قبل أن يصبح “الهضبة” أسطورة الغناء العربي وصاحب الأرقام القياسية العالمية، كان يمتلك بدايات شكلت جزء هام من مسيرته.
كان عمرو دياب في ذلك الوقت شابًا بسيطًا يخطو خطواته الأولى بخجل وارتباك أمام الكاميرا يبحث عن هويته الفنية بين استديوهات الإذاعة وكواليس الفوازير وشوارع القاهرة.
إنها حكاية البدايات.. من “صوت وادي النيل” و”الزمن”، “وينابيع النهار” و”العفاريت” إلى جوائز عالمية، رحلة صغيرة في تفاصيلها، لكنها كانت الشرارة التي صنعت اسمًا خلد في ذاكرة الموسيقى العربية فإنها بدايات الهضبة عمرو دياب!
لا تفوّت قراءة: كيف ستتغير حديقة الحيوان بعد التطوير في 2025؟ مفاجآت ترفيهية ومرافق حديثة بانتظار الزائرين
أول لقاء تلفزيوني.. “اسمي عمرو دياب، طالب في المعهد العالي للموسيقى العربية وعندي 21 سنة ونص”
في لقاء نادر قدمه التلفزيون المصري في بدايات الثمانينات، ظهر الفنان الشاب عمرو دياب للمرة الأولى وهو في عمر 21 على الشاشة بعد أن رشحه الموسيقار هاني شنودة.
قدم عمرو دياب باعتباره طالبًا بالمعهد العالي للموسيقى العربية، في سنته الأولى بعد أن أنهى دراسة في معهد تجاري، ثم قرر أن يتبع موهبته الحقيقية.
وعندما سئل عن سبب التحاقه بالموسيقى أوضح أنه شعر بأن الموهبة أقوى من أي اتجاه آخر، وأنه أراد منذ البداية أن يسلك طريق الغناء، حتى لو جاء متأخرًا بعض الشيء.
تحدث دياب عن بداياته، مؤكدًا أنه اعتاد الغناء منذ المدرسة، ثم شارك لأول مرة في أغنية تلفزيونية بعنوان “الزمن” بتقديم من المخرج فتحي عبد الستار.
وعندما سئل عن إضافته للساحة الغنائية، وعندما سئل عن مثله الأعلى، أجاب بلا تردد أن الموسيقار محمد عبد الوهاب هو قدوته الفنية.
اللقاء أظهر ملامح نجم صاعد يبحث عن هويته الفنية، يجمع بين البساطة والطموح، ويبدو في خجل شديد وارتباك من الكاميرا.
يضع يديه خلف ظهره ليخفي التوتر الذي يسيطر عليه، وعيناه لا ترتفع إلى مستوى الكاميرا، ولكنه لم يعرف يومًا أنه سيصبح أحد أبرز نجوم الغناء في العالم العربي.
لا تفوّت قراءة: اكتشف متعة الجيت كار في مصر: دليلك لأفضل أماكن التجربة والأسعار
أول أغنية في الإذاعة “صوت وادي النيل” وأول أغنية مصوّرة رسمية “أغنية الزمن”
يعتبر أول أغنية قدمها عمرو دياب عبر الإذاعة المصرية كانت بعنوان “صوت وادي النيل”، من كلمات عبد السلام أمين وألحان الموسيقار هاني شنودة.
هذه الأغنية مثلت انطلاقته الرسمية عبر الأثير لتصل إلى الجمهور لأول مرة وهذا ما نشره على اليوتيوب الخاص به في وصف الخاص بالأغنية.
أما أول أغنية مصورة له فكانت “الزمن” عام 1983، التي كتب كلماتها هاني زكي ولحنها أيضًا هاني شنودة. واعتبرها دياب في أحد لقاءاته التلفزيونية تجربته الأولى في الغناء الرسمي وأول ظهور له أمام الكاميرا.
في جنوب الوادي وشماله، في جناينه ومدنه ورماله، صوت واحد يهتف بأماله هات أيدك هات، نطوي المسافات… عمر ما في فرق مابين الأخوات ..” حكاية عمرو دياب مع البدايات”
لا تفوّت قراءة: مدحت العدل يكشف كواليس الجزء الثاني من “مافيا” وجمهور السقا ينتظر
عمرو دياب وشريهان.. أول ديو ومشاركة نادرة في فوازير رمضان
خاض تجربة فنية مختلفة تمثل علامة نادرة في بدايات عمرو دياب. ففي موسم رمضان عام 1985، شارك في فوازير “ألف ليلة وليلة” إلى جانب النجمة شيريهان التي كانت وقتها الوجه الرمضاني الأول وأيقونة الاستعراض على الشاشة.
