كارثة عيد الميلاد: من هو الطبيب السعودي منفذ عملية الدهس في ألمانيا؟
في مشهد أعاد للأذهان أحداثًا مأساوية هزت برلين قبل 8 سنوات، عاشت مدينة ماغديبورغ ليلة مروعة، فمن هو الطبيب السعودي منفذ عملية الدهس في ألمانيا؟
اقتحمت سيارة مسرعة يقودها طبيب سعودي سوقًا مزدحمًا بهدايا عيد الميلاد، لتتحول الاحتفالات إلى كارثة دموية.
الجريمة، التي وقعت في أحد أشهر معالم المدينة، تركت وراءها مشهدًا مأساويًا؛ 5 قتلى و200 جريح.
الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد هو الغموض الذي أحاط بمنفذ عملية الدهس في ألمانيا.
كشفت السلطات الألمانية في وقت قياسي عن هوية الجاني، لكن المفاجأة كانت أنه شخصية غير معروفة أمنيًا ولم يكن على قوائم المراقبة.
التساؤلات بدأت تتصاعد: كيف تمكّن من تنفيذ هذه العملية بمفرده؟ وما الأفكار التي دفعته لارتكاب هذه الجريمة البشعة في توقيت حساس؟
ما زاد الأمور إثارة هو تقارير تؤكد أن السعودية كانت قد حذّرت ألمانيا من هذا الشخص أكثر من مرة، دون أن تؤخذ التحذيرات بجدية كافية.
هل كانت هذه العملية نتيجة إهمال أمني؟ أم أن الجاني تمكّن من التسلل وسط ثغرات لم تُغلق بعد؟
في هذه القصة المثيرة، نكشف خبايا الواقعة، ونغوص في خلفية المنفذ وأفكاره التي حملته على ارتكاب جريمة هزّت أوروبا من جديد.
لا تفوت قراءة: ماذا يريد أردوغان بعد سقوط الأسد؟ خطط أنقرة للتوغل في سوريا
من هو منفذ عملية الدهس في ألمانيا: طبيب سعودي مُلحد ومُعادٍ للإسلام
في حادثة دهس مروعة بسوق عيد الميلاد بماغديبورغ، أعلنت السلطات الألمانية توقيف سعودي يدعى طالب العبد المحسن.
وصل المشتبه به إلى ألمانيا عام 2006 وعمل طبيبًا نفسيًا، وحصل على اللجوء السياسي بعد أن ألحد.
الادعاء العام وجه إليه 205 اتهامات بالشروع في القتل، لكن دوافع الحادث ما زالت غير واضحة.
القضية أثارت جدلاً واسعًا حول خلفية المنفذ المثيرة للجدل وأبعادها الدينية والأيديولوجية.
بدأت القصة بطلب لجوء قبل 18 عامًا، لكنها انتهت بمأساة هزت الرأي العام الألماني والعالمي.
الحادثة تسلط الضوء على تحديات الأجهزة الأمنية في التعامل مع قضايا التطرف ذات الطابع الديني والفكري.
من هو طالب العبد المحسن؟ وما العوامل التي دفعته لتنفيذ هذه الجريمة؟ وهل كان الدافع شخصيًا أم يرتبط بأبعاد فكرية معادية للمجتمع والدين؟
في ظل غياب الوضوح بشأن دوافعه، يبقى التحدي الأكبر هو فك شيفرة هذه الجريمة، وسط جدل أمني وسياسي حول كيفية تفادي تكرار هذه المآسي.
منفذ عملية الدهس في ألمانيا: ماذا يحمل في أفكاره؟
بينما تتكشف تفاصيل جديدة حول طالب العبد المحسن، منفذ حادثة الدهس في ماغديبورغ، يظهر أن أفكاره كانت تحمل خطرًا حقيقيًا.
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر وصفت المنفذ بأنه معادٍ للإسلام، مشيرة إلى تصريحاته الحادة ضد الدين على وسائل الإعلام.
في مقابلات سابقة، انتقد العبد المحسن السلطات الألمانية بشدة، متهماً إياها بالتساهل مع ما وصفه بـ”ظاهرة الإسلاموية”.
كما عبّر عن قلقه من “أسلمة” ألمانيا، مؤكدًا أن الحكومة الألمانية تتغاضى عن هذه الظاهرة.
الأمر لم يتوقف هنا، فقد كشفت صحيفة ألمانية عن دعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف.
وذكرت الصحيفة أنه كان يخطط لتأسيس أكاديمية للملحدين بالتعاون مع الحزب المتطرف.
