بعد 20 عاما من المعاناة: 42 مليون دولار لضحايا التعذيب في أبو غريب
منذ 20 عاما، رفع ثلاثة من معتقلي سجن أبو غريب دعوى ضد شركة كيسي بريميير تكنولوجي (CACI Premier Technology)، بعد أن تعرضوا للتعذيب في “غوانتانامو الشرق”.
رفضت هيئة محلفين فدرالية أميركية النظر في القضية 20 مرة منذ رفعها، وأخيرا في أبريل هذا العام قررت أن تنظر أخيرًا في الدعوى.
واليوم أمرت هيئة محلفين فدرالية أمريكية، وهي شركة متعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الشركة التكنولوجية بدفع مبلغ إجمالي 42 مليون دولار كتعويضَا لهم، حيث حصل كلًا منهم على تعويض بلغ 14 مليون دولار.
مُر عاشه معتقلي سجن أبو غريب
متى بدأت الحكاية؟
سهيل الشمري وهو مدير مدرسة متوسطة والمزارع أسعد الزوبعي والصحفي صلاح العجيلي، هم أصحاب القضية المرفوعة ضد شركة كيسي بريميير تكنولوجي (CACI)، وهي شركة ضالعة في تعذيب المعتقلين، حين كان موظفو الشركة يعملون في السجن قبل عقدين من الزمن.
بارقة أمل لكل من تعرض للتعذيب
ورحب العجيلي بالحكم، قائلا: “اليوم هو يوم كبير بالنسبة لي وللعدالة.. هذا الانتصار هو بارقة أمل لكل من تعرض للاضطهاد وتحذير قوي لأي شركة أو مقاول يمارس أشكالا مختلفة من التعذيب وسوء المعاملة”.
وفقًا لمركز الحقوق الدستوري الأمريكي، أن معظم الانتهاكات وقعت في نهاية عام 2003، ومن بعدها تقدموا الثلاثة بالشكوى عام 2008.
وجهت اتهامات جنائية إلى 11 من الحراس ذوي الرتب في سجن أبو غريب، من بينهم ليندي إنغلاند، الجندية الاحتياطية الأمريكية السابقة، التي اشتهرت بصورتها الشهيرة وهي مبتسمة بجانب سجناء عراة.
فضيحة أبو غريب
في عام 2003، اعتقل الجيش الأمريكي الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في العراق، حيث قدّر ضباط المخابرات العسكرية أن نسبة تتراوح بين 70% إلى 90% من هؤلاء المعتقلين تم اعتقالهم بالخطأ.
في ذلك الوقت، انتشرت صور تظهر معاملة قاسية للسجناء، وخاصة في سجن أبو غريب، حيث بدا الجنود الأمريكيون مبتسمين وهم يراقبون المعتقلين.
كانت الصور التي وثقت الانتهاكات في السجن، مثل السجناء العراة الذين يُجرّون من أماكنهم، أو جنود مبتسمين يقفون بجوار جثث معتقلين، أو تهديد السجناء بالكلاب، أو ربطهم بالأسلاك الكهربائية وتغطية رؤوسهم، سببًا في حدوث ما سُمي بـ”فضيحة أبو غريب”.
معاناة حاضرة بالأذهان مهما فات الزمن
ما زال معاناة معتقلي سجن أبو غريب حاضرة في أذهانهم، وكأنها حدثت بالأمس.
جراح المعتقلين مثل سهيل الشمري، وأسعد الزوبعي، وصلاح العجيلي، سواء الجسدية أو النفسية، تظل تلاحقهم كل يوم، تذكّرهم بما تعرضوا له.
ويظل هذا الألم، مثلما هو الحال مع آلاف المعتقلين الآخرين، حاضراً في حياتهم حتى بعد مرور سنوات على تلك التجربة القاسية.
أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: غزة في “كوب 29”: كيف تساهم أذربيجان في تعزيز آلة الحرب الإسرائيلية؟