصة أبو محمد الجولاني وأثره في الصراع السوري
أحمد الشرع.. من جذور منفية إلى رأس السلطة في سوريا
لم تكن رحلة أحمد الشرع نحو السلطة عادية، بل كانت محفوفة بالمآسي والاضطهاد منذ البدايات.
وفقًا لصحيفة التايمز البريطانية، فقد أجبر والد الشرع على مغادرة منزل العائلة في هضبة الجولان قبل ولادته، وذلك بعد استيلاء إسرائيل على المنطقة خلال حرب 1967، ليجد نفسه في المنفى القسري بعيدًا عن أرضه.
حياة بين الترحال والقمع
لم تكن علاقة العائلة بالنظام في دمشق مستقرة، مما دفعها إلى الرحيل إلى السعودية، حيث وُلد أحمد عام 1982.
ولكن بعد سنوات من العمل في الخارج، عادت العائلة إلى حي المزة في دمشق، لتبدأ حياة جديدة من خلال متجر صغير ووكالة عقارية.
إلا أن هذه الطموحات لم تدم طويلًا، فقد صادر النظام المتجر وأغلق الوكالة، ليؤكد للعائلة أن لا مكان لها في ظل حكم الأسد.
تأثير والده في تكوينه
أما عن والده، فقد كان مهندس نفط متدينًا، وكان معروفًا بين رواد المسجد الأموي بدمشق.
وهذه الخلفية الدينية والاضطهاد السياسي الذي عايشته العائلة ترك أثرًا عميقًا في شخصية أحمد الشرع، وهو ما أكده بنفسه في أحدث مقابلاته الصحفية، حيث تحدث عن طفولته المشحونة بالصراعات، وكيف شكّلت هذه الظروف وعيه السياسي ومسيرته اللاحقة.
من المنفى إلى القصر الرئاسي
تلك الرحلة من المنفى القسري إلى القيادة السياسية ليست مجرد قصة شخصية، بل تعكس التحولات الكبرى التي شهدتها سوريا، حيث أصبح أحمد الشرع اليوم الرجل الذي يحمل على عاتقه مستقبل البلاد، بعدما كان وعائلته ضحية لنظامها.
لا تفوّت قراءة: الثروات الطبيعية والموارد في سوريا: من يسيطر على مليارات الدولارات المدفونة في باطن الأرض؟
سر لقب “الجولاني”.. أحمد الشرع يكشف الحقيقة لأول مرة
في مقابلة غير مسبوقة، كشف أحمد الشرع أن اسمه الحقيقي هو أحمد حسين الشرع، واضعًا حدًا للتكهنات حول هويته.
أما عن لقبه الشهير “الجولاني”، فقد أوضح أنه إشارة إلى جذوره في مرتفعات الجولان، التي اضطرت عائلته لمغادرتها قسرًا بعد احتلال إسرائيل للمنطقة عام 1967.
هذا اللقب لم يكن مجرد اسم حركي، بل كان رمزًا للهوية والانتماء، حيث حمله الشرع ليؤكد على ارتباطه بأرض أُجبر أهله على مغادرتها.
واليوم، وبعد وصوله إلى سدة الحكم، يبقى اسم “الجولاني” شاهدًا على المسيرة التي خاضها، من المنفى والتشريد إلى قيادة سوريا في مرحلة مفصلية من تاريخها.
الانتفاضة الفلسطينية.. الشرارة التي دفعت أحمد الشرع إلى القتال
لطالما كانت القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا في الوعي العربي، لكنها بالنسبة لأحمد الشرع كانت أكثر من مجرد قضية، بل كانت الدافع الرئيسي لمسيرته.
وفي تصريحات أدلى بها عام 2021، كشف رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي اندلعت عام 2000 واستمرت نحو خمس سنوات، كانت النقطة الفاصلة التي دفعته إلى الانخراط في القتال.
لم تكن الانتفاضة مجرد حدث عابر في نظره، بل أيقظت لديه حسّ المواجهة ضد الاحتلال والأنظمة الداعمة له.
ومع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وجد الشرع نفسه مدفوعًا نحو الجهاد المسلح في العراق، حيث بدأ مسيرته ضمن الجماعات التي قاتلت القوات الأمريكية وحلفاءها في المنطقة.