المنفذ كان معروفًا في أوساط المهاجرين السعوديين، خاصة النساء الباحثات عن اللجوء، حيث قدم المساعدة لهم في قضايا الهجرة.
لكن هذا الوجه الإنساني كان يتناقض مع تغريدات صادمة نشرها قبل أسابيع قليلة، إحداها جاء فيها:
أؤكد لكم إذا كانت ألمانيا تريد الحرب، فسنخوضها. وإذا كانت ألمانيا تريد قتلنا، فسنذبحهم، أو نموت أو نذهب إلى السجن بكل فخر
تغريدة المتهم بعملية الدهس في ألمانيا
مواقفه المثيرة شملت أيضًا تأييده للصهيونية، حيث شارك عبر حساباته خريطة لما يُسمى بـ”إسرائيل الكبرى”.
الدوافع وراء هذا العمل الدموي تبقى محل تساؤل.
هل كان هذا الهجوم امتدادًا لآرائه المعادية للإسلام والمثيرة للجدل؟ أم أن هناك خيوطًا أخرى لم تتضح بعد؟
taleb openly threatened the lives of germans on his account. i reported him to the police and @bamf_dialog, but the police only took screenshots of his tweets. they didn’t arrest him or take any action. this could have been prevented if the police had done their job properly! pic.twitter.com/g32bFfvJLm
— 🕯️ (@i401x) December 21, 2024
السعودية حذرت ألمانيا 3 مرات من منفذ عملية الدهس!
كشفت تقارير إعلامية أن السعودية أرسلت 3 تحذيرات رسمية إلى السلطات الألمانية بشأن طالب العبد المحسن، محذرة من خطورته واحتمالية تنفيذ عمل عدائي.
وفقًا لموقع “دير شبيغل” الألماني، كانت هذه التحذيرات جزءًا من تعاون أمني مستمر بين الرياض وبرلين، لكن السلطات الألمانية تجاهلت التعامل الجدي معها.
الأمر لم يتوقف عند التحذيرات الرسمية، حيث أفادت قناة “العربية” أن سيدة سعودية أبلغت السلطات الألمانية العام الماضي عن نوايا المشتبه به في قتل مواطنين ألمان.
رغم ذلك، يبدو أن هذه التحذيرات لم تلقَ الاهتمام اللازم من دائرة الهجرة الألمانية، التي تعرضت لانتقادات بسبب عدم اتخاذ إجراءات استباقية.
غياب الاستجابة لهذه التحذيرات يثير تساؤلات حادة حول كفاءة التعامل مع المعلومات الاستخباراتية، خاصة أن الهجوم أسفر عن خسائر مروعة.
هل كان من الممكن تفادي هذه الكارثة لو استجابت ألمانيا للتحذيرات السعودية؟ وكيف ستؤثر هذه الواقعة على مستقبل التعاون الأمني بين البلدين؟
تغريدات طالب العبد المحسن تشير إلى رغبته قتل 20 شخصًا ألمانيًا، ولم ألحظ أي بلاغ ضده أو حتى محاولات لإيقافه، لذا قمت بالإبلاغ عنه عبر حساب دائرة الهجرة في منصة “إكس” ، لكن ردهم كان بلا مبالاة، إذ قالوا: أبلغي الشرطة بنفسك
شهادة السيدة السعودية
في خضم الكشف عن تفاصيل حياة طالب العبد المحسن، منفذ حادث الدهس في ماغديبورغ، برزت معلومات صادمة عن دوره في حياة بعض المهاجرات، مما أضاف بُعدًا مأساويًا جديدًا للقضية.
وفقًا لمصادر إعلامية، أشار تقرير إلى أن المشتبه به كان يثير الجدل بين أوساط المهاجرين بسبب محاولاته إقناع الفتيات بالهروب من أسرهن في بلدان اللجوء.
هذه المحاولات، بحسب ما ورد، تركت أثرًا مأساويًا، حيث سمع عن حالات انتحار لعدد من الفتيات كن على معرفة سابقة به.
لا تفوت قراءة: بعد هروب بشار الأسد من سوريا: موجة شائعات تغزو منصات السوشيال في دمشق
منفذ عملية الدهس في ألمانيا “حاول التوصل لمكان السفير السعودي”
كشف مصدر سعودي لصحيفة “اندبندنت عربية” أن طالب العبد المحسن، منفذ الهجوم، كان قد أعلن عن مكافأة قدرها 10 آلاف ريال سعودي لمن يدلي بمعلومات عن مكان إقامة السفير السعودي لدى ألمانيا.