اقتصر ظهور عمرو دياب على خمس حلقات فقط طوال الشهر، إلا أن هذه الحلقات حملت حضوراً له.
من خلال مجموعة من الاسكتشات الغنائية والاستعراضات التي قدمها مع شيريهان، حيث غنى وأدى أدواراً قصيرة داخل الحبكة الخفيفة التي اعتادت الفوازير أن تقوم عليها.
الحلقات التي ظهر فيها دياب حملت عناوين مميزة هي: كذب المنجمون ولو صدقوا، الغائب حجته معاه، عروسة المولد، اقرأ الأخبار، والطبيب النفسي.
وقد أضافت هذه المشاركات لمسة خاصة إلى العمل، وعرّفت الجمهور لأول مرة على وجه شاب قادم من بورسعيد كان يخطو أولى خطواته نحو الشهرة.
ينابيع النهر.. أول مسلسل تلفزيوني لعمرو دياب
قبل ظهوره في السينما، كانت تجربة عمرو دياب الأولى في التمثيل من خلال مسلسل “ينابيع النهر” عام 1986.
العمل جمعه مع مجموعة كبيرة من كبار النجوم مثل شكري سرحان، صلاح السعدني، مديحة كامل، تحية كاريوكا، هالة صدقي، صفاء السبع، ممدوح وافي وغيرهم.
المسلسل من تأليف مصطفى بركات وإخراج أشرف سالم، وقدم فيه عمرو دياب شخصية “حسام”، ليكون ذلك الظهور هو أول خطواته التمثيلية الحقيقية قبل الانتقال إلى السينما، غما غنى أيَضَا التتر الخاص بالمسلسل.
لا تفوّت قراءة: أسرار كواليس فيلم “آيس كريم في جليم”.. حكايات لم تُروَ عن أيقونة التسعينيات
الظهور السينمائي الأول لعمرو دياب من خلال “السجينتان”
دخل عمرو دياب مجال السينما لأول مرة عام 1988 من خلال فيلم “السجينتان“، حيث شارك البطولة مع إلهام شاهين وسماح أنور ويوسف شعبان.
ورغم أن الفيلم لم يكن بطولته المطلقة، فإن مشاركته فيه جاءت بهدف استثمار نجاحه الكبير كمطرب وقتها.
لكن الجمهور لا يتذكر الفيلم كثيرًا، فدوره لم يكن محوريًا ولا يمثل علامة بارزة في مشواره الفني، وإنما مجرد تجربة أولى على الشاشة الكبيرة.
أول أجر وحفلة وبدايات عمرو دياب.. شهادة رفيق المشوار شريف ضياء
يروي شريف ضياء، أحد رفقاء المشوار الفني لعمرو دياب، أن نجاح الهضبة لم يكن أمرًا عاديًا بل كان بفضل إصرار غير مسبوق.
فالعقبات التي واجهها في بداياته كانت كفيلة بأن تثني أي شخص آخر عن الاستمرار، لكن عمرو دياب تجاوزها بعزيمة وإيمان بموهبته.
بدأ عمرو يتلقى عروضًا للعمل في أماكن مختلفة، كان أبرزها على شارع الهرم، رغم أن الكثيرين كانوا يتحفظون على العمل هناك آنذاك.
ورغم ذلك، قَبل عمرو دياب التحدي وبدأت فرقته تقدم عروضًا في عدد من الفنادق مثل الميريديان، الشيراتون، والموفنبيك ومع ذلك ظل شارع الهرم هو المحطة الأساسية التي انطلقت منها خطواته الأولى نحو الانتشار.
ويضيف شريف ضياء أن أجر الفرقة في تلك الفترة كان لا يتجاوز مائة جنيه فقط تقسم على جميع الأعضاء.
وكانوا في بعض الأحيان ينتظرون حتى ساعات متأخرة من الليل دون أن يسمح لهم بالغناء بحجة أن “الشغل نايم”، فيعودون دون مقابل.
