حقول الغاز المصرية الجديدة: كيف تغير خريطة الاستيراد والتصدير؟

من حين لآخر، يتجدد الحديث عن استكشافات جديدة للغاز الطبيعي بالبحر المتوسط، سواء حقول غاز طبيعي جديدة أو آبار غاز جديدة. الأمر الذي قد يغير خريطة الاستيراد والتصدير للغاز الطبيعي في مصر.

وهذا ما أكده وزير البترول المصري، “كريم بدوي”، في المؤتمر السنوي العاشر لمؤسسة “إيجيبت أويل آند غاز” أمس الأحد، على أن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية “مبشرة للغاية”.

وأضاف بدوي أنه تابع ميدانيًا أعمال حفر البئر الاستكشافية الجديدة “خنجر” لشركة شيفرون العالمية، مشيرًا إلى أهمية هذه المشاريع.

وأكد وزير البترول على ضرورة تعزيز الجهود الجارية مع شركاء الاستثمار في قطاع النفط والغاز لضخ المزيد من الاستثمارات لزيادة الإنتاج من البترول والغاز.

كما شدد على ضرورة أن تكون عمليات الكشف عن المزيد من الموارد البترولية بطرق اقتصادية وأقل تكلفة، مع مراعاة الاستدامة البيئية والالتزام بقواعد السلامة.

ما حجم صادرات الغاز الطبيعي في مصر؟

خلال النصف الأول من عام 2024، تراجعت قيمة الصادرات المصرية من الغاز الطبيعي والمسال بنسبة 87.6%، حيث سجلت 281.076 مليون دولار.

هذا مقارنة بـ 2.275 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما يعني تراجعًا قدره 1.994 مليار دولار.

ما حجم استيراد الغاز الطبيعي في مصر؟

خلال النصف الأول من عام 2024، واصلت قيمة الواردات المصرية من الغاز الطبيعي الارتفاع بنسبة 27%، لتبلغ 1.646 مليار دولار.

وذلك مقارنة بـ 1.29 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، بزيادة قدرها 348 مليون دولار.

يُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب المحلي على الغاز وأزمة الإمدادات العالمية في بعض الفترات.

ما حجم استهلاك الغاز الطبيعي في مصر؟

خلال أول 3 أشهر من 2024، بلغ حجم استهلاك الغاز 8.06 مليار متر مكعب، بانخفاض عن 8.467 مليار متر مكعب في الربع الأخير من 2023، لكنه أعلى على أساس سنوي عندما بلغ حجم الاستهلاك 7.626 مليار متر مكعب.

ما حلول مصر لتقليل فاتورة الاستيراد؟

تمكنت مصر من زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي، مما ساهم في تقليص حجم الاستيراد بشكل ملحوظ.

يتوقع إنتاج الغاز هذا العام من جميع الحقول نحو 53 مليار متر مكعب، وفقاً لشركة الاستشارات النرويجية للطاقة “ريستاد”.

وبلغ إنتاج البترول والغاز خلال 2023/2022 نحو 1.73 مليون برميل مكافئ يوميًا.

وفي الوقت الحالي، تسعى مصر لتعزيز قدرتها على تصدير الغاز، مما يعزز مكانتها الاقتصادية على الصعيدين المحلي والدولي.

مصر: من أكبر منتجي الغاز بالمنطقة

تعتبر مصر من بين أكبر منتجي الغاز الطبيعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما يعكس أهمية قطاع الغاز في اقتصادها.

حيث بلغ إنتاج مصر من الغاز حوالي ملياري قدم مكعب يوميًا في عام 2023، مما يعزز مكانتها في أسواق الطاقة العالمية.

في فترات ذروة الإنتاج من حقل ظهر، بلغت مستويات الضخ ثلاثة مليارات قدم مكعب يوميًا بين عامي 2018 و2021.

وفي الوقت ذاته، كانت باقي حقول الغاز في مصر، مثل حقول الدلتا ومنطقة البرلس، تنتج كميات كبيرة أيضًا.