هذه الخطوة الخطيرة أثارت قلق السفارة السعودية في برلين، التي سارعت إلى إبلاغ السلطات الألمانية بالواقعة، إلا أن الرد كان مخيبًا؛ حيث لم تُبدِ السلطات أي جدية في التعامل مع التهديدات الموجهة ضد السفير.
التحذير من مثل هذه التصرفات الخطيرة يعكس جانبًا آخر من شخصية منفذ العملية، الذي لم يقتصر على بث أفكاره المتطرفة بل لجأ أيضًا إلى خطوات مباشرة تهدد الأمن.
#الإرهابي_طالب_عبدالمحسن@DrTalebJawad
المتورط في تنفيذ عملية الدهس الإرهابية بـ #ألمانيا، هو شخصية مطلوبة للأجهزة الأمنية في #المملكة_العربية_السعودية منذ سنوات. فرّ من العدالة ولجأ إلى ألمانيا، حيث استغل الحماية التي وفرتها له قوانين اللجوء ليخطط وينفذ جريمته البشعة.
الشركاء… pic.twitter.com/9e3KB4V7CO
— م. حسام العسيري MBS 🇸🇦 (@eng_hossam1992) December 21, 2024
إيلون ماسك للمستشار الألماني أولاف شولتس: أنت أحمق
بعد تهديد السلطات الالمانية للأرهابي #طالب_العبدالمحسن منفذ #عملية_الدهس في #المانيا
هذه بعض منشوراته التي تثبت نيته تنفيذ الفعل الارهابي القبيح وكذلك بعض تحريضه للبنات لترك الوطن والهروب الى المانيا pic.twitter.com/lFRtwvXgpn— أحمد الناصر | Ahmad ALnasser (@alnaser_sa) December 20, 2024
أصارحكم بشي ..
من كثر عدد المغردين اللي ردوا على الألمان بالحقائق ، حسيت ان لغتنا الثانية هي الألمانية 😅
—-تذكرت بيت شعر للشاعر القطري المبدع ناصر الوبير:
لو عجزت تحقق الحلم بحياتك !
سند احلامك على الشعب السعودي
❤️🇸🇦— حسين الغاوي (@halgawi) December 22, 2024
بينما انشغلت وسائل الإعلام العالمية بتحليل حادثة الدهس في ماغديبورغ، جاء التفاعل السعودي على وسائل التواصل الاجتماعي ملفتًا.
اعتمد المغردون أسلوبًا تحليليًا مدعومًا بالأدلة والمعلومات الخاصة من حسابات طالب العبد المحسن، منفذ الهجوم.
التغريدات كشفت تفاصيل دقيقة عن حياته وأفكاره، مسلطين الضوء على تطرفه الواضح ومعاداته للإسلام.
كان هذا التفاعل السعودي بمثابة تحقيق رقمي جماعي، ساهم في توضيح جوانب خفية عن شخصية المنفذ ودوافعه المحتملة.
لكن الحدث الأبرز كان تعليق رجل الأعمال البارز إيلون ماسك، الذي أدلى برأيه عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا).
ماسك، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، وصف الحادث بأنه “إنذار حقيقي للغرب حول أهمية التعامل مع التهديدات الأيديولوجية بحذر أكبر”.
يجب على شولتس أن يستقيل على الفور.. أحمق غير كفء
إيلون في تدوينة على منصة إكس
في سياق تفاعله مع حادثة الدهس في ألمانيا، أثار رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك جدلًا واسعًا بتدوينة منفصلة على منصته “إكس”، حيث أعاد نشر مقطع فيديو سابق لوزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، تحدث فيه عن الإرهاب والتطرف في أوروبا.
He did https://t.co/0bjV2NoUiF
— Elon Musk (@elonmusk) December 20, 2024
دعوني أقول هذا باللغة الإنجليزية لتتمكن مديرة الحوار من فهم ما أقوله. سيأتي يوم سنرى فيه متشددين متطرفين وإرهابيين بصورة أكبر بكثير يخرجون من أوروبا، بسبب قلة اتخاذ القرارات
محاولة اتخاذ ما هو صحيح سياسياً أو افتراض أنهم يعلمون الشرق الأوسط ويعلمون ما هو الإسلام ويعرفون الآخرين بصورة أكثر مما نعرفهم نحن، وأنا آسف، ولكن هذا جهل تمامًا