مصر وفلسطين: 5 مشاهد حية تجسد التضامن الشعبي مع أهل غزة
التضامن الشعبي مع أهل غزة من الشعب المصري.. بعد “طوفان الأقصى”، تأكد للعالم أجمع أن القضية الفلسطينية تحتل مكانة محورية في وجدان الشعب المصري، باعتبارها واحدة من أهم قضاياه القومية والإنسانية.
هذا التضامن يتجلى بوضوح في مواقف الشعب المختلفة، التي تمتد من المقاطعة الاقتصادية للشركات الداعمة لإسرائيل إلى المواقف الشعبية الإنسانية للشعب الفلسطيني.
أحد الأمثلة البارزة هو قصة “عم ربيع”، الذي أصبح رمزًا للتضامن الشعبي.
هذا الرجل البسيط قرر، في موقف مؤثر، تقديم كافة إيرادات عربته الصغيرة لبيع المشروبات دعماً للقضية الفلسطينية.
وأيضا مؤخرًا، انتشر فيديو مؤثر لطفل مصري يعرض منزله للسكن بالمجان لأي فلسطيني يحتاج إلى مأوى، في لفتة تعكس قيم الكرم والتضامن المتجذرة في الثقافة المصرية.
وعلى صعيد آخر، شهدت أحياء شعبية مثل المطرية تنظيم إفطارات جماعية، كان هدفها الأساسي جمع التبرعات لأجل دعم أهل غزة، إضافة إلى انتشار الجرافيتي الذي زين جدران الشوارع برسائل دعامة للقضية الفلسطينية.
كما تُظهر حملات المقاطعة الاقتصادية ضد الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي وعيًا شعبيًا متزايدًا بأهمية استخدام القوة الاقتصادية كوسيلة للضغط.
مواقف التضامن الشعبي المصري مع أهل غزة وغيرها تجسد الروح التضامنية العميقة للشعب المصري، الذي يظل دائمًا حاضرًا بقوة في صفوف المدافعين عن الحق الفلسطيني.
عم ربيع: بائع البرتقال
عبارة واحدة، “إلى أهالينا في غزة”، كانت كافية لتحرك مشاعر عم “ربيع”، بائع البرتقال البسيط من شوارع مصر، ليبادر بإلقاء كميات كبيرة من البرتقال على متن ناقلة بضائع متجهة إلى فلسطين، في لفتة مليئة بالإنسانية والتضامن.
يعود أصل عم “ربيع” إلى محافظة بني سويف، حيث نشأ في بيئة قروية تُقدّر التكافل والإيثار.
وفي تصريحاته، عبّر عن الدافع وراء موقفه قائلاً: “المشاهد المؤلمة التي نراها كل يوم عن معاناة الفلسطينيين هي ما جعلتني أقوم بهذا الفعل. هؤلاء إخوتنا، وما نقدمه لهم واجب علينا”.
لم يكن عم “ربيع” يملك الكثير، لكن بالنسبة له، كان تقديم ما يستطيع من محصوله البسيط بمثابة رسالة أمل ودعم للشعب الفلسطيني.
وتابع عم “ربيع”، قائلاً: “ارتحت بعد ما عملت كده، وأتمنى أن كل الشعب المصري الشهم والجدع يساهم في مساعدة أهالي غزة في محنتهم. إحنا شعب واحد، وهم أهلنا وإخواتنا، وواجب علينا نقف معاهم بأي طريقة نقدر عليها.”
كلماته البسيطة والصادقة لامست قلوب الكثيرين، وأصبحت دعوته للتبرع ودعم غزة رمزًا جديدًا لتكاتف الشعب المصري مع القضية الفلسطينية، في مشهد يعكس روح الإخاء والإنسانية التي ما تزال حية في وجدان المصريين.
إفطار المطرية
من أبرز الفعاليات التي شهدتها مصر تعبيرًا عن التضامن الشعبي مع فلسطين كان “إفطار منطقة المطرية السنوي”، الذي يُنظم في شهر رمضان من كل عام.
تعتبر هذه الفعالية حدثًا مهمًا في قلب القاهرة، حيث يُنظمها مجموعة من شباب منطقة المطرية بالتعاون مع العديد من الجمعيات والمؤسسات المحلية.
يُجمع الإفطار بين سكان المطرية وغيرهم من المواطنين من مختلف أنحاء القاهرة، في مشهد يعكس الوحدة المصرية والتضامن مع قضية فلسطين، حيث هتف كثيرون أثناء الإفطار: “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”
يتميز الإفطار بجو من المحبة والإخاء، حيث يتناول الحاضرون وجبة الإفطار معًا، ويتبادلون الأحاديث عن أهمية دعم القضية الفلسطينية، إضافة إلى جمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني في غزة.
