أمح الدولي: هل الطقطقة آمنة لمرضى متلازمة داون؟ مخاطر يجب أن تعرفها

بين الجدل والحذر، يثير علاج الطقطقة أو ما يُعرف بـ”سمكرة البني آدمين” تساؤلات واسعة في الأوساط الطبية والاجتماعية.

من مشجع النادي الأهلي “أمح الدولي” الذي ظهر في فيديو مثير خلال جلسة العلاج بالطقطقة، إلى المطربة “ساندي” التي تعرضت لتجربة العلاج بالطب البديل “كايروبراكتيك”، وكادت تصاب بالشلل، تتزايد المخاوف حول مخاطر هذه الممارسات.

لكن، وسط هذا الجدل، ماذا يقول العلم؟ وكيف يفرّق الأطباء بين العلاج الطبيعي المُعتمد والطرق البديلة التي تفتقر إلى الأمان؟ الإجابات قد تكون الفارق بين الصحة والكارثة!

العلاج بالطقطقة: ماذا نعرف عن حالة أمح الدولي؟

تعرض مشجع الأهلي أمح الدولي إلى السقوط على ظهره، ما أسفر عن كسر بنسبة 20% في الفقرتين الـ11 والـ12.

وتوجه أمح لدكتور علاج طبيعي الذي اعتمد على طريقة الطرقعة، ما أصبح غير قادر على الوقوف أو الحركة، مما استدعي الأمر للتوجه إلى دكتور مخ وأعصاب.

وانتشرت مقاطع فيديو لـ أمح الدولي وهو يخضع للعلاج بتقنية تعتمد على الضغط على العمود الفقري تعرف بعلاج الكيروبراكتك.

الطبيب المعالج لأمح الدولي غير مٌختص!

قال الدكتور سامي سعد، النقيب العام للعلاج الطبيعي، إن الطبيب الذي عالج أمح الدولي ليس مختصا في العلاج الطبيعي، ولا يمتلك التصاريح اللازمة لاستخدام هذه الأنواع من العلاجات.

وأضاف الدكتور سعد أن هذا التصرف يعرض الطبيب للسجن بسبب الطريقة العلاجية وبسبب تصوير المريض أثناء العلاج.

وأوضح أن هذا الطبيب ينتمي إلى نقابة الأطباء وليس نقابة العلاج الطبيعي وتصوير المريض أثناء الجلسة لا يجوز قانونيا، ويعد اعتداء علي حق المريض.

لماذا لا تناسب حالة أمح الدولي علاج الطقطقة؟

لا يناسب علاج “الطقطقة” أو ما يعرف بـ “Chiropractic Therapy” حالة أمح المصاب بمتلازمة داون (Down syndrome)، وذلك لعدة أسباب علمية طبية هامة.

“علاج الكيروبراكتك” يعتمد على الضغط أو الترقعة على العمود الفقري وهو أسلوب غير متوافق مع المعايير العلاجية المعتمدة.

إلا أنها تكون خطيرة للغاية على المرضى الذين يعانون من مشاكل هيكلية أو مفصلية، التي تسبب مخاطر صحية جسيمة على حياة المريض

متلازمة داون هي حالة وراثية ناتجة عن وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21، مما يؤدي إلى تأخر في النمو العقلي والجسدي للأفراد المصابين.

في هذا السياق، يعتبر العلاج بالتقويم العصبي أو تقويم العمود الفقري نوعًا من الطب البديل الذي يركز على تشخيص وعلاج الاضطرابات الميكانيكية للجهاز العضلي الهيكلي، ولا سيما العمود الفقري.

ولكن، بالنسبة للأفراد المصابين بمتلازمة داون، قد يشكل هذا النوع من العلاج خطرًا كبيرًا نظرًا لوجود بعض التغيرات الهيكلية والعضلية التي قد تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابات أثناء التقويم أو العلاج اليدوي القاسي.

هذا التداخل قد يتسبب في أضرار صحية خطيرة، خصوصًا أن العمود الفقري لدى المصابين بمتلازمة داون قد يواجه تحديات خاصة مثل ضعف التماسك العضلي أو بعض التشوهات في تركيب الفقرات.

لذلك، ينصح دائمًا بتوخي الحذر والبحث عن أساليب علاجية أكثر أمانًا وملاءمة لحالات مشابهة.

لا تفوّت قراءة: فيروسات ناشئة تهدد صحتنا في 2025: هل يتحول فيروس “الميتانيمو” (HMPV) إلى جائحة؟

الطقطقة: ماذا نعرف عن العلاج بالتقويم العصبي؟

يعتمد المعالجون بتقويم العمود الفقري بشكل رئيسي على التلاعب اليدوي أو التعديلات لتحسين محاذاة العمود الفقري وتخفيف الألم، خاصة في مناطق الظهر والرقبة والمفاصل.

ولكن، وفقًا للدكتور “م.م” أخصائي العلاج الطبيعي بمستشفى أم المصريين، يحظر تمامًا تطبيق هذا النوع من العلاج على الأفراد المصابين بمتلازمة داون بعد مرحلة الطفولة.