وأسهمت هذه الزيادة في الإنتاج في الوصول إلى حوالي 7.2 مليار قدم مكعب، مما غطى احتياجات البلاد بالكامل في تلك الفترة.

اكتشافات جديدة: الحقول البحرية

من المتوقع أن يشهد إنتاج الغاز الطبيعي في مصر زيادة كبيرة في السنوات المقبلة، بفضل الاكتشافات الجديدة في الحقول البحرية.

ويجرى استخدام جزء من الغاز المنتج لتلبية احتياجات السوق المحلي، خاصة في مجالات الكهرباء والصناعة.

بينما يُخصص الجزء الأكبر من الإنتاج للتصدير، مما يعزز من قدرة مصر على تحقيق عوائد اقتصادية من صادرات الغاز.

استيراد الغاز: تحدي كبير لمصر حاليا

على الرغم من الاكتشافات الكبيرة التي حققتها مصر في مجال الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة،

إلا أن مصر كانت في الماضي تستورد الغاز الطبيعي في بعض الفترات بسبب الطلب المحلي المرتفع.

هذه الفترة من الاستيراد كانت تشكل تحديًا كبيرًا للقطاع، لكن الاكتشافات الجديدة ساعدت في تقليص هذه الحاجة بشكل كبير.

متى بدأ استيراد الغاز من الخارج؟

في عام 2015، بدأت مصر في استيراد الغاز الطبيعي المسال عبر محطات التسييل، لتلبية احتياجات السوق المحلي.

وبدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل للمرة الأولى في يناير 2020، في إطار صفقة قيمتها 15 مليار دولار.

ومع الاكتشافات الجديدة التي حققتها مصر، خاصة في حقول مثل “ظهر” و”شروق”، بدأت البلاد في تحقيق اكتفاء ذاتي من الغاز الطبيعي.

تلك الاكتشافات ساهمت بشكل كبير في تقليص الحاجة للاستيراد وتعزيز قدرة مصر على تلبية احتياجاتها من الغاز بشكل مستقل.

مصر: من أكبر المصدرة للغاز بالبحر المتوسط

من ناحية التصدير، أصبحت مصر واحدة من أكبر المصدرين للغاز الطبيعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بفضل الاكتشافات الكبيرة.

في عام 2023، صدرت مصر نحو 2.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، المقدرة بـ 8 مليارات دولار، عبر محطات الإسالة على السواحل المصرية.

وقال وزير البترول طارق الملا إن حجم الاستثمارات المحققة في قطاع البترول منذ 2014 /2015 وحتى ديسمبر 2023 بلغت تريليون و455 مليون جنيه.

وتستهدف الحكومة المصرية زيادة هذه الكميات في السنوات القادمة، بما يعزز مكانة مصر كمركز رئيسي لتصدير الغاز الطبيعي.

بذلك، تسعى مصر لأن تصبح بوابة للغاز الطبيعي في المنطقة العربية، من خلال تصديره إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.

يعتمد هذا التوسع في التصدير على شبكة واسعة من خطوط الأنابيب ومحطات التسييل، مما يعزز القدرة على تلبية احتياجات الأسواق الدولية.

ماذا عن أبرز حقول الغاز في مصر؟

شهدت مصر في العقد الأخير العديد من الاكتشافات الكبيرة في مجال الغاز الطبيعي، مما كان له دور كبير في تعزيز الإنتاج المحلي.

هذه الاكتشافات ساعدت في توسيع طاقة التصدير، مما يعزز من مكانة مصر كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي في المنطقة.

حقل ظهر

يُعتبر حقل “ظهر” أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في تاريخ مصر بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو اكتشاف محوري في القطاع.

جرى اكتشاف الحقل في عام 2015، وبدأ الإنتاج منه في 2017، مما ساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج الغاز المحلي.

يُقدر الاحتياطي الإجمالي لحقل “ظهر” بحوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، مما يعزز قدرات مصر في مجال الطاقة.

يعد حقل “ظهر” من العوامل الرئيسية التي ساعدت مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وتقليص الحاجة للاستيراد.