من العراق إلى سوريا.. تحولات كبرى
تلك البداية شكلت أساسًا لمسيرته السياسية والعسكرية، إذ انتقل من محاربة القوات الأمريكية في العراق إلى قيادة الفصائل المسلحة في سوريا، ومن ثم إلى رأس السلطة في البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
واليوم، يواصل الشرع لعب دور محوري في رسم مستقبل سوريا، مستندًا إلى التجربة التي بدأها قبل أكثر من عقدين، عندما أشعلت الانتفاضة الفلسطينية شرارة تحوله الكبير.
لا تفوّت قراءة: أين يختبئ ماهر الأسد “الرجل الثاني في سوريا”؟: من قائد في الظل إلى شبح مطارد دوليا
أحمد الشرع.. من صفوف القاعدة إلى قيادة “هيئة تحرير الشام”
لم يكن ظهور أحمد الشرع في المشهد السوري مجرد محطة عابرة، بل كان نقطة تحوّل رئيسية في مسيرته، خصوصًا عندما قرر الانشقاق عن تنظيم القاعدة عام 2016.
وفي خطوة جريئة، أعلن عن تأسيس “جبهة فتح الشام”، التي تحولت لاحقًا إلى “هيئة تحرير الشام”، مؤكدًا أنها كيان مستقل لا يتبع أي جهة خارجية، وأن هدفه الأساسي محاربة النظام السوري بالتعاون مع الفصائل المحلية.
الانفصال عن القاعدة.. خطوة استراتيجية أم ضرورة سياسية؟
وفي ذلك الوقت، كان ارتباط الفصائل الجهادية بتنظيم القاعدة يشكل عقبة أمام كسب الدعم المحلي والإقليمي، لا سيما في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على الجماعات المصنفة كإرهابية.
إدراكًا لهذه التحديات، أعلن الشرع أن الكيان الجديد منفصل تمامًا عن أي أجندات دولية، مركّزًا على الداخل السوري فقط.
تحولات كبرى في المشهد السوري
وهذا القرار لم يكن مجرد انشقاق تنظيمي، بل أعاد رسم خريطة القوى في سوريا، حيث أصبحت “هيئة تحرير الشام” اللاعب الأبرز في مناطق الشمال السوري.
واليوم، وبعد قيادته للهجوم الذي أسقط نظام الأسد، يقف الشرع على رأس السلطة في سوريا، في تحول لم يكن أحد يتوقعه قبل سنوات قليلة.
لا تفوّت قراءة: كواليس مثيرة تذاع لأول مرة: كيف هرب بشار الأسد من سوريا في 8 ديسمبر؟
أحمد الشرع.. رجل الغموض والانطواء قبل أن يصبح زعيمًا
كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية، استنادًا إلى شهادات أشخاص تعاملوا مع أحمد الشرع في فترات مختلفة من حياته، عن ملامح شخصية هادئة، خجولة، وغامضة، قبل أن يصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في المشهد السوري.
هادئ وانطوائي.. الشاب الذي لم يكن يبتسم
وفقًا لسكان منطقته، كان الشرع في شبابه شخصًا انطوائيًا ونادرًا ما تظهر عليه علامات الفرح، بل كان أقرب إلى العزلة، وكأنه يحمل همومًا أكبر من سنّه.
رجل أعمال عرفه عن قرب وصفه قائلاً: “كان يبدو عليه الحزن الدائم، وكأنه غاضب من العالم بأسره.”
اختفى فجأة.. وظهر على شاشة التلفاز قائدًا عسكريًا
وحتى في أبسط المواقف، مثل زيارته لصالون الحلاقة، كان أحمد الشرع يحتفظ بطبيعته الخجولة والمتحفظة.
أحد الحلاقين الذين تعاملوا معه، ورفض ذكر اسمه، روى كيف كان الشرع زبونًا هادئًا لا يتحدث كثيرًا، قائلاً: “آخر مرة رأيته كانت قبل 15 سنة، كان خجولًا ومهذبًا جدًا. ثم اختفى فجأة، وصُدمنا عندما رأيناه بعد سنوات على شاشة التلفاز باسم أبو محمد الجولاني!”
من العزلة إلى مركز السلطة
رحلة الشرع من الشاب الغامض والمنطوي إلى قائد سوريا في المرحلة الانتقالية تعكس تحولات دراماتيكية في شخصيته ومسيرته.