جرافيتي الدرب الأحمر
لم يتوقف التضامن الشعبي المصري لفلسطين عند منطقة المطرية فقط، بل انتقل ليشمل مناطق أخرى مثل الدرب الأحمر، التي دعمت الشعب الفلسطيني بطريقتها الخاصة.
في مايو الماضي، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور جرافيتي لعلم فلسطين مرسوم على جدران هذه المنطقة التاريخية.
هذه الرسومات، التي زينت العديد من جدران الدرب الأحمر، تضمنت تنوعًا فنيًا لافتًا، حيث جرى رسم العلم الفلسطيني بشكل مباشر أو تصوير يد مكونة من خمسة أصابع تتداخل فيها ألوان العلم الفلسطيني، في إشارة قوية إلى الوحدة والدعم لشعب فلسطين.
ما يميز هذه الرسومات أنها لم تكن مجرد أعمال فنية، بل أصبحت رموزًا حية تعكس تضامن المصريين مع فلسطين.
فتاة ماكدونالدز: على عهدي على ديني
تفاجأ البعض من فيديو انتشر على تيك توك لفتاة مصرية تقتحم أحد فروع “ماكدونالدز” وتغني أغنية دعماً لفلسطين. في الفيديو.
ظهرت الفتاة وهي تُغني أغنية “على عهدي على ديني” للفنان الفلسطيني محمد عساف، وسط حضور بعض الزبائن في الفرع، في مشهد يعكس القوة الرمزية للموقف.
الفتاة التي اختارت هذا التوقيت والموضع، كانت جزءاً من حركة واسعة تفاعلت مع المقاطعة الحادة التي شهدها ماكدونالدز بعد الهجوم العسكري الفلسطيني “طوفان الأقصى”.
شهدت العديد من فروعه في مصر تراجعًا ملحوظًا في أعداد الزبائن بعد أن جرى ربط الشركة بمواقف داعمة لإسرائيل.
الفيديو، الذي أثار تفاعلًا واسعًا، كان بمثابة تأكيد على أن أفراد الشعب المصري مستعدون لدعم فلسطين بأي وسيلة ممكنة، سواء من خلال المقاطعة أو حتى الفعل الفردي الذي يوجه رسالة واضحة.
وقد تردد صدى هذا الفيديو في أوساط التواصل الاجتماعي، مُظهرًا إصرار الشعب المصري على موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
عارف لو جيت عندنا كل الناس هتبوسك
منذ أيام قليلة، انتشر فيديو مؤثر لطفل مصري يبيع غزل البنات مع مواطن فلسطيني في مشهد يعكس عمق التضامن الشعبي المصري مع فلسطين.
الفيديو أظهر الطفل وهو يتعاون مع الفلسطيني في بيع الحلوى الشعبية وسط الشارع، في إشارة واضحة إلى تماسك الشعبين ووقوف المصريين مع فلسطين في محنتهم.
هذا الفيديو أصبح رمزًا آخر للتضامن الشعبي المصري، حيث تعكس هذه البادرة البسيطة والمليئة بالإنسانية كيف أن الشعب المصري، صغيرًا وكبيرًا، يعبّر عن دعمه لفلسطين بطرق مختلفة.
ويؤكد هذا الفيديو أن التضامن الشعبي المصري مع فلسطين يتوارثه الأجيال من جيل إلى آخر.
في مشهد مؤثر، قال الطفل: “ما تيجي عندنا، هسكنك بدون فلوس، عارف لو جيت عندنا؟ كل الناس هتبوسك، عشان من فلسطين.”
هذه الكلمات البسيطة من طفل صغير تجسد مدى قوة العلاقة والارتباط العاطفي بين الشعب المصري وفلسطين، وتظهر كيف أن التضامن ليس مجرد كلمات، بل مشاعر حية تنتقل من جيل إلى آخر.
كل هذه المواقف، التي تتنوع بين الأفعال الصغيرة والكبيرة، تؤكد على أن القضية الفلسطينية هي قضية محورية في وجدان الشعب المصري، وأن الدعم لفلسطين لم يعد مجرد موقف سياسي، بل هو جزء من الهوية الوطنية التي تحملها الأجيال الجديدة بكل حب واعتزاز.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: في اليوم العالمي للرجل: 10 أسماء فلسطينية تخلد ذكرى الرجال الذين لا يغيبون