تطورات حقل ظهر مؤخرا

من المتوقع إن يصل إنتاج حقل ظهر خلال السنوات الثلاثة القادمة إلى 2.3 مليار قدم مكعبة يوميا، بعد الاستثمارات الجديدة المقدرة بـ15 مليار دولار.

سيجرى إدخال إنتاج جديد يصل إلى 220 مليون قدم مكعب يوميًا، وذلك من خلال إضافة بئرين جديدين في الحقل.

تعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية تعزيز الإنتاج في حقل ظهر، مما يساهم في زيادة إمدادات الغاز الطبيعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وستستأنف شركة “إيني” أعمال الحفر بحقل ظهر في ديسمبر 2024، بإدخال إنتاج جديد يصل إلى 220 مليون قدم مكعب يوميًا.

وستدخل شركة “عجيبة” 3 حفارات جديدة في منطقة الامتياز البرية، إضافة إلى حفارين لإصلاح الآبار.

وستسرع شركة “بي بي” في وضع المرحلة الثانية من مشروع “ريفين” على الإنتاج في يناير 2024، مع بدء حفر حقل الكينج عام 2025.

وبدأت شركة “شل” الإنتاج من بئر “سيبيا” في أكتوبر 2024، وتستهدف 160 مليون قدم مكعب يوميًا بنهاية العام الجاري.

حقل نورس

يقع حقل نورس في منطقة دلتا النيل البحرية، ويعد من الحقول الهامة التي جرى اكتشافها في السنوات الأخيرة.

يبلغ احتياطي الحقل حوالي 2 تريليون قدم مكعب من الغاز، مما يجعله من المصادر المهمة للطاقة في مصر.

بدأ الإنتاج من الحقل في عام 2015، ويعتبر مصدرًا رئيسيًا للإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي.

وصل عدد الآبار التي تم حفرها في هذا الحقل إلى نحو 14 بئرًا تنمويًا، بمعدلات إنتاج تصل إلى 1.2 مليار قدم مكعب غاز يوميًا.

كما يقدر الإنتاج اليومي بحوالي 8500 برميل متكثفات و 115 طن بوتاجاز يوميًا، مما يعزز قدرة الحقل على تلبية احتياجات السوق المحلي.

حقل شروق

حقل شروق هو أحد الحقول الكبيرة في البحر الأبيض المتوسط ويعد جزءًا من مشروع الحقل المعروف بحقل “شروق”.

يعتبر الحقل من أكثر الاكتشافات الواعدة في المنطقة، ومن المتوقع أن يكون له تأثير كبير على إنتاج الغاز في مصر.

وتوقع الخبراء أن يصل احتياطي الحقل إلى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، مما يعزز مكانة مصر كداعم رئيسي لإنتاج الغاز في المنطقة.

حقل أتول

يقع حقل أتول في المياه العميقة في البحر الأبيض المتوسط، وهو من الحقول التي بدأت الإنتاج في السنوات الأخيرة.

يُعتبر حقل أتول من الحقول الاستراتيجية التي تساهم في زيادة إنتاج الغاز في مصر، مما يعزز القدرة الإنتاجية للقطاع.

ويصل الاحتياطي في حقل أتول إلى 1.5 تريليون قدم مكعب، مما يجعله مصدرًا هامًا للطاقة في المستقبل.

الرغبة في الاكتفاء الذاتي

تشهد صناعة الغاز الطبيعي في مصر تطورًا كبيرًا بفضل الاكتشافات الجديدة في حقول الغاز البحرية، مما يعزز الاكتفاء الذاتي.

وتسهم هذه الاكتشافات في توسيع قدرة مصر على التصدير، مما يرفع من مكانتها الاقتصادية في أسواق الغاز العالمية.

تُعتبر مصر واحدة من الدول الرائدة في المنطقة في مجال الغاز الطبيعي، من خلال استخدام التقنيات الحديثة وزيادة الإنتاج،

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: رحلة ارتفاع سعر الفائدة بمصر: كيف تأثرت السياسة النقدية بين 2014 و2024؟

تعليقات
Loading...