هل كان هذا التحول نتيجة تجاربه القاسية، أم أن شخصيته الغامضة كانت تخفي دومًا طموحًا أكبر مما توقعه من حوله؟
لا تفوّت قراءة: ما هي التعديلات في المناهج الدراسية التي أثارت الجدل في سوريا؟
الطبق المفضل لأحمد الشرع.. إجابة غير متوقعة!
في لقاء حديث، كشف أحمد الشرع عن أمر قد يبدو بسيطًا لكنه يحمل دلالات عميقة عن طبيعة حياته الصعبة.
وعند سؤاله عن طبقه المفضل، لم يأتِ جوابه كما هو متوقع، بل أكد أن حياته لم تكن ترفيهية ولم تكن جميع أنواع الطعام والشراب متوفرة له.
“اعتدت أن آكل أي شيء متاح”
وأوضح الشرع أنه لم يعتد على رفاهية اختيار طعامه، بل كان يأكل ما هو متاح أمامه.
وأضاف أنه خلال سنوات الحرب، كان غالبًا ما يحل ضيفًا على أهالي المناطق السورية الذين استضافوه، متناولًا طعامهم البسيط والمُعد بموارد شحيحة.
إجابته هذه لم تكن مجرد رد عابر، بل تعكس حياة رجل عاش في ظل تقلبات الحرب، بعيدًا عن الترف، وقريبًا من البسطاء الذين احتضنوه.
لا تفوّت قراءة: بعد هروب بشار الأسد: من هم وزراء الحكومة السورية المؤقتة؟
غلطة في تاريخ ميلاده.. أحمد الشرع يكشف قصة طريفة
كشف أحمد الشرع في أحد تصريحاته عن قصة طريفة تتعلق بتاريخ ميلاده.
وأوضح أن تاريخ ميلاده الحقيقي هو 29 أكتوبر، ولكن بسبب خطأ في السمع من موظف السجلات، جرى تسجيله بالخطأ في 29 يوليو.
تاريخ خاطئ في السجلات الرسمية
الغريب في الأمر أن هذا الخطأ لم يجرى تصحيحه على مر السنين، ليظل التاريخ المدون في السجلات الرسمية خاطئًا منذ ولادته وحتى اليوم.
لا تفوّت قراءة: إسرائيل تطلب رفات إيلي كوهين: الجاسوس الذي خدع العالم وكاد أن يصبح رئيس وزراء سوريا
من هي زوجة أحمد الشرع؟ لطيفة الشرع تكشف الحجاب عن تفاصيل جديدة
لطيفة الشرع.. زوجة أحمد الشرع الوحيدة
مع تولي أحمد الشرع زمام الأمور في سوريا وظهوره في الساحة السياسية بشكل بارز، انتشرت شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول حياته الشخصية.
ومن بين هذه الشائعات زواجه بأكثر من سيدة. ولكن في خطوة غير متوقعة، قرر أحمد الشرع أن يكشف عن حقيقة هذه الشائعات.
وقدم الشرع زوجته لطيفة أثناء لقائه بوفد نسائي من الجالية السورية في الولايات المتحدة.
خلال اللقاء، قال أحمد الشرع مازحًا: “هذه زوجتي الوحيدة، وما يُقال عبر مواقع التواصل عن زواجي بأكثر من سيدة مجرد شائعات”.
لا تفوّت قراءة: سجن صيدنايا في سوريا يطوي صفحة من الرعب: نهاية المسلخة البشرية
نبذة عن لطيفة الشرع
أما عن لطيفة الشرع، فقد أشار الدكتور عبد الحفيظ شرف، عضو التحالف السوري الأمريكي من أجل السلام والازدهار، إلى أنها شابة سورية محجبة، غير منقبة، وتلبس اللباس السوري الطبيعي للسيدات المحجبات في سوريا.
حضـور لطيفة، وفقًا لتصريحات شرف، أثار فضول العديد من الحضور، خاصة مع ابتسامتها الهادئة التي أضفت على اللقاء جوًا من الود والاطمئنان.
وبهذا الإعلان، أحمد الشرع قد غلق الباب أمام الشائعات، مقدماً للعالم صورة عن حياته الشخصية وحياة زوجته بكل شفافية.