لا تفوّت قراءة: حقن أوزمبيك ومونجارو للتخسيس.. ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عنها بعد 8 أسابيع؟
أول بطولة سينمائية لعمرو دياب فيلم “العفاريت”
يعد فيلم “العفاريت” أول تجربة بطولية للنجم عمرو دياب في السينما، حيث عرض لأول مرة في 1990، ليصبح واحدًا من الأفلام التي ارتبطت بذاكرة أجيال كاملة.
لا يزال الجمهور يتعامل معه كأنه يعرض لأول مرة، خاصة مع استمرار الجدل الذي لم يحسم حتى الآن حول سؤال “مين ابنه ماما كريمة – مديحة كامل؟.. بلية ولا لوزة”.
الفيلم من بطولة عمرو دياب، مديحة كامل، عماد محرم، هديل (بلية)، سماح عاطف (لوزة)، نعيمة الصغير، ومن إخراج حسام الدين مصطفى وتأليف ماجدة خير الله.
ومن ضمن كواليس العمل التي لا يعرفها الكثير كشفتها الفنانة هديل خير الله، التي جسدت شخصية “بلية”، حيث أوضحت أن تصوير “العفاريت” استغرق نحو ستة أشهر تقريبًا.
لكن مشهدًا واحدًا تسبب في توقف العمل لمدة سبعة أشهر كاملة، وهو مشهد أغنية “ميال ميال” الذي تم تصويره داخل استاد حقيقي، قبل أن يستأنف التصوير لاستكمال باقي المشاهد.
لا تفوّت قراءة: ليالي Movie Night.. أفضل أماكن لمشاهدة الأفلام في الهواء الطلق بأجواء رومانسية ومغامرات ممتعة
أول جائزة عالمية لعمرو دياب عن “نور العين”
يعتبر عمرو دياب أول مطرب عربي يضع اسمه بقوة على الساحة الموسيقية العالمية، فقد نال جائزة الميوزك أوورد (World Music Award) للمرة الأولى عام 1998 عن ألبومه الشهير “نور العين”، الذي حقق انتشارًا عالميًا واسعًا وجعله نجمًا على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
توالت الجوائز بعد ذلك، حيث حصل على جائزة الميوزك أوورد سبع مرات، وفي عام 2016 دخل عمرو دياب موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كصاحب أكبر عدد من جوائز الموسيقى العالمية، ولتحقيقه أعلى نسب مبيعات لفنان في الشرق الأوسط.
لا تفوّت قراءة: كيف يحافظ محمد صلاح على جسمه الرياضي؟ سر قوته ولياقته العالية يكمن في اختيارات طعامه
أول حب في حياة عمرو دياب.. من تكون؟
في أحد اللقاءات التلفزيونية النادرة كما صرحت بعض المصادر الصحفية كشف الفنان عمرو دياب عن أوّل قصة حب حقيقية عاشها خلال فترة دراسته في معهد الموسيقى العربية.
وقد صرح قائلاً: “كانت دليلي في القاهرة، لا يمكن أنسى أول حب حقيقي في حياتي، كنت في المعهد وتعرفت على زميلة، أحببتها بكل ما أملك من مشاعر، كانت حبيبة وصديقة وأختًا وأمًا في وقت واحد”
وتشير بعض الصحف إلى أنّ هذه القصة لم تكن الوحيدة في حياة الفنان في بداياته الفنية، بل يذكر أيضًا ارتباطه العاطفي بسيدة أخرى هي شقيقة فنانة شهيرة.
في بدايات مشواره الفني، ارتبط عمرو دياب بـ إيناس شاهين، الشقيقة الصغرى للفنانة إلهام شاهين، في خطبة رسمية لم يكتب لها الاستمرار رغم الحب الكبير الذي جمعهما
وتعود تفاصيل هذه القصة إلى مشاركته في أول أعماله السينمائية مع الفنانة إلهام شاهين في فيلم السجينتان. حينها التقى بإيناس، لتبدأ قصة حب قوية سرعان ما تحولت إلى خطوبة رسمية.
لكن الخطبة لم تستمر طويلًا، إذ كانت إيناس في السابعة عشرة من عمرها فقط، بينما كان عمرو دياب يبلغ السابعة والعشرين.
وقد رفضت إلهام شاهين إتمام هذه الزيجة لصغر سن شقيقتها، إلى جانب أنّ دياب كان ما يزال في بداية مشواره الفني ولم تتضح معالم مستقبله بعد.