تقويم الأعصاب: متلازمة داون وأثر العلاج غير المعتمد على صحة البالغين

وأوضح الدكتور “م.م” أن العلاج بالتقويم العصبي قد يشكل خطرًا كبيرًا للأشخاص البالغين المصابين بمتلازمة داون، بسبب ما يحدث من تغيرات هيكلية في فقرات العمود الفقري.

عند البالغين المصابين بمتلازمة داون، تصبح الفقرات العنقية في حالة من “اللا استقرار” (Instability) والضعف العضلي (Hypotonia)، مما يزيد من مخاطر الإصابات عند تطبيق العلاج بالتقويم العصبي.

وقد لاحظنا، منذ أيام معدودات، انتشار فيديوهات لطبيب “أ.أ”، يروج لنفسه كـ”معالج لأمراض العصر”، حيث استخدم أساليب غير معتمدة لعلاج المشجع أمح الدولي.

حالة أمح الدولي، تذكرنا بالطبيب الذي أطلق على نفسه “سمكري البني آدمين”.

سمكري البني آدمين: الفنانة ساندي أبرز الضحايا

منذ أربع سنوات، أثار شخص يدعى “سمكري البني آدمين” جدلاً واسعًا، بعدما اشتهر بتقديمه تقنيات غير تقليدية لعلاج مشاكل العمود الفقري، وكان يتوافد عليه العديد من الفنانين بحثًا عن الراحة والعلاج.

لكن نقابة العلاج الطبيعي نفت تمامًا مسؤوليتها عن ممارساته، مؤكدة على أن هذا النوع من العلاج لا يجرى تحت إشراف مختصين معتمدين.

وفي خطوة لاحقة، تمكنت الأجهزة الأمنية في القاهرة من القبض عليه بعد صدور حكم بحبسه خمس سنوات بتهمة انتحال صفة معالج طبيعي وتزوير بطاقة الرقم القومي.

اتهمت المطربة “ساندي” “سمكري البني آدمين” بالاحتيال بعد أن كادت تسبب تقنياته في إصابتها بشلل رباعي بسبب احتكاك الغضروف بالنخاع الشوكي.

تؤكد الحوادث أهمية التوعية بأن العلاج يتطلب مختصين معتمدين وتقييم دقيق للحالة قبل تطبيقه على أي شخص.

مثل هذه الأساليب قد تحمل مخاطر صحية جسيمة إذا لم تجرى تحت إشراف محترف.

متى يلجأ المريض إلى العلاج للطقطقة؟

قالت الدكتورة سمر عبدالرحيم إن الطقطقة قد تفيد بعض المرضى، ولكن ليس جميع أطباء العلاج الطبيعي ملمين بها.

وأكدت اختصاصية العلاج الطبيعي في مستشفى القصر العيني، على ضرورة أن يكون الطبيب مؤهلًا بشكل كافٍ لاستخدام التقنية بأمان.

وأوضحت الدكتورة سمر أن الطقطقة لا تناسب جميع المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من خشونة أو هشاشة عالية في المفاصل.

قد يسبب استخدام الطقطقة في هذه الحالات كسورًا أو ضغطًا على الأعصاب والحبل الشوكي، مما يؤدي لشلل رباعي أو نصفي.

وأكدت الدكتورة سمر أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الغضاريف يجب أن يتجنبوا علاج الطقطقة.

وأشارت إلى أهمية أن يكون المريض على وعي كامل بكفاءة الطبيب المتخصص ومدى تأهيله لاستخدام هذه التقنية العلاجية.

وأضافت أنه يجب ألا ينخدع المرضى بالفيديوهات التي تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي دون التحقق من مصداقيتها أو السلامة الطبية.

العلم يجيب: ما خطورة الطب البديل؟

يزداد الإقبال على الطب البديل رغم عدم وجود أبحاث علمية كافية تؤكد فعاليته وأمانه، مما يسبب مخاطر صحية.

العلاج البديل قد يتسبب في تفاعلات سلبية مع الأدوية التقليدية أو مشكلات صحية نتيجة لتقنيات غير مدروسة.

على سبيل المثال، “السمكرة” أو “الطقطقة” التي شاهدناها في حالة “أمح” و”ساندي” تسببت في أضرار جسيمة بسبب استخدامها بشكل خاطئ.

إضافة إلى ذلك، قد تؤدي العلاجات البديلة إلى تأخير التشخيص والعلاج الطبي التقليدي، مما يزيد تعقيد الحالة الصحية وتفاقمها.

لذلك، من الضروري التحقق من مصداقية العلاج البديل واستشارة مختصين معتمدين قبل اتخاذ أي خطوة لضمان السلامة والصحة.

لا تفوّت قراءة: أعراض اكتئاب الشتاء: كيف يمكن أن يؤثر الاضطراب العاطفي الموسمي على صحتك النفسية؟

تعليقات
Loading...